اكد رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي، متانة العلاقات المتميزة بين الكويت وحلف الشمال الأطلسي (الناتو)، التي تخدم ترسيخ الأمن والسّلم الدوليين، لافتا إلى أن التحديات التي تواجه المجتمع الدولي تتطلب من الجميع ترسيخ التعاون وتكثيف التنسيق لمواجهتها والتغلب عليها.

وأضاف العلي، في كلمة ألقاها في الاجتماع الذي يجمع دول مبادرة إسطنبول للتعاون مع مجلس حلف شمال الأطلسي للمرة الثالثة، وتستضيفه الكويت، برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، إن الكويت حرصت بناء على تعليمات القيادة السياسية، ممثلة بسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، على إيلاء حلف الناتو أولوية قصوى، وتقديم يد العون وترسيخ مبدأ الشراكة معهم.

Ad

وأشاد العلي بالجهود المتعددة التي يضطلع بها الحلف في عمليات حفظ السلام وضمان الأمن والسّلم الدوليين في مختلف أنحاء العالم، وهو الأمر الذي يؤكد السياسة الراسخة في الحلف، الرامية إلى ردع ومواجهة التحديات الأمنية المتعددة، سواء العسكرية منها أو المتعلقة بالإرهاب والحرب السيبرانية، مؤكدا رغبة الكويت ودول مبادرة إسطنبول في التنسيق والتعاون مع الحلف لمواجهة هذه التحديات.

ضد الإرهاب

من جانبه، أشار الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إلى استمرار التعاون المشترك ضد الإرهاب والطاقة والمعلومات والأمن والاستقرار، مؤكدا أنها رسالة مهمة من الحلف لأمن المنطقة والعالم.

وثمّن ستولتنبرغ، دور الكويت الكبير وتعاونها المثمر في دعم جهود الحلف، لافتا إلى مساهمات المركز الإقليمي في الكويت، وقائلا إنني فخور بهذا التعاون وما تحقق من إنجازات.

وشدد، خلال كلمته أمس، في جلسة نقاشية بعنوان "15 عاما على مبادرة إسطنبول للتعاون والإنجازات والتطلعات المستقبلية"، على أن أمن الخليج من أمن "الناتو".

وأكد تعاون أعضاء مبادرة إسطنبول، التي تضم الكويت وقطر والبحرين والإمارات مع الحلف، مشيرا في الوقت نفسه إلى تعاون كل من السعودية وسلطنة عمان، غير الأعضاء في المبادرة، لما فيه مصلحة أمن منطقة الخليج ودول حلف شمال الأطلسي.

وحذّر ستولتنبرغ من أنّ المجموعة التي تضم أقوى دول العالم تواجه أكثر بيئة أمنية تعقيدا منذ نشأتها قبل 70 عاما، داعيا إلى الاستعداد للرد على التهديدات.

وقال: "في كل هذه السنوات، لم يختبر حلف الناتو بيئة أمنية أكثر تعقيدا من تلك التي يواجهها اليوم".

وتابع: "من أجل الحفاظ على أمننا، علينا أن نكون مستعدين للرد على التهديدات الصادرة من كل الجهات، برا وبحرا وجوا وفي الفضاء والفضاء الخارجي، وكذلك من قبل الدول والجماعات الأخرى".

الأنصاري: المحادثات السعودية - القطرية... الاختراق الأكبر للأزمة

أكد مدير إدارة السياسات العامة في معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية في جامعة قطر، د. ماجد الأنصاري، في تصريح عقب مشاركته في الحلقة النقاشية التي عقدت ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ 15 لمبادرة إسطنبول، وجود تقدم إيجابي على مستوى حل الأزمة الخليجية، بفضل الوساطة التي يقوم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

وأضاف أن الشعب القطري وشعوب الخليج تنظر لسموه باحترام كبير جدا، وتشعر بامتنان كبير لدوره في رأب الصدع الخليجي.

وردا على سؤال حول طبيعة المحادثات السعودية - القطرية في إطار حل الأزمة الخليجية، قال الأنصاري إنها مازالت في بدايتها، والاختراق الأكبر هو وجود مثل هذه المحادثات، مضيفا: "طلبت الرياض الحوار، وهذا مؤشر جيد، وإن لم تكن هناك حالة توافق عامة.

وبشأن استضافة قطر قاعدة تركية، ما يمثّل خلافا بين الدوحة ودول المنطقة، قال الأنصاري إن تركيا عضو في "الناتو"، ووجودها مثل وجود أميركا وفرنسا وبريطانيا وبقية دول الحلف، متسائلا: لماذا نتحدث عن الوجود التركي ولا نتحدث عن بقية دول "الناتو"؟

تدريبات عسكرية

بدوره، قال نائب الأمين العام للحلف، ميرسيا جيوانا، إن الكويت صاحبة المبادرة لتوسيع التعاون بين حلف الناتو ومبادرة إسطنبول للتعاون، وكانت أول دولة خليجية تنضم الى هذه المبادرة، لافتا الى أن وجود مقر للتحالف في الكويت يدل على الأفعال لا الأقوال فقط.

وأضاف أن "الناتو" لا يقوم بتدريبات عسكرية مع الجانب الكويت لتعزيز قدراتها فحسب، بل بالتعاون في الأمن السيبراني والتعليم العسكري، معربا عن شكره لدعم الكويت المالي السخي للحلف.

وحول وجود مشكلة تمويل التحالف، خصوصا من الولايات المتحدة، قال جيوانا: "إن أصدقاءنا الأميركان لديهم وجهة نظر جيدة في هذا الأمر، لكن شركاءنا الأوروبيين رفعوا من ميزانياتهم الدفاعية ١٣٠ مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل الى ٤٠٠ مليار في عام ٢٠٢٤، وقد تكون هناك مشكلة في التمويل، إلا أن أصدقاءنا في الاتحاد الأوروبي وكندا استجابوا بالإيجاب لدعم الحلف.

وشدد على أن "الناتو" ينظر الى أمن منطقة الخليج كجزء من أمن المنطقة الأوروبية والعالم.

وتوقّع أن يكون الحلف قادرا على الاستمرار 70 سنة مقبلة، قائلا: "نحن بصحة جيدة جدا، وسنعمل بقوة لتجاوز الخلافات الطارئة".

رضا كويتي

من جهته، قال مدير معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي، السفير عبدالعزيز الشارخ، إن الكويت اختارت أربعة مجالات للتعاون مع "الناتو" تتمثل في أمن الحدود البحرية والبرية ومحاربة الإرهاب والتدريب العسكري وإدارة الأزمات، لافتا الى أن الكويت راضية كل الرضا بشأن التحالف مع "الناتو".

بدوره، أكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية في مملكة البحرين، الشيخ د. عبدالله الخليفة، أهمية الدور الذي تؤديه الكويت في توسيع دائرة التعاون مع "الناتو" ودول مجلس التعاون، مشيرا الى أن منطقتنا تعصف بها الأزمات، والكثير من المشاكل التي تهدد أمنها، خصوصا في وحود دولة داعمة للإرهاب، مما يتطلب مزيدا من تضافر الجهود والتعاون من دول مجلس التعاون الخليجي مع "الناتو".

تدريب أكثر من 1000 ضابط وخبير بالمجلس الإقليمي

كشف مسؤول من حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الهدف من اجتماع أعضاء مجلس الحلف مع شركائه الخليجيين في مجلس "ناتو" الإقليمي، ومبادرة اسطنبول للتعاون في الكويت، تقييم ودراسة التقدم الذي تحقق ضمن اطار مبادرة اسطنبول".

وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته للصحافيين، إن الاجتماع سيبحث السبل المثلى للمضي قدما بشراكتنا وجعلها أكثر كفاءة.

وأوضح انه تم اطلاق مبادرة اسطنبول للتعاون في قمة "ناتو" التي عقدت في مدينة اسطنبول التركية في عام 2004 "ومنذ ذلك الحين كانت حجر الأساس لعلاقة الحلف مع أربع دول خليجية هي: البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة".

وأكد تحقيق الكثير حتى الآن في اطار المجلس والمبادرة، مضيفا "لقد قمنا بالعديد من الأنشطة العملية مثل إجراء التدريبات العسكرية والتعليمية، وادارة الأزمات، والتعامل مع الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان".

وشدد على أن "ناتو" الإقليمي، الذي تم افتتاحه في الكويت في عام 2017، لعب دورا مهما في هذا الصدد.

التدريب والتعاون

وأضاف "لقد استقبلنا أكثر من 1000 ضابط وخبير من حلف (ناتو) والخليج في المركز من أجل التدريب المشترك والتعاون وبناء القدرات".

وقال "اننا نعمل معاً لتطوير الخبرة الوطنية والمرونة في إدارة الأزمات والأمن السيبراني، وأمن الطاقة والأمن البحري والدفاع ضد التهديدات الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية".

وتابع قائلا ان "مركز ناتو الإقليمي ساعد على تواصل الحلف مع الدولتين الأخريين في مجلس التعاون الخليجي، وهما المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان".

واعتبر ان أمن شركاء مبادرة اسطنبول للتعاون "ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لحلف (ناتو)، وتظل مبادرة اسطنبول للتعاون منصة فريدة لمناقشة القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك".

وأوضح "مع عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أصبحت الشراكات التي لدى حلف (ناتو) أكثر قيمة من أي وقت مضى".