سلامة: الدعم الروسي يقرّب حفتر من إخضاع طرابلس
«الوفاق» تُسقط طائرة حربية وتأسر قائدها
وسط صراع نفوذ إقليمي ومخاوف جيوسياسية دولية، أعرب المبعوث الأممي الخاص غسان سلامة عن قلقه البالغ تجاه تطور الأوضاع في ليبيا، لافتاً إلى اقتراب قائد ما يسمى بـ «الجيش الوطني الليبي» من إحكام القبضة على العاصمة طرابلس، وربما تحقيق انتصار كبير، وذلك بفضل الدعم الروسي له.وبعد 8 أشهر من بدء قوات حفتر حملة لانتزاع السيطرة على طرابلس الخاضعة لقوات موالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فايز السراج، قال سلامة: «منذ انضم الروس لقوات حفتر اكتسبت العملية ضد طرابلس قوة. وخلال الأيام العشرة الماضية انتقلت الحرب إلى المناطق الحضرية بالعاصمة. ولا أستبعد مأزقاً جديداً أو تقدماً ساحقاً».وحذّر من أنه «إذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإنه سيكون هناك المزيد من الضحايا والنازحين والمعاناة في صفوف المدنيين».
وتحوّل الصراع في ليبيا بين «الوفاق» المدعومة من الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس، وبين الحكومة المدعومة من حفتر ومقرها طبرق بشرق البلاد، إلى حرب بالوكالة بين قوى خارجية. وتحدث سلامة عن دعم روسي بـ «المرتزقة» لحفتر، ودعم تركي بالسلاح لطرابلس.في موازاة ذلك، تحدّث وزير الخارجية في «الوفاق»، محمد سيالة، خلال وجوده وسلامة في روما أمس الأول، للمشاركة في أعمال منتدى المتوسط، عن المخاوف ذاتها. وقال في تصريحات نشرت أمس: «بالطبع، مع تدخّل روسيا، ربما يتمكن حفتر من دخول طرابلس. ومع تزايد الانخراط الروسي من خلال تزويد الجنرال بالطائرات المسيّرة والمرتزقة، فإن احتمال سقوط العاصمة قائم».في هذه الأثناء، أعلنت قوات «بركان الغضب» التابعة لـ «الوفاق»، ليل السبت - الأحد، إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ 23» لقوات حفتر، بعد استهدافها في جنوب مدينة الزاوية على بعد 45 كلم غرب طرابلس.وأكدت إلقاء القبض على الطيار، عامر الجقم، بعد هبوطه بمظلة ونشرت صورة له وقالت إنها تبحث عن مساعده.في المقابل، أقرت قوات حفتر بسقوط الطائرة، إلا أنها أشارت إلى أن ذلك جاء نتيجة خلل فني وتعهّد باستمرارها في «فرض السيادة الجوية على كل سماء ليبيا».وقال أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر، إن الطيار وقع في «قبضة إرهابيين بمدينة الزاوية، وتتم معاملته معاملة سيئة». وأضاف أن «هذا يخالف شروط معاهدة جنيف لمعاملة أسرى الحرب، محملا المجتمع الدولي مسؤولية هذا التصرف من قبل ميليشيات حكومة الوفاق غير المعتمدة».وجاءت التطورات في وقت أثارت اتفاقية تضمنت ترسيم حدود بحرية بين «الوفاق» وتركيا في البحر المتوسط قلق عدة دول بالمنطقة في مقدمتها اليونان التي قررت طرد السفير الليبي، في خطوة وصفها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بـ «الفضيحة».