قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين إن الدعوة لعقد أي لقاءات أو قمم إسلامية خارج المنظمة تشكل حادثة غير مسبوقة، فيما بدا أنه تعليق على "قمة كوالالمبور"، التي بدأت أمس، بحضور زعماء ووفود عدد من الدول الإسلامية.

واعتبر العثيمين، في تصريحات خاصة لــ"سكاي نيوز عربية"، نقلتها كذلك قناة "العربية"، أنه ليس من مصلحة الأمة الإسلامية عقد القمم واللقاءات خارج إطار المنظمة، خصوصا في هذا الوقت الذي يشهد العالم صراعات متعددة.

Ad

وأشار إلى أن قيام عضو في المنظمة بعقد اجتماعات تخص العالم الإسلامي خارج إطار المنظمة هو شق للتضامن الإسلامي، وتغريد خارج السرب، و"أي إضعاف لمنصة منظمة التعاون الإسلامي هو إضعاف للإسلام والمسلمين".

وفي المنحى نفسه، أكد العثيمين أن عقد مثل هذه اللقاءات خارج إطار المنظمة سيضعف قوة التصويت لدى العالم الإسلامي أمام المجتمع الدولي.

ووصف العثيمين منظمة التعاون الإسلامي بأنها "الصوت الجامع والمنصة الكبيرة التي تجمع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه"، مشيرا إلى أن المنظمة أنشئت "للتعبير عن قضايا وهموم العالم الإسلامي، وهي المنصة التي أنشأتها 57 دولة".

وأمس، وصل زعماء وممثلون لنحو 20 دولة إسلامية، بينهم رئيس إيران حسن روحاني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة الماليزية، للمشاركة في القمة التي تنشر جدول أعمالها.

وسيدلي رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، مضيف اللقاء، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بآرائهما خلال القمة التي تستمر 4 أيام، وبدأت أمس بعشاء ترحيبي.

واتخذ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي كان من المحركين الأساسيين لعقد القمة، قرارا في اللحظة الأخيرة بعدم الحضور.

وقال مهاتير محمد إن بلاده لا تقصد عقد قمة كوالالمبور 2019، لتولي دور منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا أنه أوضح ذلك في مكالمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس الأول.

وأضاف، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الماليزية الرسمية، في تعقيب على المكالمة المرئية مع الملك سلمان، "إن ماليزيا صغيرة جدا لتتكلف الدور المعني... القمة تهدف إلى إيجاد حلول جديدة للأمة الإسلامية".

وتابع: "الملك سلمان يفكر في أن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية من الأفضل مناقشتها في اجتماعات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، بدلا من أن يناقشها جزء صغير من أعضاء المنظمة... إذا نظمت السعودية أي قمة لمناقشة الأمر ذاته فنحن على استعداد للحضور".

وحول اعتذار خان عن عدم حضور القمة، قال محمد: "هذا اختياره. لا يمكننا إكراهه، ولا إكراه في الإسلام. لا يستطيع حضور هذه القمة، ربما لديه مشاكل أخرى"، وفقا للوكالة الماليزية.

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، ذكرت في تقرير أن الملك سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء ماليزيا، جرى خلاله "استعراض العلاقات بين البلدين وفرص تعزيزها في مختلف المجالات"، مضيفة أن العاهل السعودي أكد "أهمية العمل الإسلامي المشترك من خلال منظمة التعاون الإسلامي، بما يحقق وحدة الصف لبحث كل القضايا الإسلامية التي تهم الأمة".

وأصدر مكتب مهاتير بيانا قال فيه إنه ليست هناك نية لتشكيل "تكتل جديد، كما لمح إليه بعض المنتقدين"، مضيفا: "علاوة على ذلك، القمة ليست منصة لمناقشة الدين والشؤون الدينية، بل لمناقشة أحوال الأمة الإسلامية". وكان مهاتير أعرب، في تصريحات أدلى بها لـ"رويترز"، قبل أيام، عن إحباطه من عدم قدرة منظمة التعاون على تشكيل جبهة موحدة والتحرك بحسم.