العبدالوهاب: النماذج النسائية في أدب نجيب محفوظ الروائي حقيقية
الغيث: كل رواية من رواياته حالة مكتملة قائمة
قدمت عبدالوهاب والغيث تفاصيل مهمة في «ندوة ثقافية بذكرى ميلاد الأديب الراحل نجيب محفوظ»، في المكتبة الوطنية.
نظمت السفارة المصرية في الكويت، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب "ندوة ثقافية في ذكرى ميلاد الأديب الراحل نجيب محفوظ"، بالمكتبة الوطنية بحضور السفير المصري طارق القوني، وحاضر فيها عميدة كلية الآداب في جامعة الكويت د. سعاد عبدالوهاب، والأستاذة في كلية الآداب بجامعة الكويت د. نسيمة الغيث، وأدارها الكاتب شريف صالح.من جانبها، قدمت العبدالوهاب ورقة بعنوان "نماذج نسائية في روايات نجيب محفوظ"، مستعرضة الجوانب الممهدة لتقبلها والتي كان أولها أن الروائي محفوظ الذي يوصف بانه "الأديب العالمي" ليس تفضلاً من أحد، بل هو اقرار بالمستوى الرفيع الذي بلغه بإبداعاته في مجالي الرواية والقصة القصيرة على السواء، وثانيها أن الأديب العالمي مصري بالمولد وبنزوعه العاطفي، وهذا حقه، ولكن هذا لا يعني أن يكون التعرض لابداعاته وقفاً على الباحثين المصريين.
وأضافت العبدالوهاب أن "مداخلتي بحث علمي نقدي يستهدف إضاءة الوعي العام بجماليات أدب محفوظ وما يتعلق منه على وجه التحديد بالنماذج الانسانية النسوية التي تواكب المرأة في اقطارنا العربية ومحاولة تأكيد حضورها وجدارتها"، مشيرة إلى سعيها الكشف عن بعض المسارات الخاصة التي تميز بها إبداع محفوظ، من خلال تناول بعض النماذج النسوية المقترنة بالتوقف عند بعض الشخصيات النسائية البارزة وما تعنيه خصوصية تشكيلها الفني، ومشاركتها الفعلية في تطوير أحداث الرواية". وأوضحت أن "النماذج النسائية في أدب محفوظ الروائي لم تكن نمطية أو مصنوعة، بمعنى أنها لم تكن زائفة تصطنع اصطناعاً لتحقيق مواصفات فنية معينة، بل كانت حقيقية الى أقصى درجة، تجتذب من خبراتنا نساء نراها أو نعاملها من أقاربنا ومن أصدقائنا ومعارفنا، غير أن نجيب محفوظ يضيف إليها (خلطته السحرية- السرية)، وهي طريقة صياغته للغة، وللأوصاف وتصويره لعالمها الداخلي المحروم أو المشبع أو المتطلع أو المعلق أو الزاهد أو الطامع أو الجائع حسب مقتضى موضوع الرواية، ولهذا تبقى النماذج النسائية في روايات محفوظ متميزة، وحاضرة في الذاكرة، ومؤثرة في فكر المتلقي ووعيه الانساني والفني، وهذه أعظم تحية توجه الى كاتب عظيم وعالمي بجدارته".بدورها، قدمت الغيث بحثاً تناولت من خلاله صورة المثقف في خمس روايات لنجيب محفوظ، موضحة أن كل رواية من روايات محفوظ تعد حالة مكتملة قائمة بذاتها تستمد أسس تكوينها من بنيتها، وهذه البنية هي المفتاح الذي نلج من خلاله إلى تفاصيل العمل، وإذا كانت كل المفاتيح تتشابه في الشكل العام، أو في نوع المعدن فإن لكل منها نظامه الخاص الذي لا يصلح في مكانه غيره، مشيرة الى أن "الخصوصية لا تحول دون أن نلمح قدراً مشتركاً هو ما نسميه ونوجزه في عنوان الورقة.. شخصية المثقف في خمس روايات".