ما في خاطري: حب المصلحة
"مصلحچي" مصطلح يتردد كثيراً على أسماعنا، وهي صفه تُقال للناس الذين يقومون بفعل ما لتحقيق مصلحة معينة، وهذا سلوك مشين ومخجل كما بيّن لنا مجتمعنا، ولكن في الحقيقة كلنا "مصلحچية" وهذا أمر صحي ومقبول، وسأذكر لك عزيزي القارئ السبب، وما المصلحة التي أقصدها. دعونا نستعرض بعضاً من المصالح التي نجري وراءها في هذه الدنيا، فمثلا علاقة الحب التي تجمع الأبناء بوالديهم علاقة مبنية على المصلحة التي تؤدي إلى التوفيق في الدنيا وجنات النعيم في الآخرة كما وعد الله البارين بوالديهم، وكذلك حب الذات مصلحة، فعندما تحب ذاتك ستقدرها وتجعلها حيوية وقوية قادرة على النهوض بك في كل مواقف الحياة، وأيضاً حب الانتماء فمصلحتك من هذا الحب هو الشعور الرائع بأن تكون جزءًا من المجموعة، وهذا يحتاجه كل فرد، وهذا يفسر جنون بعض مشجعي كرة القدم تجاه الأندية التي يشجعونها، وأيضاً حب النجاح، فالنجاح مرتبط بالإنجاز وهذا النوع من المصلحة مرتبط بتقدير الذات الذي يبحث عنهُ كل إنسان، أما الحب الذي يجمع العشاق فالمصلحة المرجوة منه أنك لو تمعنت جيداً بالعلاقة التي تجمع المحبين لوجدت أن هدفها واحد وهو التملك، فالإنسان يشعر بالسعادة عندما يمتلك شيئا، ومن يحب شخصا يشعر أنه يملكه حتى لو لم يبادره الطرف الآخر هذه المشاعر، ولذلك حب التملك مصلحة عليا يسعى إليها الكثير حتى على صعيد الأمور المادية، وهذا ما يفسر جنون البعض في اقتناء الأشياء والشراء غير المبرر أحياناً.
ولذلك أدعوك عزيزي القارئ أن تكون "مصلحچيا" في كل نواحي الحياة، وأن تكون هذه المصلحة نافعة، وتترك المصالح الأخرى التي لا تدوم ولا تنفع، وأن تعمل على إرضاء نفسك بالدرجة الأولى، وأن تكون مقتنعاً بأن الأفعال السليمة التي تقوم بها هي لمصلحتك الشخصية، وإن كانت لا تحقق لك فائدة فاعلم أن ذلك بسبب أمرين: الأول أن تكون من الناس الذين لا يعرفون مصلحتهم في بعض الأمور، وهذا يحصل للكثير، وما زلنا في حياتنا نبحث عن مصلحتنا، والسبب الثاني أنك "تنفخ في چربة مقضوضة"، ولذلك دع هذه المصلحة التي لم ولن تحقق لك شيئاً.