«فضاءات لونية» يعكس نتاج فناني المرسم الحُر
تناولت قضايا النفس الإنسانية وتطلعاتها والبيئة الكويتية
فنون تشكيلية متنوعة عرضت من خلال وسائط الخامات الفنية المختلفة، وتوظيفها في أكثر من مدرسة من مدارس الفن.
افتتح معرض «فضاءات لونية» لفناني المرسم الحر في قاعة العدواني بضاحية عبدالله السالم، برعاية الأمين العام المساعد لقطاع الفنون، د. بدر الدويش، وجاءت أعمال الفنانين بأساليب مختلفة رصدت مشاهد الحياة والتراث وغيرها من المواضيع.وحضر المعرض المستشار الإعلامي للمجلس، مظفر عبدالله، والفنان التشكيلي الكبير سامي محمد، ومسؤول متحف الفن الحديث، هاشم الشماع، ونخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور.وقال الفنان القدير سامي محمد إن المعرض يعد عملا متواصلا من الجذور الأصلية لمؤسسي المرسم الحر في حوالي سنة 1959، فقد أسسته مجموعة من الشباب الكويتيين الرائعين الذين بذلوا مجهودا كبيرا في إنشائه حتى اكتمل، لافتا إلى أن هؤلاء الفنانين أصبحوا بعد ذلك أعمدة الفن التشكيلي في الكويت من خلال هذا المرسم، مضيفا: أعتقد بالنسبة للخليج العربي أن المرسم هو الأساس بالنسبة للحركة التشكيلية في الخليج، واستمدوا من عندنا الأفكار، وبالتالي أسست مراسم في المنطقة، والآن المعرض المقام حاليا يذكرني ببدايتنا، وشكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على رعايته، فهو لا يزال مستمرا في دعمه وتشجيعه، وأيضا إعطاء كل الشباب الفرص لإفساح المجال لهم بإقامة والمشاركة في المعارض، إضافة إلى إعطاء الفرص الجيدة لكل متلقّ للفن، والمجلس الوطني الداعم الحقيقي للمرسم الحر».
أجيال مختلفة
من جانبه، قال مظفر عبدالله إن المعرض يتضمن مشاركات لأجيال مختلفة من فناني المرسم الحر، مشيرا إلى أن المجلس الوطني يحرص، بدوره، على دعم هذا الفن ومنتسبي المرسم الحر بكل ما أوتي من وسائل. ووصف عبدالله هذا التجمع بأنه جميل، وهو لمجموعة فنانين عرضوا أعمالهم باختلاف مدارسهم الفنية، والخامات المتنوعة، إضافة إلى وجود بعض الأعمال النحتية.وأشار الى أن المعرض يتضمن ندوة للفنان التشكيلي جاسم بوحمد، يتحدث فيها عن مسيرته الفنية بصفته رائدا من رواد الفن التشكيلي الكويتي، وأيضا ندوة عن نوادر الإصدارات الخاصة بالمرسم الحر للباحث فهد العبدالجليل.بدوره، قال الشماع إن المعرض يتضمن أعمالا للفنانين الرواد، وأعمالا لفنانين من الشباب، مشيرا إلى أن الأعمال تدل على التاريخ الفني لكبار الفنانين، ومضيفا أن المعرض يستمر 5 أيام.فنون متنوعة
من جهتها، قالت الأمانة العامة في تصريح لها: «فضاءات لونية» معرض فن تشكيلي يضم تجمّعا عريضا لنخبة من فناني المرسم الحر يمثّلون جيل المؤسسين الرواد والمعاصرين الذين يعدّون طاقات فنية بارزة أثروا الساحة الفنية، وأسهموا في رفع الذائقة الفنية من خلال تناولهم العديد من قضايا النفس الإنسانية وتطلعاتها والبيئة الكويتية ومكوناتها، ويعكس هذا المعرض بفنونه التشكيلية المتنوعة المستوى المتجدد لإنتاج فناني المرسم الحر، من خلال وسائط الخامات الفنية المختلفة، وتوظيفها في أكثر من مدرسة من مدارس الفن، سواء كانت واقعية وانطباعية أو تجريدية وغيرها.وتعبّر أعمال هذا المعرض عن رؤى مرتبطة بالوحي والإبداع والإلهام والذهاب بالخيال إلى مراحل بعيدة تسهم في فهم المعنى الحقيقي لأعمال الفن التشكيلي، ورفع مستوى الثقافة البصرية، والوعي بأنماط المدارس الفنية المختلفة، وإن المجلس الوطني يدعم بكل وسائله المتاحة الفن التشكيلي، ويعمل على رعاية رواده، ويدعم أعمالهم، إيمانا منه بأن الفن لغة الشعوب، ووسيلة لترسيخ السلام، وعامل مساعد لتشجيع انتقال الأفكار بين الناس على اختلاف جذورهم.أعمال الفنانين
ومن المشاركين في المعرض الفنانة شيخة السنان، التي أعطت الكثير من المدلولات الفنية، تلك التي اجتمعت فيها عناصر تشكيلية وزخارف وخطوط، وقدّم الفنان عبدالحميد إسماعيل منحوتاته، تلك التي تتحرك في فضاءات من الخيال، وعرضت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي أعمالها التي تمتاز بالخصوصية، والتنوع في استخدام الأيقونات الفنية التي تختلف بها عن أعمال أي فنان آخر. وتضمنت الأعمال النحتية للفنان جاسم بوحمد، الرمز من خلال أدوات فنية متقنة، ثم عرج الفنان خزعل القفاص إلى قديم الكويت كي يرسم لنا بعضا من حالاتهن، خصوصا البحر وما يمثّله من معان اجتماعية واقتصادية شتى، وفي أعماله التجريدية استطاع الفنان سعد حمدان أن يرصد الكثير من المشاهد التي تحتاج إلى صفاء ذهني لاستيعاب أفكارها.
التشكيلية ثريا البقصمي عرضت أعمالها التي تمتاز بالخصوصية