ضمن فعاليات الأنشطة المصاحبة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، أقيمت محاضرة بعنوان "في ظل القصيدة"، للشاعر والإعلامي زاهي وهبي، وأدار المحاضرة الروائي طالب الرفاعي، وحضرها جمع من المهتمين والمثقفين.من جانبه، قال وهبي إنه اختار عنوان اللقاء "في ظل القصيدة"، لأنه فعلا ولد تحت ظلال القصائد، قبل أن ينتقل للإعلام، ليقول: "جدي لأمي كان شاعرا ورجل دين، وأيضا جدي لأبي، ولدت في بيت قديم حجري ومن طين، في بلدة عيناتا في أقصى جنوب لبنان".
وتحدث وهبي عن طبيعة نشأته، والبيئة التي عاش فيها، ووصفها بأنها شاعرية بامتياز، وقال إنه تأثر منذ نعومة أظفاره بقصص والدته، لأنها ورثتها عن أبيها وأمها وأهلها، فكانت ترمى على مسامعه قصصا مختلفة عن الزير سالم، وسيف بن ذي يزن، وأبياتاً شعرية للمتنبي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، مما صقل موهبته الأدبية منذ الصغر. وأشار في حديثه إلى أن القرية التي ترعرع فيها لا يوجد فيها أي وسائل ترفيه، فكان الكتاب هو بمثابة السلوى والعزاء الوحيد، والنافذة التي نطل بها على العالم، وأن قراءاته الأولى كانت دينية بطبيعة الحال لظروف النشأة والعائلة، .وذكر أن القراءات الدينية تداخلت بالقراءات المعاصرة، واكتشف الأدب والشعر الحديث بداية مع غادة السمان، لافتا إلى أن أوائل قصائد النثر التي قرأها في حياته كانت للسمان، إلى جانب الأعمال الروائية، وعلق قائلا: "كنت قارئا نهما".
حلم كاتب
وأضاف وهبي أن حلمه الدائم كان أن يصبح كاتبا، ولم يكن لديه حلم آخر سوى أن يكون كاتباً، وتحدث عن فترة دخوله العمل الصحافي والإذاعي قبل أن يعمل في التلفزيون، فقد عمل ثماني سنوات في الصحافة.وشرح طبيعة العمل في التلفزيون، فهي تحتاج إلى مجهود وساعات من التحضير والقراءة، مشيرا إلى أنه حاور أكثر من 3000 شخصية عربية، وفي برنامج "خليك في البيت" حاور 750 ضيفا، على مدى 15 عاما، أما في برنامج "بيت القصيد" فحاور 450 ضيفا، وكذلك في برامج أخرى مثل "قرأت لكم"، و"ست حبايب" الذي كان تكريما لمئات من الضيوف، وبالعمل الصحافي والإذاعة نفس الموضوع، وعلق قائلا: "ما أسعفني على محاورة هؤلاء، التحضير الجيد للحوار".قصائد شعرية
ثم ألقى وهبي مجموعة من قصائده، التي تضمنت الكثير من المشاعر، إلقاءً شعريا متميزا ليلقي قصيدته الجديدة "نشيد الأمل"، ومن أجوائها: "مهما اشتدت الريح وعم الظلام/ لا تفقد شهوة الكلام/ عَلِّ صوتك/ قل ما تشاء/ لا تستغرق في المنام/ ثمة شمس تضحك كل صباح/ وأم تصلي كي يعم السلام/ ثمة طفلة تلون الريح ببراءة ضحكتها". وفي قصيدة "منديلها البحيرة وصوتها المساء" التي اشتملت على وصف لوالدة زاهي وهبي، يقول: "التي ودعتني في الصباح/ بضفيرة قليلة/ ويدين من دعاء/ حفرت ظلا على الحائط/ أوقدت نارا صغيرة لأجلي".