«البارج» فرجة مسرحية رومانسية في حلة تراثية

فرقة «تياترو» تعود للمنافسة في مهرجان الكويت المسرحي مدعومة بالشباب

نشر في 16-12-2019
آخر تحديث 16-12-2019 | 00:00
قدمت فرقة «تياترو» مسرحية «البارج»، التي تدور حول قصة حب رومانسية بحلة تراثية، ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي.
عادت فرقة «تياترو» المسرحية إلى المشهد مجددا، عندما قدمت مساء أمس الأول عرض «البارج»، تحت مظلة مهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ20 على مسرح الدسمة.

وتعد تلك من المرات القلائل التي يحقق فيها عمل مسرحي ينافس في مهرجان أكاديمي ولجمهور أغلبه من النخبة المعادلة الصعبة، عندما يرتكز في مقوماته الأساسية على قواعد أكاديمية، ويتخذ حلقة جماهيرية، خصوصا إذا كان باللهجة العامية.

وتدور أحداث العمل في حقبة زمنية سابقة، ليعيدنا إلى كويت ما قبل النفط، حيث الأجواء التراثية من خلال قصة تحمل في ظاهرها الطابع الرومانسي، ولكن بين ثناياها تحتمل العديد من التأويلات قد يذهب البعض إلى اعتبار «فضة» محور الأحداث هي الوطن.

ومسرحية «البارج» تأليف فلول الفيلكاوي، وإخراج عبدالعزيز العنزي، وتمثيل عصام الكاظمي ونصار النصار وحصة النبهان وحامد محمد وهاني الهزاع وإيمان فيصل وعبدالله الهويدي وأحمد يوسف ومهدي كرم وفراس السالم، ومكياج تهاني كمال، وموسيقى ومؤثرات صوتية يوسف المطر، والفرقة الموسيقية فرقة الماص للفنون الشعبية، وإضاءة عبدالله النصار، وأزياء وديكور د. فهد المذن، ومساعد مخرج سفانة الشواف ورنا الوارث، ومخرج منفذ شملان النصار.

جوانب مضيئة

ويحمل العمل العديد من الجوانب المضيئة، بدءا من كونه اتخذ منحى مختلفا من الأحداث، وتفرد حتى الآن بحلة تراثية، حيث دارت أحداثه في فترة ما قبل النفط، مستعرضا العادات والتقاليد التي كانت سائدة في تلك الفترة، إلى جانب أنها المسرحية الوحيدة حتى الآن التي تحدثت باللهجة المحكية.

ووظف المخرج خلال المسرحية العديد من الفنون الغنائية البحرية، مثل النهمة واليامال، ويحسب للمخرج عبدالعزيز أن يضع فرقة «الماص» للفنون الشعبية في مقدمة المسرح، وقبل رفع الستار بدقائق ليكسر الحاجز بين الخشبة والمتلقي ويشرك الجمهور في لعبته المسرحية.

وتدور أحداث «البارج» حول «فضة»، فتاة يتيمة الأب والأم، تعيش في منزل عمها، ويتنازل على الظفر بقلبها ابن عمها وابن خالها، ولأن العرف السائد في تلك الفترة أن تتزوج الفتاة من ابن عمها كان هو الأقرب، لكن «فضة» تنحاز إلى صوت الحب، ويميل قلبها إلى سيف الشاب الغريب الذي نشأ وترعرع في القرية.

ونتابع من خلال الأحداث الصراع الذي يدور بين سيف وصالح وسالم للظفر بقلب فضة، في وقت يقف النوخذة متفرجا ليتدخل في الوقت المناسب، ويحاول أن يستميلهم بالمال ليستأثر هو بالفتاة، صراعات عدة في خطوط درامية تسير بالتوازي عن الحب والحقد وسطوة المال ونفوذ المنوخذة على البحارة جميعها أفكار متناثرة جمعت بينها الكاتبة تحت عنوان واحد وهو قصة حب فضة.

الرؤية البصرية

وعلى مستوى الرؤية البصرية قدم عبدالعزيز نفسه كمخرج واعد ينتظره مستقبل، حيث استطاع ترجمة النص بصريا عبر مجموعة من المشاهد التي طغى عليها العنصر الجمالي عبر توظيف السينوغرافيا من إضاءة كانت موفقة بدلالاتها المختلفة وموسيقى حية على المسرح وديكور كان على هيئة بوم كبير مفرغ وظفه المخرج في العديد من المشاهد ليعبر عن مستويات الصراع المختلفة.

وكان التمثيل واحدا من أهم الادوات التي اعتمد عليها عبدالعزيز، حيث مزج بين خبرة عصام الكاظمي بشخصية النوخذة ونصار النصار في شخصية صالح وحصة النبهان بدور فضة، وبين الطاقات الشابة التي عبرت عن نفسها، مثل إيمان الفيصل، التي لعبت دور حصة بتمكن وقدمت كوميديا الموقف البسيطة، وكذلك حامد محمد وهاني الهزاع.

ويبقى أن هذا العمل رغم بعض الهنات جمع بين خبرة العديد من عناصره وبين شباب قدموا أنفسهم بصورة جيدة، وكان فرصة لتعريف ضيوف المهرجان بألوان الفنون الموسيقية والغنائية البحرية التي تميز الكويت وبجانب من تراث المنطقة.

عبد العزيز العنزي قدم نفسه مخرجاً واعداً والفيلكاوي موهبة تبشر بالخير
back to top