لماذا التنمر في بلد السلام؟
سمعنا في الأيام الماضية عن حالات أو "أمراض" قد تكون نفسية أو عصبية عند الأطفال والمراهقين خاصة، واعتداءات في المدارس لم نسمع عنها من قبل في مجتمعاتنا. وظهرت هذه الحالات في المدارس بين الطلاب بأعمار مختلفة، بشكل غريب وملحوظ، مما حير الوالدين ووضعهم في برنامج من الانقلابات النفسية نوعاً، واضطراب في طريقة التعامل مع الأولاد، وطريقة التفاهم "إن وجدت" بينهم! والتنمّر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء في سلوك عدواني متكرر، وموجه من فرد أو مجموعة ضد فرد أو مجموعة أخرى تكون أضعف، بأشكال مختلفة كالتحرّش والاعتداء، والسخرية بسبب الشكل والحجم أو التصرفات مثلاً.فتظهر التأثيرات النفسية على الطرفين فنجد من يعاني الحزن الشديد والقلق في هذه المرحلة العمرية، إلا أنه من الممكن أن تزداد تلك المشاعر سوءاً مع الوقت، حيث تصبح مشكلات مزمنة ويمكن أن تنتقل معه طوال حياته، فتجعله صعب الانخراط في المجتمع والعمل لحياة متوازنة، بسبب عدم الثقة بالنفس.
وكشفت الأبحاث الخارجية أن طريقة التغذية، ونوعيتها، تعتبر سبباً في التحسس وسوء المزاج عند الكثير من الأولاد، مما يؤدي إلى التقوي على غيره، والتمرد على مدرسيه وزملائه، كما أشارت صحيفة CNN الصحية.ويفضل ألا يتعمد الوالدان وضع زبدة الفول السوداني أو المكسرات في شنطة الأغذية المدرسية لأطفالهم، أو العصائر والسكاكر ذات الأصباغ الحمراء والصفراء، وأحيانا بدون سكر (تحلية صناعية)، وغيرها، واستعمال الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية، وعدد ساعات التعرض لها ومتابعة ألعابها العنيفة، كل ذلك سيترك عند الأولاد شعوراً بالعنف والعدوانية والغيرة من الآخرين، إضافة إلى العنصرية بأنواعها، وقلة ساعات النوم ليلاً عند الأطفال والأولاد (9-16)، كل ذلك يلعب دوراً سيئا في أفكار سن النشء. خاصة في حال انشغال الوالدين.إن تعليم الأطفال ومتابعتهم على الأذكار اليومية، والتحصين بالقرآن الكريم (الآيات القصار)، وزرع محبة الغير عندهم، وتعليمهم حب القراءة والمشاركة في الألعاب والأعمال الجيدة، سيبعث روح التعاون والأخوة بينهم، وينمي الظروف الحيوية النافعة عندهم دون الشعور بالتحدي والعداوة. كما أن زرع روح المنافسة الطيبة في النجاح والاختراع سيبعث فيهم الأمن والسلام ومساعدة الآخرين بتحد نافع، وهذه التربية والتعليم الطيب سيعمل على الحد من التدخين وتعاطي المخدرات والجرائم عند القصّر في العمر المبكر، والذي عادة يلجأ له الطلبة المتنمرون والمتنمر عليهم في عمر النشء للهروب من هذه الظروف!