تتجه الانظار اليوم إلى موقعة الكلاسيكو بين برشلونة وضيفه ريال مدريد في مباراة مؤجلة من المرحلة العاشرة من الدوري الاسباني لكرة القدم.

وتحظى المواجهة الكبيرة بأهمية بالغة، حيث يدخل الفريقان ملعب «كامب نو» وهما على المسافة ذاتها في صدارة الترتيب مع فارق الأهداف لمصلحة برشلونة، وذلك بعد أن ضمنا أيضا بطاقة عبورهما إلى الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال.

Ad

وتترافق المباراة مع دعوات للتظاهر خارج الملعب من قبل الانفصاليين الكتالونيين الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد.

وكان من المفترض أن تقام المباراة في أواخر أكتوبر، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كتالونيا احتجاجا على سجن تسعة قياديين انفصاليين ما بين تسعة و13 عاماً، بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن مدريد عام 2017.

وأعلنت السلطات المحلية في إقليم كتالونيا الجمعة أنه سيتم تخصيص حوالي ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والأمن الخاص من أجل مباراة الـ»كلاسيكو»، تخوفاً من حصول أي استهداف من الانفصاليين.

الانفراد بالصدارة

وقبل مرحلة على دخول الدوري في عطلة الأعياد، سيسعى كل من الفريقين لحسم اللقاء والانفراد بالصدارة مع أفضلية إحصائية لبرشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة أمام النادي الملكي في المباريات الست الأخيرة، بينها نصف نهائي الكأس الموسم الماضي.

كما أن عملاق كتالونيا لم يسقط في الدوري على أرضه أمام الريال منذ الثاني من أبريل 2016 حين خسر بهدف لجيرار بيكيه مقابل هدفين للفرنسي كريم بنزيمة ونجم يوفنتوس الإيطالي حاليا البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وعلى الرغم من تحسن نتائج النادي الكتالوني، فإن الأداء بقي بعيدا عن المستوى الذي اشتهر به «البلاوغرانا» بقيادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، مع تكريس مشكلة سابقة في الفريق وهي الأداء الدفاعي المتأرجح، إضافة إلى عجز فالفيردي عن استخراج أفضل ما يملكه مهاجمه الجديد الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سيتواجه اليوم مع مواطنه المتألق مجددا كريم بنزيمة، متصدر ترتيب الهدافين بـ12 هدفا مشاركة مع ميسي.

وفي معسكر زيدان يبدو ان الفريق استعاد عافيته بعد البداية المهزوزة هذا الموسم، وما ساهم بشكل أساسي في استفاقة ريال هو عودة بنزيمة الى مستوى الهداف الذي كان عليه سابقا.

مواجهات فردية

وخلال مباراة الكلاسيكو المنتظرة، ستكون هناك العديد من المواجهات الفردية بين نجوم الفريقين، ويبرز حارس مرمى برشلونة تير شتيغن ومنافسه تيبو كورتوا حارس ريال مدريد، حيث يصل مارك أندريه تير شتيغن للكلاسيكو وهو في أسوأ صورة له، ليظهر أنه حارس من البشر بعدما كانت الجماهير تصفه بأنه الأفضل في العالم بعد انطلاقته الرائعة للموسم. لكن يبدو أن الحارس الألماني أصيب بالإرهاق من الذود عن شباك برشلونة في أوقاته السيئة، وارتكب شتيغن العديد من الأخطاء البعيدة عن مستواه المعروف، حيث أخطأ أمام مايوركا في كامب نو وعاد ليرتكب أخطاء باهظة أخرى، منها خطآه أمام ريال سوسييداد في سان سباستيان.

في المقابل عادت الابتسامة إلى وجه تيبو كورتوا، الحارس البلجيكي الذي لم يظهر بالشكل المأمول منذ بداية الموسم لتستمر الانتقادات الموجهة للتعاقد معه وبيع الكوستاريكي كيلور نافاس، حتى أنه واجه صافرات استهجان من الجماهير أمام كلوب بروج البلجيكي في دوري الأبطال، ووصل الأمر إلى وجود مطالب بالدفع بأريولا مكانه بعد تعرضه لإصابة بسيطة.

بيكيه وسرخيو راموس

من جانب آخر، كان بيكيه نجم برشلونة وراموس نجم الملكي أفضل ثنائي دفاعي بين المنتخبات، وقادا إسبانيا للعديد من الألقاب أبرزها مونديال 2010 وكمتنافسين يعد كل منهما أيقونة في ناديه، هما أيضا بطلان للعديد من المناوشات داخل أرض الملعب، لكنهما يحظيان بعلاقة جيدة خارجه. كلاهما يعشق الجدل والتصريحات المثيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. بيكيه يصل للموقعة كلاعب لا غنى عنه في هيكل برشلونة، وفي المقابل يعد راموس القائد العظيم والزعيم رقم واحد للريال.

سيواجه بيكيه مهمة صعبة، وهي الرقابة على كريم بنزيمة، الذي يقدم مستويات رائعة هذا الموسم بتحركات مستمرة ولعب جماعي هجومي، أما راموس فسيتعين عليه مجددا التعامل لمنع تفوق المهاجم المشاغب دائما أمام المرمى، لويس سواريز، في مواجهات سيكلف فيها أي عدم تمركز جيد ولو لنصف متر الكثير لأي من الفريقين.

ميسي وبنزيمة

من المؤكد أن الأنظار ستتجه الى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، خلال مباراة الكلاسيكو اليوم، حيث لايزال «البرغوث» يقدم مستويات رائعة مع النادي الكتالوني، وقد استعاد رونقه بعد تعرضه للإصابة في بداية الموسم، ليقود برشلونة إلى مرحلة الاتزان على مستوى النتائج محليا وأوروبيا، وعلى الجانب الآخر، يبدو أن الفرنسي بنزيمة سيحمل عبء إسعاد جماهير الريال وذلك بعدما نجح في زيادة معدلاته التهديفية ليصبح المهاجم الأبرز للفريق، وسط تذبذب مستوى الويلزي غاريث بيل، وتكرار إصاباته ومواقفه الجدلية مع إدارة وجماهير الريال، وإصابة البلجيكي إدين هازارد.