«حيوان غريب» يثير الجدل الأثري في مصر
توقعات بأنه أصل تمثال «أبوالهول»... ووزارة الآثار تنفي
يشهد الوسط الأثري المصري، راهناً جدلاً واسعاً بين وزارة الآثار وصحيفة «ديلي إكسبريس» الإنكليزية حول اكتشاف أثري جديد لم يزح الستار عنه بعد، في وقت صاحَب نقل توابيت «خبيئة العساسيف» إلى المتحف الكبير مطالبات بضرورة إرجاعها إلى منطقة المقابر بالأقصر.
قبل إزاحة الستار عنه، أثار اكتشاف أثري في مصر جدلا عالميا، بعدما نشرت صحيفة "ديلي اكسبريس" الانكليزية تقريرا توقعت فيه أن يكون هذا الاكتشاف الجديد متعلقا بتمثال "أبو الهول"، غير أن وزارة الآثار المصرية سارعت بالرد، عبر تأكيدها أن الاكتشاف المزمع الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة، لايخص "أبو الهول" من قريب أو بعيد. وقال وزير الآثار د. خالد العناني: " سنعلن تفاصيل اكتشاف مومياء لحيوان غريب، يبدو أنه قطة كبيرة، وربما أسد أو أنثى أسد، وسيتم هذا الإعلان في غضون أيام قليلة هذا الشهر بعد استخدام التصوير المقطعي واختبار الحمض النووي لدراسة مومياء هذا الحيوان".وذكرت وزارة الآثار أنها تعلن بشكل شهري اكتشافاً أثرياً ضخماً، مبينة أنه يعمل في مصر حوالي 300 بعثة مصرية، و250 بعثة أجنبية.
ووفق ما جاء في "الديلي اكسبريس" فإن علماء الآثار المصريين يبحثون لغز "حيوان غريب جدا"، قد يكون "أسدًا أو أنثى أسد" يعتقد أنه قد يشكل الأصل وراء هيئة تمثال أبوالهول بالجيزة، مشيرة إلى أن المصريين القدماء اهتموا بالقطط وفرضوا عقوبات على من يتسبب بإصابة أو قتل هذه الحيوانات، وكانوا يعبدون إله القط المؤلف من نصف قطة مدموجة مع نصف آخر لإمرأة، يسمى "باستيت". ويرمز تمثال أبو الهول إلى القوة، ويمثل جسم أسد ورأس إنسان، وهو تمثال من الحجر الجيري، يقع في هضبة الجيزة ويعتقد أنه يحمي الفرعون خوفو الموجود في هرم هائل خلفه.
العودة إلى الأبدية
من جهة أخرى، استقبل المتحف المصري الكبير توابيت "خبيئة العساسيف"،التي عثرت عليها البعثة المصرية في أكتوبر الماضي بجبانة العساسيف الأثرية، تمهيدا لعرضها بالمتحف عند افتتاحه في نهاية 2020. وأحيت عملية انتقال التوابيت جدلا يعود إلى ست سنوات مضت،أثاره عالم الآثار د. بسام الشماع حينما أطلق حملة أسماها "العودة إلى الأبدية"، طالب فيها بإرجاع المومياوات إلى أماكنها الأصلية، مستندا فى ذلك الى فتوى الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن حرمة عرض مومياوات الفراعنة في المتاحف.وقال الشماع إن "المصري القديم نفسه طالب بأن يبقى بعيدًا دون أن يعبث به أحد، وكأنه يقول لنا: اتركوني وشأني، وأكبر دليل على ذلك هو وجود المقابر في مناطق نائية في الجبل، فهناك مقبرة على عمق 214.5 متراً في الجبل وأخرى مكتوب بداخلها: سوف يذبح الموت بجناحيه من يعبث بمقبرتي".ويقترح الشماع إعادة المومياوات والتوابيت الخاصة بالفراعنة إلى مقابرها بوادي الملوك في احتفالية عالمية، ستدر دخلا كبيرا إذا أمكن تسويقها جيدا.توابيت الأقصر
من جهته، أوضح د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن رحلة نقل التوابيت من الأقصر إلى المتحف المصري الكبير تمت باستخدام سيارات مغلقة مجهزة ومزودة بوحدة للتحكم في درجة الحرارة ووسائد هوائية لحماية التوابيت من الاهتزاز أثناء عملية النقل، وسيتم تجهيز قاعة خاصة لعرض توابيت الخبيئة تبرز قيمتها الأثرية والتاريخية والفنية.بدوره، قال د.عيسي زيدان مدير الشؤون التنفيذية لترميم ونقل الآثار بالمتحف الكبير، أن عملية النقل بدأت بعد قيام المرممين والأثريين بأعمال التوثيق والتسجيل الفوتوغرافي وإعداد تقرير عن حالة لكل تابوت على حدة، كما تم استكمال أعمال الترميم الأولى لبعض التوابيت التي كانت بحاجة إلى تثبيت وتقوية وتدعيم بعض الرسومات الملونة الموجودة عليها، مضيفا أن أعمال التغليف تمت باستخدام الأسلوب العلمي ومواد خالية من الحموضة، حيث تم تغليف كل تابوت داخل صندوق خاص به مبطن بالفوم الخالي من الحموضة أيضا واستخدام الورق الياباني في أعمال التغطية والتدعيم حتى لا تتأثر ألوان التوابيت ويصيبها أي ضرر أثناء النقل.يذكر، أن "خبيئة العساسيف" تضم مجموعة متميزة من 30 تابوتاً خشبياً آدمي الشكل ملوناً لرجال وسيدات وأطفال، في حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة، حيث تم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، وهي توابيت مغلقة بداخلها مومياوات مجمعة في خبيئة في مستويين، كلاهما فوق الآخر، ويضم المستوى الأول 18 تابوتا والثاني 12.
عند افتتاح المتحف في نهاية 2020 تعرض التوابيت في قاعة خاصة تم تجهيزها لهذا الغرض