أقامت قاعة بوشهري، في مقرها بالسالمية، معرضا بعنوان "أعمال فنية مختارة" بحضور عبدالوهاب العوضي، ويستمر حتى 19 الجاري، اشتمل على العديد من الأعمال الفنية بكل فروعها، ويعد فرصة غنية للجمهور المحب للفنون في الكويت لزيارته، والتعرف على مضامين تلك الأعمال.وقال مدير القاعة يحيى سويلم: "عندما ننظم في قاعة بوشهري معرضا تشكيليا للفنون الصغيرة على غير العادة، والنأي بها عن تلك الفنون التشكيلية الكبيرة التي تميزنا بعرضها من التصوير التشكيلي والنحت والطباعة والرسم، فإن هدفنا لفت الانتباه إلى فنون تشكيلية أخرى، مثل أشغال الخزف والزجاج والنسيج والسجاد وأشغال المعادن والأثاث".
وأضاف سويلم: "إن ما يدفعنا أكثر من أي شيء آخر هو الغرض من هذه الفنون التي نعرض نماذج لها، ويكون إما نفعيا وإما غرضا زخرفيا وإما الغرضين معا، أنها وسيلة من وسائل الاستعمال النفعية ومن العناصر الجمالية الخاصة والعناصر الوظيفية".وأكد أن الأقدمين قاموا بجمع هذه العناصر، فقد كان أمرا مرغوبا غربا وشرقا، ومعروف عند العرب تقديرهم للتحف وحفظها، وأهدوها لبعضهم، كما نالت اهتمام أوروبا خاصة في عصر النهضة القرن التاسع والعاشر الهجري".
وسائل تنفيذية
وتابع سويلم: "يقوم بإنتاج هذه المشغولات الفنية وعلى نطاق واسع حرفيون وفنانون، حيث تتم بعناية فائقة كأي نوع من أنواع الفنون التشكيلية والتطبيقية، ويختلف عن الصناعات القديمة والأثرية (الانتيك)، لأنه صمم أساسا لجموع من الناس وبوسائل تنفيذية وخامات مختلفة، وغالبا قد يكون من إنتاج معامل محترفة وعريقة، ويوجد منها الأصلي والمقلد والنادر، وبالتالي فيها الرخيص والثمين، والثمين جدا وتحتفظ بها متاحف كثيرة في شتى بلاد المعمورة".أساليب ومواضيع
من جانبه، ذكر الفنان عباس مالك أنه شارك بتسع قطع من الخزف تعبر عن التراث الشعبي الكويتي، مشيرا إلى أنه يعمل في مجال الخزف والنحت منذ نحو 50 سنة، وكان سابقا يعمل في مجال التربية الفنية ثم تفرغ.بدورها، أفادت الفنانة التشكيلية سهير هاشم بأن تخصصها هو الغرافيك، لكنها تعشق جميع أنواع الفنون، سواء فن الخزف، أو التصوير، وشاركت بقطع خزفية استخدمت فيها بعض تقنيات الخزف القديمة التي تحبها، كما تميز السجاد بمختلف النقوش والألوان، بينما جاءت اللوحات متنوعة في أساليبها ومواضيعها وتقنياتها من مختلف مدارس الفن التشكيلي.أما من ناحية الأعمال الخزفية فقد أطلق الفنانون المشاركون العنان لإبداعاتهم لينتجوا أعمالا خزفية جميلة، مزجت بين تقنيات مختلفة، بينما المشغولات المعدنية كانت لها مكانة كبرى في جميع العصور، وهي مطروقة أو مسبوكة.أما المشغولات الصغيرة فتصنع من معادن ثمنية ونصف ثمينة أو غير ثمينة، وتزخرف أحيانا بأحجار كريمة وتطعم بالمينا (الأنامل)، وأصلها من السيليكا، وهي مادة على هيئة مسحوق مضاف لها أكاسيد معادن أخرى لتعطي لها ألوانا مختلفة. وكان للأثاث ركن مميز بالمعرض، من خلال الأعمال الموجودة ذات النوع الخاص من الزخارف، كالحفر مباشرة على أنواع الأخشاب المناسبة للحفر البارز، ويتماشى مع جمالية العصر الذي نفذت فيه، وأحيانا كانت تطعم قطع الأثاث بزخارف بأنواع أخرى من الخشب الثمين أو العاج.الزمان والمكان
وفي منصة الفن المعاصر (كاب) بالشويخ، أقيم معرض للفنان أثير الموسوي، حضره جمع من الفنانين والمهتمين.وقال الموسوي: "تتلاشى الأشياء بعيدا وتطفو عبر الزمان والمكان، ويستخدم العنوان كلا من هذين الفعلين اللذين يصفان عملية الانتقال الأثيري من المادة الصلبة إلى المجهول، وتتعامل هذه الأعمال الفنية، مع اللون والضوء باعتبارها موضوعا محددا، بنفس قدر التعامل معهما بوصفهما أدوات جمالية".واردف: "ان إضافة اللون الأبيض أو تبييض وتلطيف اللوحة في هذه الأعمال يجسد شكلا من أشكال الحركة نحو الضوء، وهي في جوهرها تمثل جزءا من عملية التخلي عن الكتلة وعن الشكل". واستطرد: "تتكون التشكيلات المقدمة في الأعمال من مزيج من الأشكال المعمارية والمنحوتات الحجرية العضوية والخطوط المتعرجة وشظايا الزجاج وقطع الرخام والرغوة ولوحات الألوان وشظايا الذكريات، حيث لا يوجد تسلل هرمي في كتلة هذه الأشياء، إذ إنه لا توجد جاذبية ترسو عليها كل هذه العناصر تقدم نوعا من التوازن بين الفوضى والسكون".الجدير بالذكر أن أثير الموسوي (مواليد 1982) فنان ومعلم بريطاني عراقي ركزت أعماله خلال السنوات الأخيرة على طرح أسئلة لا يمكن الإجابة عنها مقابل إجابات مبهمة أو غير محددة، ثم تشكيل لون من الحوار البصري بين الاثنين.وتراوحت موضوعات العديد من أعماله الفنية، منذ تخرجه في "سنترال سانت مارتينيز" بلندن عام 2007، حول العراق وعلاقته الذاتية في الشتات بكل من وطنيه الأصلي والأجنبي.