أظهرت أسعار النفط، التي تم تداولها، بعد إعلان منظمة "أوبك" خفضاً جديداً في الإنتاج، تحقيق تحسن متواضع، ونسب محللون هذا الوضع إلى مراوحة محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تستمر ضبابية الصورة بعيداً عن موقف واضح يحدد مستقبل الطاقة، وربما اقتصاد العالم بشكل إجمالي رغم أن تلك المحادثات – بحسب خبراء – تسير في الطريق الصحيح، بعد موافقة الولايات المتحدة على تأجيل فرض تعريفات جديدة على الصين.وأشارت تقارير، صدرت الأسبوع الماضي، إلى أن المفاوضات تقترب من بلوغ مرحلة متقدمة تحقق مصالح الطرفين، بينما تصر إدارة الرئيس ترامب على قيام الصين بشراء كميات كبيرة من السلع الزراعية الأميركية، ولكن بكين رفضت التجاوب مع ذلك المطلب الذي رأت فيه تجاوزاً لمصالحها، وإصراراً من الجانب الأميركي على ما وصفتها بلعبة عض الاصبع، أو شد الحبل لتحقيق هدف معين.
وفي خطوة هدفت إلى تأكيد استقلالية القرار، استوردت الصين في شهر نوفمبر الماضي 11.13 مليون برميل من النفط يومياً، وهو رقم قياسي، كما أن كومرزبنك قال في تقرير له، إن تلك "المستوردات رفعت النسبة إلى 10.4 في المئة عن مستوى العام الماضي". أما بالنسبة إلى ردود الفعل على قرار "أوبك" حول خفض الإنتاج فقد كانت مختلطة، وراوحت بين الاندفاع واللامبالاة، كما قال بنك أوف أميركا، إن سعر برميل خام برنت يمكن أن يصل إلى 70 دولاراً في هذه السنة، بينما تحدثت مصادر أخرى عن احتمال ارتفاع السعر إلى 80 دولاراً في عام 2021. وقللت مصادر أخرى من أهمية قرار خفض الإنتاج، مشيرة إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة أظهرت تقيداً تاماً بمخصصاتها.وقالت تقارير نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن كبار المستثمرين بمن فيهم وارن بافت، وكارل ايخان، يراهنون الآن على ارتفاع أسعار النفط، وقد عادوا إلى الشراء بقوة لأن العالم – في رأيهم - لن يتمكن من تجاهل الطاقة في الأجل القصير.في غضون ذلك، أضفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية المزيد من الضبابية على وضع الطاقة، حين أعلنت أن مخزونات النفط الخام، والبنزين، ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت في الأسبوع الماضي 822 ألف برميل لتصل الى 447.9 مليون برميل، في حين توقع محللون انخفاضها إلى 208 ملايين برميل.وهبطت مخزونات الخام في ولاية أوكلاهوما 3.4 ملايين برميل، كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة تراجع استهلاك الخام في مصافي التكرير 201 ألف برميل في اليوم، ومعدل تشغيل المصافي 1.3 نقطة مئوية. من جهة أخرى، هبطت أسعار الغاز الطبيعي نتيجة توقعات بقدوم طقس أكثر دفئاً. ووصل الهبوط إلى نحو 50 في المئة عما كان عليه قبل عام واحد فقط. وتحاول الصين إعادة بيع الغاز الطبيعي المسال، وقد طرحت بذلك إشارة على تخمة الأسواق، كما تؤكد أن تباطؤ الاقتصاد وامتلاء الخزانات يعنيان أن شحنات الغاز الطبيعي المسال تفتقر إلى وجهة تنطلق إليها في الوقت الراهن.وتتحسب دول نفطية في منطقة الشرق الأوسط من تعرض شحنات الخام لخطر التعطل نتيجة الخلافات السياسية الحالية، ويتوقع محللون أن تسفر هذه المخاوف عن تحول واضح في العلاقات الثنائية بين الدول المعنية بصورة مباشرة.
اقتصاد - النفط والطاقة
النفط ينتظر حصيلة الحرب التجارية الأميركية - الصينية
17-12-2019