الإعلان الذي كان وسيكون
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
صدر "الإعلان"، الوثيقة الإنسانية الأكثر أهمية في تاريخ البشرية، وصارت هي المعيار الذي يفترض أن تلتزم به الدول للحفاظ على كرامات البشر، دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو اللغة أو الأصل أو اللون أو غير ذلك. ومع أن عمر "الإعلان" بلغ 71 عاماً فإن الممارسات على الأرض يندى لها الجبين، في زمن تجاوز فيه عدد اللاجئين 65 مليون إنسان. فعلى الرغم من تطور آليات الحماية لحقوق البشر فإن انتهاكات كرامات الناس، على حساب المساواة والعدالة، مازالت هي السائدة.لم تكن هناك أوهام قبل 71 عاماً في استطاعة حماية حقوق البشر على الأرض عن طريق وثائق دولية، فالمخاض كان سياسياً بامتياز، ولربما جاء بمنزلة رفع عتب، عن مجازر حروب كبرى، ارتكبتها دول كبرى، ومن ثم مسحت سيوف تقطر دم أبرياء، بخرق بالية، لا تسمن ولا تغني من جوع. مازلنا كما يبدو نعايش نفس المأساة، هذه المرة تشترك فيها دول كبرى وصغرى وجماعات مسلحة على حد سواء. قد يأتي يوم يكون فيه العالم أكثر إنسانية، إلا أن الواضح أنه صار للإعلان قيمته المعنوية الفائقة التأثير، لا ينافسه في ذلك أحد، وصارت قيمه ومبادئه هي المادة التي يتحرك فيها ملايين البشر من كل الملل والنحل، ويستخدمونها في سلوك سبيل العدالة والمساواة بمواجهة الطغيان، ومناهضة التعذيب، والاتجار بالبشر، وحماية البيئة، في كل بقاع العالم فصاروا يزرعون الأمل في وجه الألم.