ردود أفعال رافضة لحجب الجائزة الكبرى في «الكويت المسرحي»

وزير الإعلام يوقف لجنتي النصوص والمشاهدة عن العمل

نشر في 20-12-2019
آخر تحديث 20-12-2019 | 00:03
أثارت لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ20 جدلا واسعا في الوسط الفني والمسرحي المحلي، بعدما أعلن رئيس اللجنة د. علي العنزي حجب الجائزة الكبرى (أفضل عرض متكامل)، ليصدم كل من منى النفس بالتتويج بعد طول انتظار، وربط البعض بين قرار الحجب وما أثاره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الأسبق بدر الرفاعي من جدل، على خلفية اتهامه مسرحية «هاديس» بأنها لا تتسق مع عادات وتقاليد المجتمع الكويتي، وفسر متابعون وفنانون قرار الحجب بأنه انصياع لمن هاجم «هاديس» باعتبارها واحدة من 3 عروض كانت قريبة من الجائزة الكبرى لحصول كل منها على 3 جوائز، في حين اعتبر البعض ما يجري تدخلا في حرية التعبير.
بدورها، قدمت لجنة التحكيم مبرراتها لحجب الجائزة، وبين الأخذ والرد بين مؤيد ومعارض سجل مهرجان الكويت المسرحي سابقة هي الأولى من نوعها بحجب الجائزة الكبرى.
اختتمت مساء أمس الأول فعاليات مهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ20 الذي أقيم من 10 إلى 18 الجاري على مسرح الدسمة، وتنافست 6 عروض على جوائزه المختلفة، وشهد حفل الختام مفاجأة من العيار الثقيل بإعلان لجنة التحكيم على لسان رئيسها الدكتور علي العنزي حجب الجائزة الكبرى لأفضل عرض متكامل.

وأثار قرار لجنة التحكيم حجب جائزة أفضل عرض متكامل ردود أفعال كبيرة بين الفنانين والمهتمين بالمسرح، لاسيما أن هناك من فسّر الأمر بأنه متعمّد، وأن الجائزة كان مفترضا أن تذهب لمسرحية «هاديس»، لكن تم حجبها، نظرا لما أثير من لغط حول العمل، حيث غرّد الكاتب بدر محارب قائلا: «ظلم الشباب مرفوض، والمسرح يقدّم رسالة جميلة ضد الأمراض الاجتماعية، ومسرحية «هاديس» لم تتجاوز الخطوط الحمر، والحُكم لكم.

وأضاف: لسنا بحاجة إلى «كتم» حريات جديد في المسرح، بعد أن طال «الكتم» كل القطاعات الثقافية... حتى الفنون التشكيلية ومسرحية هاديس لم تتجاوز أي خطوط حمر ولا زرق، متابعا: أعطوا الشباب الفرصة كي يتنفسوا «مسرحيا» على الأقل.

أما المخرج أحمد الخلف فقال: «معقولة ولا عرض من عروض مهرجان الكويت المسرحي يرتقي للفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل؟ أو على الأقل يقترب من الفوز بالجائزة؟ سؤال موجّه للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لا للجنة التحكيم.

حجب إنسانيتهم

بدوره، قال الفنان خالد البريكي: «حجبت بصيرتهم، حجبت معرفتهم، حجبت شخصيتهم، حجبت ثقتهم، حجبت إنسانيتهم، أبطالنا وشبابنا ونجومنا ونحن مستمرون رُغما عن حجبكم، ثقتنا بالمبدع أحمد العوضي وزملائه، وثقتنا في الفرق الأهلية المسرحية، وثقتنا بمخرجات معهد الفنون المسرحية والموسيقية أكبر من كراسيكم ومشاكلكم الإدارية.

في حين علّقت الكاتبة جميلة جمعة قائلة: «ابعدوا خلافاتكم الشخصية والتصفيات عن عطاء الشباب المتحمس النشط! لا تئدوا الطاقات في مهدها «غلط اللي قاعد يصير».

رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي المخرج أحمد فؤاد الشطي قال «همسة محب للزملاء المشتغلين والمهتمين بالفن المسرحي، صديق بعضكم بالأمس أفسد بالماضي، وهو سبب معاناتكم في الحاضر، نتمنى أن نعي الدرس لمستقبل أفضل، انتفضوا لعموم المشهد الثقافي والفني في الكويت لا يشغلونكم ويخدرونكم بالجوائز!!

وكتب المسرحي حمد الرقعي معقّبا: «مسرحية هاديس تأليف وإخراج: أحمد العوضي... نص كتب بطريقة تقليدية وأخرج بطريقة فنية غير تقليدية، ليثير ضجة وعدداً من التساؤلات، برافو أحمد العوضي، وفي ختام المهرجان تم اغتيال أفضل عرض مسرحي وحملت جنازته... وداعا للإبداع المسرحي في الكويت!!

من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. بدر الدويش، في تصريح خاص لـ «الجريدة»، بشأن أسباب حجب الجائزة: «هذا قرار لجنة التحكيم، وهي تتحمل مسؤولية قرارها».

من جانبه، أكد وزير الإعلام محمد الجبري اهتمامه ومتابعته بشأن ما أثير في إحدى المسرحيات التي عرضت في مهرجان الكويت المسرحي العشرين في 11/ 12 /2018 ضمن أنشطة المجلس الوطني للثقافه والفنون والآداب.

رفض تام

وقال الوزير، في بيان صادر من وزارة الإعلام أمس، إنه يولي هذا الموضوع اهتماما بالغا، مؤكدا رفضه التام لأي تجاوز كان لثوابت وقيم المجتمع الكويتي الاصيلة.

وأكد اهتمامه بما جاء في تصريح منسوب للأمين العام الأسبق للمجلس، بدر الرفاعي، يشير إلى عرض مسرحي تحت عنوان «هاديس» وما حملته المسرحية من مضامين ومشاهد منافية لأنظمة العمل الأدبي والثقافي في دولة الكويت.

وأوضح أنه تم تشكيل لجنة تحقيق محايدة لبحث هذا الموضوع، برئاسة وكيلة وزارة الإعلام منيرة الهويدي، وعضوية كل من الأستاذ المساعد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، د. علي الرفاعي، والأستاذ المساعد بالمعهد د. محمد الزنكوي، ومدير إدارة المصنفات الفنية بقطاع الصحافة والنشر والمطبوعات طلال العصيمي، والمستشار القانوني بمكتب وزير الإعلام مصطفى حساب، والمستشار الثقافي بمكتب الوزير منصور العنزي، إضافة الى رئيس قسم الشؤون القانونية بالمجلس الوطني، عمر الخالدي، مقررا للجنة.

وذكر الجبري أن لجنة التحقيق ستبحث كافة جوانب الموضوع وتطبيق العقوبات الضرورية اللازمة في حال ثبوت تهمة التجاوز أو الإخلال أو التقصير بالسماح للعرض المسرحي المشار إليه.

ولفت الى أنه تم إيقاف لجنتي النصوص والمشاهدة عن العمل لحين انتهاء لجنة التحقيق من المهام الموكلة إليها.

توصيات لجنة التحكيم

حضر حفل الختام جمهور كبير تقدمته الأمينة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتورة تهاني العدواني، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش، ومدير المهرجان فالح المطيري، ولفيف من قيادات المجلس وضيوف المهرجان من مختلف الدول العربية والخليجية، وقدم فقرات الحفل الإعلامي يوسف جوهر.

ديكورات مميزة

وازدان مسرح الدسمة بديكورات مميزة وإضاءة لافتة احتفاء بوصول قطار المهرجان الى محطته الأخيرة واستعدادا لاستقبال الفائزين في هذه الدورة، وفي تمام الثامنة بدأ الحفل بلوحة تعبيرية استعرض خلالها المخرج ميثم بدر الفرق التي تنافست على مدار الأيام الماضية، وهي فرقة المسرح الكويتي وفرقة مسرح الخليج العربي وفرقة المسرح الشعبي وفرقة المسرح العربي وفرقة تياترو وفرقة مسرح الشباب.

ثم قدم الإعلامي يوسف جوهر رئيس لجنة التحكيم الدكتور علي العنزي، ليقول كلمة اللجنة وتوصياتها التي جاء فيها «كرئيس للجنة أؤكد لكم ان توصيات اللجان لا تقرأ، ولكن سأنتهز الفرصة على الأجواء داخل اللجنة لاسيما مع وجود المنافسة والنقاشات المستمرة بعد كل عرض».

وأضاف العنزي: «نحن في لجنة التحكيم نعتقد ان هذا المهرجان نجح في تحقيق أهدافه، وهي تنشيط الساحة المسرحية، وإذكاء روح التنافس الشريف بين المسرحيين وطرح قضايا المسرح على مائدة الحوار من خلال الندوات الفكرية، ودعم الحوار الفني بين رواد المسرح وجيل الشباب وربما بدرجة أقل تنشيط النقد المسرحي الجاد».

آلية الجوائز

واستطرد حول آلية منح الجوائز «سعت اللجنة إلى عدم استبداد الأغلبية على الأقلية، بمعنى أن اللجنة رأت أن توزيع الجوائز على مستحقيها دون أن تستبد الأغلبية على الأقل، حيث جرت النقاشات بشكل ديمقراطي بقرار الأغلبية المطلقة وليس الأغلبية إيمانا ان الاستناد إلى حكم الأغلبية لا يعني انه لا قيد على ما تقرره الأغلبية، وعلى سبيل المثال كانت النتيجة في الأزياء والمؤثرات الصوتية 4 أصوات مقابل صوت، واستمر النقاش نصف ساعة تقريبا إلى ان اقتنع هذا الصوت، أيضا حرصت اللجنة على تدوين الجلسات السرية في محاضر، فكان لدينا سجل يدون فيه كل ما يقع في جلسة رسمية، وكأننا في مضبطة برلمانية حتى تكون المعلومة محكمة ودقيقة لضمان الحياد ونأتي للمتحدث من خلال زاويته في النقاش».

وأوضح العنزي « فيما يخص التأليف كانت وجهة نظرنا ان تكون فكرة المسرحية واضحة، لاسيما أن الفكرة السيئة تؤدي إلى مسرحية سيئة، ويجب ألا يكون العمل مطاطا غير واضح، وأن يتسم الكاتب بالذوق السليم والخيال الخصب وقوة الملاحظة، أما في الديكور فبحثنا عن ارتباط ايحاءات المنظر بمدلولات المسرحية، وحاولنا ان نجد كيفية ارتباط الديكور مع الفنون الأخرى داخل المسرحية وارتباطه بالطقس ونفسية النص، وقيمنا الإضاءة من خلال قدرة منفذ الإضاءة على استخدام الإمكانات الكبيرة المتوفرة وأيضا استخدام الإضاءة في منحى درامي وإبراز باع الشخصيات، والازياء تم حولها نقاشات عدة واتفقنا ان تكون ملائمة للشخصيات، وأن تلعب دورا في تحديد حركة الجسد للممثل في الفضاء المسرحي، وأن تكون ملائمة لواقع الشخصية، وأن تخفي ذوات الشخصية الاصلية، أما في الإخراج فاهتممنا ان يكون الإخراج حديثا، ويهدف لإيجاد معادلة ايقاعية سليمة، لأن المطلوب من المخرج أن يتحول من منفذ للعمل إلى فنان مبدع».

المخرج السليقي

واختتم «اللجنة رفضت المخرج السليقي تحت إشراف مخرج دون القدرة على القيادة، حيث تكون المسرحية كيانات منفصلة غير قادرة على خلق علاقة حميمة بين الممثلين وأجزاء العمل».

مبررات الحجب

قال رئيس لجنة التحكيم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، د. علي العنزي، قبيل إعلان الجائزة الكبرى لمهرجان الكويت المسرحي، وهي «أفضل عرض متكامل»: «أذكر الجميع أن العرض الذي سيفوز سوف يمثل الكويت في الخارج».

وأضاف: «رأت اللجنة أن اللائحة المنظمة لعمل المهرجان توضح أن هدف المهرجان هو رفع مستوى الحركة المسرحية الكويتية، والوقوف على خشبة المسرح يجب أن يكون استحقاقا، لذا وحرصا من اللجنة بضرورة الالتزام بمعايير الارتقاء بالعمق المسرحي، تقرر بإجماع الأعضاء، وفق ما تتيح اللائحة المنظمة لعمل المهرجان البند الثامن الفقرة الرابعة، حجب جائزة أفضل عرض متكامل».

الفائزون بجوائز الدورة الـ 20

نالت جائزة التميز في عمل المكياج الدرامي المقدمة من لجنة التحكيم دلال الردهان عن مسرحية «صرخة» لفرقة المسرح الشعبي، في حين حصدت هيا السعيد جائزة أفضل ممثلة واعدة عن مسرحية «نكون أو لا نكون» لفرقة مسرح الخليج، وقدمت الجائزة جريدة «الأنباء» كما فاز يوسف بوناشي بجائزة أفضل ممثل واعد عن مسرحية «هاديس»، وقدمتها ايضا «الأنباء».

وفازت حصة العباد بجائزة أفضل أزياء عن مسرحية «نكون أو لا نكون»، أما جائزة أفضل مؤثرات صوتية، فقد تنافس فيها كل من الدكتور عبدالحميد صقر ويعقوب الكندري، وفاز بها الأخير عن مسرحية «كوميديا بلا ألوان» لفرقة المسرح العربي.

أفضل إضاءة

أما جائزة أفضل اضاءة، فقد حصل عليها فهد المزن عن مسرحية «نكون أو لا نكون» كما نال المزن جائزة أفضل ديكور مسرحي، وذلك عن مسرحية (البارج) لفرقة تياترو.

ونالت إيمان فيصل جائزة أفضل ممثلة دور ثاني عن مسرحية (البارج)، في حين ذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثاني لأمير مطر عن مسرحية (كوميديا بلا ألوان)، وحصدت الفنانة سماح جائزة أفضل ممثلة دور أول عن مسرحية «هاديس» لفرقة المسرح الكويتي، ويوسف البغلي جائزة أفضل ممثل دور اول عن مسرحية «سهد» لفرقة مسرح الشباب، كما حصل البغلي على جائزة الفنان حمد كنعان التي تقدمها فرقة المسرح العربي.

أما جائزة أفضل مؤلف، فقد ذهبت الى سامي بلال عن مسرحية «كوميديا بلا ألوان»، وحصل على جائزة محمد الخضر في التأليف التي تقدم لأول مرة، وصعد الخضر وسلمها بنفسه.

أفضل مخرج

وتنافس على جائزة أفضل مخرج كل من مشاري المجيبل وأحمد العوضي، وفاز بها العوضي عن مسرحية «هاديس»، وحصد العوضي جائزة الفنان منصور المنصور، التي تقدمها فرقة مسرح الخليج العربي، وسلمها الفنان محمد المنصور.

بدر محارب: «هاديس» لم تتجاوز الخطوط الحمر ولسنا بحاجة إلى «كتم» حريات جديد في المسرح

جميلة جمعة: ابعدوا خلافاتكم الشخصية والتصفيات عن عطاء الشباب المتحمس النشط! لا تئدوا الطاقات في مهدها

حمد الرقعي: في ختام المهرجان تم اغتيال أفضل عرض مسرحي وحملت جنازته... وداعا للإبداع المسرحي في الكويت!

أحمد الشطي: انتفضوا لعموم المشهد الثقافي والفني في الكويت لا يشغلوكم ويخدروكم بالجوائز!

خالد البريكي: أبطالنا وشبابنا ونجومنا ونحن مستمرون رُغما عن حجبكم وثقتنا بمخرجات المعهد أكبر من كراسيكم ومشاكلكم
back to top