خارج السرب: الهوية الكويتية و«لاجوكر الكوت بوستة»
يا معشر الكتّاب والساسة والمغردين، وكل من يعزّ عليكم، نحن هنا مجرد مجتمع بشري خطّاء، نصيب فنحمد الرب ونسبّحه، ونخطئ فنستغفره ونحوقل، ولن نكون يوما مجتمعاً ملائكيا، فلا تجعلوا منا شياطين ترقص في محافل أقلامكم، لترجمونا بتحلطمكم الجائر.
![فالح بن حجري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/613_1685039147.jpg)
لا تحتاج الهوية الوطنية الكويتية إلى شاهد، فهي ومنذ تأسيس هذا الوطن نجمة صباح مشاهدة في كبد سماء التاريخ، صمود الوطن منذ تأسيس الكوت الصغير حتى تحرير الكويت الكبير دليل على وجود غمد هوية وطنية سلّ منها سيف الصمود والتحدي، هوية ولدت من رحم ولائنا، وكبرت في حضن تاريخنا، وترعرعت ونمت مع كل تجربة خاضها وطننا، فكانت قبل كل الأسوار سورنا الأعظم الذي أحاط بمعصميه مصيرنا حتى اليوم، هوية شكلها عقد اجتماعي من (١٨٣) مادة كونت هوى وعشقاً وطنياً عابراً لقارات الطوائف والمذاهب والولاءات الخارجية، هوية لا يلغيها وجود حالات سيئة هنا وهناك، فهذه كلها مجرد منخل لن يستطيع حجب شعاع هويتنا الوطنية، وصدق المتنبي حين قال: خُذْ ما تَراهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بهِ في طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِأخيراً معشر الكتّاب والساسة والمغردين، وكل من يعزّ عليكم، نحن هنا مجرد مجتمع بشري خطاء، نصيب فنحمد الرب ونسبحه، ونخطئ فنستغفره ونحوقل، ولن نكون يوما مجتمعاً ملائكيا، فلا تجعلوا منا شياطين ترقص في محافل أقلامكم، لترجمونا بتحلطمكم الجائر، ولتحملونا ذنب تفاحة آدم التي سقطت يوما من فوق أغصان شجرة محابركم على رأس نيوتن أوهامكم، لتكتشفوا بعدها "قانون الكاذبية" وتتسلطوا علينا بعدها بقوانينكم المثالية ومعادلاتكم الحلمنتيشية! ارحمونا.