ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية على نحو هامشي خلال تداولات أمس الأول، لكن ذلك كان كافياً لتحقيق ثاني إغلاق قياسي على التوالي، مع استمرار التفاؤل حيال الصفقة التجارية بين واشنطن وبكين، فضلا عن صدور بيانات إيجابية.

وصعد «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.1% أو 31 نقطة إلى 28267 نقطة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 0.1% أو 9 نقاط إلى 8823 نقطة، في حين ارتفعS&P 500 بنقطة واحدة إلى 3192 نقطة.

Ad

وطالب الرئيس ترامب «الاحتياطي الفدرالي» مجدداً بخفض الفائدة بشكل إضافي، بل وإطلاق برنامج تيسير كمّي لتحفيز الاقتصاد ودعم الصادرات.

ووفقاً لتقرير نشرته «فوكس نيوز»، فإن «داو جونز» قفز بنحو 10 آلاف نقطة أو بنسبة 54% منذ فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في الثامن من نوفمبر 2016، في حين ارتفع «إس آند بي 500» بأكثر من 46%.

وصرح الخبير الاقتصادي محمد العريان بأن هذه المكاسب مدفوعة بإجراءات داعمة لنمو الاقتصاد وتهدئة التوترات التجارية وضخّ سيولة ضخمة من البنوك المركزية العالمية وخشية المستثمرين من فقدان الفرص السانحة للاستفادة من الأداء القوي لسوق الأسهم الأميركية.

بالمقارنة، ارتفع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 6.4% خلال نفس الفترة، في حين تراجع مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 7.2%، في حين قفز «نيكي» الياباني 44.1%.

واتخذ ترامب عددا من القرارات الداعمة لـ «وول ستريت» والنمو الاقتصادي الأميركي من بينها خفض الضرائب على الأفراد والشركات، وتخفيف بعض القيود التنظيمية على البنوك الكبرى في البلاد.

وعلاوة على ذلك، أعادت إدارة ترامب التفاوض على اتفاقية «نافتا» للتجارة الحرة في أميركا الشمالية، وتم التوصل أخيرا إلى اتفاقية جديدة مع كندا والمكسيك، كما تمت صياغة بنود المرحلة الأولى من الاتفاق مع الصين.

وفي الأسواق الأوروبية، تراجع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 0.7% أو بثلاث نقاط إلى 415 نقطة.

وهبط «داكس» الألماني بنسبة 0.9% (- 120 نقطة) عند 13288 نقطة، بينما ارتفع «فوتسي 100» البريطاني بأقل من 0.1%، أو بما يعادل 6 نقاط عند 7525 نقطة، في حين هبط «كاك» الفرنسي بنسبة 0.4% (- 23 نقطة) إلى 5968 نقطة.

واستقرت غالبية تلك الأسهم في مستهل التداولات أمس، وسط حالة من عدم اليقين حيال «بريكست» عقب أنباء أفادت بسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تعديل مشروع قانون خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بما يُمكّنه من إتمام ترتيباته بحلول نهاية العام.

وتنتظر الأسواق المزيد عن التطورات التجارية، بعدما أشارت وكالة «رويترز» إلى أن الإدارة الأميركية تضع اللمسات الأخيرة على عدد من القوانين التي تحد من صادرات التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين.

واستقر مؤشر «ستوكس يوروب 600» عند 414 نقطة، عند الساعة 11:08 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وكذلك «فوتسي» البريطاني و»كاك» الفرنسي» عند 7532 نقطة، و5963 نقطة على الترتيب، في حين تراجع «داكس» الألماني بنسبة 0.29% إلى 13249 نقطة.

وفي آسيا، تراجعت الأسهم اليابانية في ختام التداولات أمس عقب صدور بيانات أظهرت انخفاض صادرات البلاد خلال نوفمبر بأكثر من المتوقع وللشهر الثاني عشر على التوالي بضغط من التباطؤ العالمي.

وحقق الميزان التجاري الياباني عجزا خلال الشهر الماضي لأول مرة في شهرين بحوالي 750 مليون دولار، إذ انخفضت الصادرات بنسبة 8% على أساس سنوي لتبلغ 6.4 تريليونات ين (58 مليار دولار).

وعند الإغلاق، تراجع مؤشر «نيكي» بنسبة 0.55% إلى 23934 نقطة، كما سجل المؤشر الأوسع نطاقا «توبكس» انخفاضا 0.5% عند 1738 نقطة.

أيضاً، تراجع مؤشر «شنغهاي المركّب» في ختام التداولات عقب قرارات البنك المركزي، ووسط ترقّب الإعلان عن مزيد من التفاصيل حول المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين.

وخفض بنك الشعب الصيني معدل الريبو العكسي لأجل 14 يوما إلى 2.65%، بينما ثبت نظيره لأجل 7 أيام عند 2.5%، كما قرر ضخّ سيولة في النظام المالي تبلغ قيمتها 200 مليار يوان (28.57 مليار دولار).

وعند الإغلاق، سجّل مؤشر «شنغهاي» المركّب انخفاضا بنسبة 0.2% إلى 3017 نقطة، في حين استقر «شنتشن» المركّب عند 1709 نقاط.

من جانبه، سجلت أسعار الذهب أداء فاترا إلى حد كبير أمس، مع ترقّب المستثمرين لمزيد من التفاصيل بشأن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بينما نزل البلاديوم من ذروة قياسية سجلها في الجلسة الماضية. وبحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 1477 دولارا للأوقية (الأونصة). وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 1481.70 دولارا.

وقال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، أمس الأول، إن تفاصيل مشتريات الصين من قطاعات متعددة في الولايات المتحدة ضمن اتفاق "المرحلة واحد" ستحدد كتابة، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن موعد نشر الاتفاق المكتوب.

وتواصل بيانات اقتصادية إيجابية في الولايات المتحدة كبح الاتجاه الصعودي للذهب، وتعزز البيانات الدولار وأسواق الأسهم.

وحوم مؤشر الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوع مقابل سلة من العملات المنافسة، بينما تقبع الأسهم الآسيوية عند ذروة 18 شهرا، بعد أن ارتفعت على مدى 5 جلسات متتالية.

وهبط البلاديوم 0.5 بالمئة إلى 1944.13 دولارا للأوقية، لينزل من أعلى مستوى على الإطلاق عند 1998.43 دولارا، الذي بلغه في الجلسة السابقة.

وارتفعت الفضة 0.3 بالمئة إلى 17.05 دولارا للأوقية، بينما تقدم البلاتين 0.2 بالمئة إلى 929.60 دولارا للأوقية.