مع تصاعد التوتر في شرق المتوسط، خصوصاً بعد اتفاقية تحديد مناطق النفوذ البحرية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، حذرت تركيا، أمس، من أنها ستمنع دولاً أخرى من القيام بعمليات استكشاف وتنقيب عن الغاز في مناطق تقول إنها تابعة لها في شرق المتوسط، حيث جرى اكتشاف كميات كبيرة من الغاز.

وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية: "لا أحد يمكنه القيام بهذه الأنواع من الأنشطة في جرفنا القاري من دون إذننا". ورداً على سؤال بشأن رد أنقرة في حال جرت أعمال تنقيب، قال: "سنوقفهم طبعاً".

Ad

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن في وقت سابق أنه لا يمكن لمصر واليونان وإسرائيل وقبرص حسب الاتفاق البحري بين أنقرة والسراج، مد خط لضخ الغاز بدون موافقة تركيا.

غير أن جاويش أوغلو، أشار في الوقت نفسه، إلى أن بلاده على استعداد للجلوس مع اليونان لحل الخلاف. وقال: "لسنا مع التوترات، بل مع مقاربة يمكنها ضمان حقوق الجانبين بموجب القانون الدولي".

وأضاف أنه "من الممكن أن نعقد اتفاقاً مع لبنان أو اليونان أو مصر في حال تطابقت مصالحنا​​​".

وأعلنت اليونان وقبرص ومصر ومجلس النواب الليبي المدعوم من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، رفض الاتفاق.

في المقابل، أعلن اللواء فرج المهداوي، رئيس أركان القوات البحرية الليبية التابعة لـ"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، أن الأوامر تقضي بإغراق أي سفينة تركية تقترب من السواحل الليبية.

وكشف قائد البحرية الليبية في مقابلة مع قناة تلفزيون "ألفا" اليونانية تلقيه هذا الأمر، منتقداً في الوقت ذاته اتفاق إردوغان- السراج. وفي وقت سابق، كتب المهداوي على حسابه في الـ"فيسبوك" باللغة اليونانية: "سنحرر العاصمة طرابلس، وسندمر الحلم التركي".

وفي أول تعليق من روما، التي تعتبر على وفاق مع السراج، على الاتفاق، دعا رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي إلى موقف أوروبي إزاء "انتهاكات تركيا للمياه الاقتصادية بشرقي المتوسط".

وفي الوقت نفسه لفت كونتي الى أنه من الضروري بالقدر ذاته ألا تترجم هذه المواقف التي أشار اليها على أنها "تأييد لإبطاء العملية السياسية من أجل استقرار ليبيا وتأجيل مؤتمر برلين الذي ندعمه".

وكان إردوغان أكد في اليومين الماضيين استعداد بلاده لإرسال جنوده إلى ليبيا إذا طلبت منه حكومة الوفاق التي تتخذ طرابلس مقراً هذا الأمر. وصعدت قوات حفتر هجومها المستمر منذ أشهر على طرابلس. وقال المبعوث الأممي حول ليبيا غسان سلامة، إن هذه القوات قد تتمكن من السيطرة على العاصمة خصوصا في ظل مساعدة موسكو.

وأفاد تقرير صدر عن الأمم المتحدة، أمس الأول، أن مجموعات مسلحة من السودان وتشاد شاركت في القتال بليبيا خلال عام 2019، بدون أن يتطرق إلى مسألة وجود مرتزقة روس. ونفت روسيا تقارير تفيد بأن عدة مئات من المقاتلين الذين ينتمون الى "مجموعة فاغنر" العسكرية الخاصة التي يعتقد انها تعمل بتوجيه من موسكو، موجودون في ليبيا لدعم قوات حفتر.

ولفت دبلوماسي لم يكشف عن هويته الى أن التقرير الأممي لم يتطرق الى المرتزقة الروس، لأن أنشطتهم بدأت "بعد فترة وجيزة" من انتهاء التحقيقات التي قام بها معدو التقرير، وخبراء الأمم المتحدة المكلفون تطبيق حظر الأسلحة الذي صدر في عام 2011. وأكد أنه سيتم التطرق للامر في التقرير المقبل.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، قالت الاسبوع الماضي إن دفاعات جوية روسية في ليبيا أسقطت طائرة أميركية مسيرة (درون) غير مسلحة فُقدت قرب العاصمة الليبية الشهر الماضي، ملمحة الى تورط متعاقدين عسكريين خاصين من روسيا.

من ناحية أخرى، أشار التقرير الأممي الى أن قوات حفتر والقوات الموالية لـ"الوفاق" تلقت "الأسلحة والمعدات العسكرية (بما في ذلك صواريخ وطائرات بدون طيار) والدعم الفني، وهما يستخدمان مقاتلين غير ليبيين، في انتهاك للعقوبات المتعلقة بالأسلحة".