اليوم نتحدث عن شخصية كويتية التحقت بالعمل في البنك الإمبراطوري الإيراني، الذي تناولنا بداياته بالكويت في عدد من المقالات السابقة، من خلال وثائق الأرشيف البريطاني. هذه الشخصية هي العم محمد جعفر بن حيدر آل رشيد، المولود في فريج الشيوخ بمدينة الكويت عام 1927م، والذي مازال يدير مكتبه الخاص، رغم كبر سنه. زرته في مكتبه بمجمع الأوقاف قبل ثلاثة أيام، بعد أن أخبرني السيد صادق يلي هاتفياً بأن العم محمد جعفر عمل مع البنك الإمبراطوري الإيراني. وتأكدت من الأمر شخصياً، حيث أبلغني العم محمد جعفر أنه بدأ العمل مع البنك في نهاية عام 1944م، أي بعد فتح فرع البنك في الكويت بعامين (تم فتح البنك بالكويت في فبراير 1942). والعم محمد جعفر آل رشيد ليس فقط من أوائل العاملين في البنك الإمبراطوري، بل إنه استمر في العمل بالبنك حتى تقاعده بعد 25 عاماً، وذلك في عام 1968م. سألته عن الموظفين الكويتيين الذين عملوا في البنك قبله، فذكر لي بعض الأسماء التي يتذكرها، وهي: يوسف اليماني (أول مساعد تجاري للمدير العام)، وعبدالرزاق بودي، وعبدالله السميط، وعيسى العجيل. كما استذكر أيضاً عدداً من الموظفين الكويتيين القدماء، أمثال: بدر الحداد، وحسن بورحمة، وعبدالله السنان، وإسماعيل قنبر، وغالب موسى محمد تقي، ومشاري الجاسم. هؤلاء كلهم من الموظفين الذين عملوا بالترجمة أو بالوظائف المالية. أما الموظفون الكويتيون القدماء الذين عملوا بالبنك في وظائف مساندة، فمنهم: سليمان الرشدان، وعلي جواد، وأسد محمود، وموظف اسمه جاسم.
وحول سبب الموافقة على توظيفه بالبنك، أخبرني العم محمد جعفر أنه درس اللغة الإنكليزية مدة أربع سنوات في مدرسة ليلية على يد المعلم والمربي الفاضل سيد حسين سيد زاهد، وكان مقر المدرسة في أحد المساجد القديمة. وعندما قدَّم طلبه للعمل في البنك، وافق المدير الإنكليزي على الطلب، وخصص له مبلغ 100 روبية خلال فترة التجربة، وهي ثلاثة أشهر، وبعدها تم تثبيته في العمل، وتقرر أن يكون راتبه 150 روبية. وكانت بداية عمله في مجال الترجمة مع زميله بالعمل عبدالله أحمد السميط، ثم أصبح بعد سنوات عديدة مساعداً تجارياً للمدير العام إلى حين تقاعده عام 1968م. وقد عاصر العم محمد جعفر جميع المراحل التي مرَّ بها البنك، حيث أخبرني أنه في عام 1963م أصبح اسم البنك "البنك البريطاني للشرق الأوسط"، وفي عام 1968م تغيَّر اسم البنك إلى "بنك الكويت والشرق الأوسط". وعن الموقع الأول للبنك، يقول العم محمد جعفر إن أول موقع كان في سوق التجار (سوق الأمير) بجانب مكتب عبدالله الملا صالح، حيث تم دمج عدة محلات مع بعضها البعض، وفتح فيها البنك موقعه الأول. والموقع الثاني للبنك، كان في المرقاب، ويطل على ساحة الصفاة من الجنوب، وهو الموقع الأشهر، وموثق في العديد من الصور التاريخية القديمة. والموقع الثالث كان بالقرب من مقر غرفة التجارة والصناعة القديم في الحي القبلي. من المسؤوليات التي تولاها العم محمد جعفر، متابعة الحسابات الشخصية لعدد من الشيوخ والمسؤولين الكبار في الكويت، وعلى رأسهم أمير البلاد الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح.
أخر كلام
محمد جعفر آل رشيد اشتغل بـ «الإمبراطوري» من عام 1944 مدة 25 عاماً
13-12-2019