حفتر يهدد بإغراق سفن تركيا وروما تسعى لاحتواء التصعيد

• السيسي: مصر لن تتخلى عن «الجيش الوطني» ولن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا
• «رجل الغرب» يدافع عن التحالف مع أنقرة
• بوتين وإردوغان سيبحثان دعم طرابلس

نشر في 18-12-2019
آخر تحديث 18-12-2019 | 00:04
المشير خليفة حفتر قائد"الجيش الوطني" الليبي
المشير خليفة حفتر قائد"الجيش الوطني" الليبي
وسط أنباء عن وصول مستشارين عسكريين من أنقرة إلى طرابلس لتقييم الوضع الميداني بشكل كامل، تعهد "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر، بتدمير أي سفينة تركية تدخل المياه الإقليمية، في وقت حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موعداً مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان لبحث خطته لدعم حكومة الوفاق.
مع تلقيه أكبر دعم من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، هدد "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر بتدمير أي سفينة تركية تدخل المياه الإقليمية الليبية وأي طائرة تحط بمطارات مصراتة وطرابلس وزوارة، مؤكداً وصول شحنات من الأسلحة لمصراتة ومحاولة باخرة تركية للرسو في ميناء الخمس البحري.

وأشار المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري إلى تسلُّم حكومة الوفاق دعماً عسكرياً من تركيا يتمثل في طلائع من الضباط لتقييم الأوضاع في طرابلس، وآليات وتجهيزات عسكرية للميليشيات المسلّحة، مؤكداً أنه لن يسمح بإقامة قاعدة تركية على أراضيه.

وقال المسماري إنه تم إسقاط طائرة مسيّرة تركية حاولت استهداف "الجيش الوطني"، متهماً أنقرة بأنها دخلت حرباً علنية ضد الليبيين.

واعتبر أن توقيع الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج على مذكرة التعاون الأمني والعسكري وتفعيل اتفاقية ترسيم الحدود البحرية "غير دستوري وغير شرعي"، محذراً من أن "الأزمة ليست ليبية فقط، بل هي أزمة إقليمية، والتمدد التركي سيهدد دولاً أخرى خصوصا مصر".

وفي حين أرسلت قوات الوفاق تعزيزات عسكرية لعدة محاور بطرابلس وإعلان عدة مدن حالة النفير للدفاع عنها، أعلنت قوات حفتر أن سلاح الجو قصف أهدافاً بالقرب من المحطة البخارية بمدينة سرت ومواقع بمنطقة عين زارة، مع تمكن كتيبة 127 مشاة من تدمير رتل عسكري كان متجهاً من مصراتة إلى العاصمة.

إيطاليا ومصر

وقبل إعلان الكرملين عن مباحثات يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي إردوغان الشهر المقبل لبحث خطته لتقديم الدعم العسكري لحكومة الوفاق، وصل وزير خارجية إيطاليا لويجي دي مايو إلى طرابلس واجتمع على الفور بنائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق وبعده السراج، ثم انتقل إلى الرجمة في بنغازي للقاء حفتر، على أن تكون المحطة الأخيرة له في طبرق، حيث يلتقي رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

إلى ذلك، جدد الرئيس المصري موقفه الواضح برفض اتفاقات إردوغان والسراج وتواصله مع اليونان بهذا الشأن، مشددا على أن استقرار ليبيا قضية أمن قومي بالنسبة لمصر، وأنه لن يسمح لأي قوى بالسيطرة أو المساس باستقرار ليبيا.

وبعد تلويح إردوغان بإرسال قوات لدعم حكومة طرابلس، أكد السيسي بلهجة قاطعة دعمه "الجيش الوطني" بقيادة حفتر وعدم التخلي عنه، قائلاً: "لا يمكن أن نرضى بإقامة دولة في ليبيا للميليشيات والجماعات المسلحة والإرهابية والمتطرفة".

وخلال لقائهما في القاهرة، طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، المبعوث الأممي غسان سلامة بسحب الثقة من السراج، واتخاذ إجراءات سريعة لإبعاده ومحافظ البنك المركزي، ووضع آلية لتوزيع الثروة بين الليبيين والاستماع لهم واحترام إرادتهم.

من ناحيته، اعتبر سلامة أن مؤتمر برلين سيسعى لرعاية اتفاق يحظى بتأييد الليبيين، مشيرا إلى أن مقترح صالح بتشكيل حكومة وطنية يمهد لاتفاق.

سجال دبلوماسي

ولاحقاً، رد المتحدث باسم الخارجية أحمد حافظ، على بيان لحكومة الوفاق "استغربت فيه بشدة من تصريحات السيسي ورفضت أي تهديد يمس السيادة الوطنية"، متسائلاً عن "ماهية المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الذي أصدر بياناً يتطرق لمصر ولرئيسها بخصوص موقفهما من ليبيا". وكتب حافظ على "تويتر": ما نعلمه هو أن ذلك المجلس يتكون من 9 أشخاص أين هؤلاء الآن؟".

ووصفت وزارة خارجية الوفاق الوطني تصريح حافظ بأنه "لا يمت للعمل الدبلوماسي بصلة، وحديثه عن المجلس الرئاسي نوع من المراهقة السياسية"، مضيفة: "ونحن نتساءل: هل المجلس الرئاسي ليبي أم مصري؟ يبدو أن الأمر اختلط عليه".

في غضون ذلك، أكد المبعوث التركي أمرالله إيشلر أن حكومته أوقفت الأطراف التي تواصل التحرك في شرق البحر المتوسط، متجاهلة الحقوق التركية، وأثبتت مجدداً أن تركيا بلد كبير ومؤثر، مشدداً على أن اتفاقيتي التعاون العسكري وترسيم الحدود البحرية تتوافقان مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والقانون الدولي، واجتهادات محكمة العدل الدولية، وتأخذ في عين الاعتبار طول السواحل واتجاهها عند الحد من مجالات السلطات البحرية.

وقال إن أنقرة، ومن خلال هاتين الاتفاقيتين، أثبتت استحالة تطبيق أي معادلة ما في المنطقة، بمعزل عن تركيا، وجدد إيشلر دعم حكومة السراج، معتبراً أن "حفتر فاعل غير شرعي" وفقًا للاتفاق السياسي برعاية الأمم المتحدة.

في المقابل، اتهم وزير الطاقة القبرصي يورجوس لاكوتريبيس تركيا بزيادة التصعيد وإثارة التوتر في المنطقة بإطلاق طائرات مسيرة مسلحة من شمال قبرص، مبيناً أن "العمل جار على ضمان عدم تكرار اعتراض قواتها البحرية للسفن، التي تنقب عن النفط قبالة سواحل الجزيرة".

رجل طرابلس

بدوره، قلل وزير الداخلية بحكومة "الوفاق الوطني" الليبية فتحي باشاغا، الذي يوصف بالرجل الأقوى في طرابلس، من أهمية إعلان حفتر تصعيد الهجوم على طرابلس وقال إن "ساعات الصفر لديه كثيرة والنتيجة صفر".

ودافع باشاغا، الذي يحظى بقبول واسع من أغلب التشكيلات المساندة لحكومة الوفاق بالعاصمة وعموم الغرب الليبي، عن الاتفاقات مع تركيا واعتبر انها "تخدم مصالح البلدين ولا تتعارض مع مصالح أي دولة"، رافضاً الإفصاح عما إذا كانت حكومته ستطلب دعماً عسكرياً منها.

تدخل روسي

وفي حين رأى باشاغا أن "روسيا هي إحدى الدول التي ورطتها قيادة القوة الغازية لطرابلس بالتقنيات وحتى المرتزقة، في حرب خاسرة"، اعتبر السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أن تكثيف الدعم الروسي لهجوم حفتر على طرابلس أدى إلى زيادة حصيلة الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال نولاند، بعد اجتماع عقد امس الأول لإصلاح الاقتصاد الليبي في تونس، "نتابع بقلق بالغ التصعيد في ليبيا والمنطقة"، مضيفاً: "حتى إذا كان هناك حل عسكري للصراع، فسوف يكون مقابل خسارة باهظة".

ومع ورود تقارير مؤكدة عن انتشار أكثر من ألف من المرتزقة الروس في ليبيا منذ سبتمبر الماضي، اتهم الجيش الأميركي مقاتلين ينتمون إلى "مجموعة فاغنر" العسكرية الخاصة بإسقاط طائرة مسيرة أميركية في نوفمبر الماضي بواسطة صاروخ سطح جو أو قوات حفتر عن طريق الخطأ وطالب باستعادة حطامها.

سجال دبلوماسي بين القاهرة وطرابلس... ومعارك طاحنة على مشارف العاصمة
back to top