شوشرة: الهيبة
لا نعرف هل أصبح القانون لدى البعض موافقا لنظرتهم أم مازال يعاني العمي أم أصبح أعور كالعادة، أم أصبح القفز عليه عادة وواقعاً فرض علينا بمباركة الحكومات السابقة، التي هي أول من ضربت به عرض الحائط، وهي من ساعدت في تحويل مساره إلى الاتجاه الخاطئ بفضل قراراتها التي يتبعها فضائح بالجملة، آخرها الحكم الصادر ضد الخبراء الذين عينوا في عهد وزيرين؟ليس هذا الأمر بذاته بل الطغيان في تعيينات البراشوت في بعض المناصب التي يتم تفصيلها وفقا للمحسوبية والنفوذ، حيث يقع الضرر على المستحقين الفعليين الذين يروحون ضحية وزير أو متنفذ أو نائب لأنهم لا يملكون الأدوات الممنوحة لهؤلاء، وبالتالي ملاذهم الوحيد دائما هو قضاؤنا الشامخ الذي ينتصر لهم في إعادة حقوقهم المسلوبة، لأن تطبيق القانون أصبح لا يشمل ذوي النفوذ.فالحكومة الجديدة مطالبة بوضع سياسة جديدة ونهج مختلف يحمل شعار (تطبيق القانون قولاً وعملاً)، وفتح كل الملفات لمحاسبة المتجاوزين بدءا بالوزراء والقياديين الذين اخترقوه إرضاء لنائب أو متنفذ يلعب بالقرارات حسب مزاجه، وما أكثرهم.
والكثير من المظلومين لا يملكون أي أداة للدفاع عن أنفسهم أو أخذ حقوقهم في غياب التطبيق الفعلي للقانون وغياب الدور الرقابي الحقيقي لمجلس الأمة، وتطاول بعض النواب لأنهم يملكون قوة الحصانة وضعف المحاسبة لأن الأجهزة الحكومية تخشاهم.إن سمو رئيس مجلس الوزراء أمام مسؤولية كبيرة في محاسبة كل متجاوز، وتطبيق القانون على الجميع خصوصا أنني أعلم جيداً أنه لا يقبل أي مساس بالقانون، وعاصرته عندما كان وزيرا للشؤون، فكان عهده يحمل شعار التصدي للمخالفين، لا سيما في قضية اختلاسات صندوق إعانة المرضى التي تم بفضله الكشف عن هذه الفضيحة ومتابعة كل تفاصيلها للوصول إلى الجاني، وغيرها من التجاوزات التي وقف نداً بوجه مرتكبيها من أصحاب النفوذ.إن الحكومة أمام ملفات متخمة بالفساد والتجاوز على المال العام، وبالتالي يجب أن تبدأ بأصحاب الكروش المنتفخة من الحرام، وصولا لأصغر فاسد دون تمييز حتى يثق بها الناس ويساهموا في ترميم تصدعات الحكومات السابقة التي ولدت (بلاوي) لا تحملها الجبال، وهموم أناس كانوا ضحية قرارات عشوائية وترضيات.فالكويت تحتاج منا جميعا للفزعة دون أي مجاملات، ومنع الازدواجية في تداخل الاختصاصات دون أن يكون هناك تمدد للأخطبوط الذي أصبحت يده على كل شبر في المؤسسات الحكومية وغيرها، وعودة هيبة القانون واحترامه ستمنع مخترقيه من أي تطاول، وسترسم خريطة طريق جديدة ومستقبلا أفضل بعد التراجع الكبير الذي أصبحنا نعانيه في الكثير من الجوانب.إن الآمال معقودة لترسموا البهجة على شعب سئم المفاجآت غير المتوقعة، والتي يكون الفساد والمخالفات والتجاوزات عنوانها، والجميع ينتظر الانفراجات وحلحلة العقد التي كلما ازدادت صعوبة ازدادت المعاناة التي تكشف عن مآسٍ لا تخطر على البال بسبب حفنة همهم الأول والأخير السيطرة وإشباع رغباتهم التي لا تنتهي.