أقيمت محاضرة بعنوان "محطات في مسيرة الفن التشكيلي"، على هامش معرض فناني المرسم الحر "فضاءات لونية"، في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم، وألقى المحاضرة الفنان جاسم بوحمد، وأدارها الفنان القدير سامي محمد.

في البداية، أشار محمد إلى الدور الكبير الذي تقوم به الفنون التشكيلية في تطوير المجتمعات ونهضتها، وأعطى فكرة مختصرة عن مشوار بوحمد الفني الطويل، ومساعيه الحثيثة لإثراء الساحة التشكيلية بأعماله المميزة.

Ad

ثم تحدث بوحمد في طرحه الفني عن محورين يتعلقان بالفنون التشكيلية من خلال ما تمثله من أهمية كبيرة في حياة أي مجتمع بصفتها اللغة العالمية التي لا تحتاج إلى ترجمة، بقدر احتياجها إلى تذوق، وعن دور تلك الفنون في التثقيف والتربية، والإحساس بالجمال في كل أشكاله.

وكان المحور الأول نبذة تاريخية مختصرة عن الفن التشكيلي، فتحدث بوحمد عن الاكتشافات التي توالت عبر العصور القديمة في المعابد القديمة لحضارات إنسانية كثيرة والرسومات التي وجدت على جدران الكهوف، وغيرها، مما يؤكد أن الإنسان سعى منذ القدم إلى التعبير عن مشاعره وأفكاره عن طريق الرسم، ثم طوره إلى أن وصل إلى الشكل الذي نراه الآن.

وأشار بوحمد إلى أن المدارس الفنية المتعددة تمثل اتجاهات الفنون التشكيلية عبر عصور مختلفة، وبالتالي هناك علاقة بين هذه المدارس والاتجاهات بالفن العربي وخصوصاً في الكويت، ومدى تأثيرها عليه.

وفي السياق نفسه، تكلم بوحمد في المحور الثاني من محاضرته عن بداية الحركة التشكيلية في الكويت ومنطقة دول الخليج العربي، بدءا من معارض المدارس، ذاكراً المعرض الأول الرسمي الذي أقيم في الكويت بمناسبة انعقاد مؤتمر الأدباء العرب الأول عام 1958 حين افتتح معرض فني في ثانوية الشويخ.

وذكر بوحمد تأسيس المرسم الحر عام 1958، وكان حينئذ يتبع وزارة المعارف، وتخصيص جزء من مدرسة المثنى للفنانين، ومن رواد المرسم الحر خليفة القطان وعيسى صقر وسامي محمد وخزعل القفاص وعبدالله سالم وحمدان حسين وعبدالعزيز الحشاش وعبدالحميد إسماعيل وغيرهم كثير.

وفي عام 1970 انتقلت تبعية المرسم إلى وزارة الإعلام، لتقام معارض الربيع في مدرسة المباركية، حيث تطرق بوحمد في محاضرته إلى تأسيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي خصص له إدارة تعتني بالفنون التشكيلية.

دور مؤثر

وأشاد بوحمد بدور أبرز الفنانين في الكويت، الذين لعبوا أدواراً مهمة في تطوير الفنون التشكيلية المحلية، ومنهم معجب الدوسري، ومحمد الدمخي، وخليفة القطان، وحسين مسيب، وعبدالله سالم، وعبدالله القصار، وعمر قاسم الياقوت، والدكتور عبدالله تقي، وأحمد زكريا الأنصاري، وعبد الأمير عبدالرضا، ومحمود الرضوان، وجاسم بوحمد، وعبد الحميد إسماعيل، وحمدان حسين، وجعفر إصلاح، وجعفر دشتي، ومحمد قمبر، وعلي نعمان، ومحمد الشيخ، وعبدالرضا باقر.

وتطرق إلى أسماء لعبت دوراً مؤثراً في حركة الفنون التشكيلية الكويتية ومنها منيرة القاضي، وباسل القاضي، وصبيحة بشارة، وسعاد العيسى، وسامية السيد عمر، ونسرين عبدالله، وموضي الحجي، وثريا البقصمي، وأحمد الصالح، ويوسف القطامي، وعبد الرسول سلمان، وحميد خزعل، والدكتور عبدالله الحداد، ومحمد مسيب، وفاضل العبار، وغيرهم.

وختم بوحمد محاضرته بالإشارة إلى المشكلات التي تواجه الفنان التشكيلي الكويتي، ومنها ما يتعلق بالجهات الرسمية أو الإعلام بأنواعه، وقلة قاعات العرض، وقلة الذين لديهم ميول لاقتناء الأعمال الفنية وغيرها.