«زفة» المعاريس التركية تضايق الألمان
تشهد حفلات الزفاف التركية مشاركة المئات من الضيوف، وقضاء أيام من الاحتفالات، وتقديم هدايا سخية من المال والذهب، إضافة إلى تعليق الزينة الرائعة، التي تجعل الحدث أشبه بقصة خيالية.وفي ألمانيا، يتسبب الشباب المتمسكون بالتراث التركي، والذين يرغبون في الحفاظ على تلك التقاليد، في حالة من السخط العام، عند إقامة الاحتفالات بالمناسبات المختلفة، وهو ما يظهر بجلاء في أحد مظاهر هذه الاحتفالات، ألا وهي مواكب حفلات الزفاف، حيث تتسبب القوافل الضخمة من السيارات خلالها في إغلاق الشوارع، وعرقلة حركة المرور على الطرق السريعة، فضلاً عن قيام السائقين بتركيب الأبواق ذات الأصوات العالية، في حين يقوم الركاب بإطلاق مسدسات الصوت ابتهاجاً بهذه المناسبة.
ويُشار إلى أن مواكب الزفاف لها تاريخ طويل في تركيا، ويقول أحمد توبراك، الذي ألَّف كتاباً حول الرجال المسلمين في الخارج: "إن ذلك الأمر دائماً ما يُعد مهماً". وعادة ما يتم تجميل الكثير من السيارات المشاركة في تلك المواكب، مع قيام سائقيها بإطلاق أبواق سياراتهم أثناء قيادتهم لها في أنحاء الحي.كما أن مسألة إغلاق الشوارع لها جذورها التقليدية القديمة في تركيا، حيث يقف أقارب العروس في طريق الموكب، ويطلبون مبلغاً صغيراً من المال كهدية من العريس. ويقول توبراك: "لن تتم إعادة فتح الطريق إلا عندما يدفع العريس المال".ويرى توبراك أن مواكب الزفاف صارت تكتسب سُمعة سيئة، بسبب إعاقتها لحركة السير، ويوضح: "لقد كانت المواكب أمراً إيجابياً، لكن الآن، وبعدما تسببه من إعاقة لحركة السير على الطرق السريعة، تحولت إلى ظاهرة سلبية. لهذا السبب، لا يعتبر جميع المهاجرين الأتراك ذلك أمراً جيداً".