الجزائر: تبون يؤدي اليمين والحراك يناقش عرضه للحوار
أدى الرئيس الجزائري الجديد عبدالمجيد تبون اليمين الدستورية، أمس، بينما ناقشت الحركة الاحتجاجية المعروفة باسم الحراك ردها على عرضه الحوار لإنهاء أزمة سياسية مستمرة منذ شهور.وسلم رئيس الدولة عبدالقادر بن صالح المهام إلى تبون، واغتنم الفرصة لدعوة الشعب الجزائري والطبقة السياسية "للالتفاف حول الرئيس المنتخب لإحداث التغيير المطلوب الذي تنشده الأغلبية من الشعب".واصطف حراس على ظهور الخيل في سترات تقليدية حمراء اللون وعباءات، معتمرين عمامات بيضاء على جانبي طريق قصر الأمم أثناء دخول تبون، بينما كان علم الجزائر يرفرف فوق الرؤوس.
وانتُخب تبون، وهو رئيس وزراء سابق يطرح نفسه كإصلاحي، الأسبوع الماضي، في انتخابات اعتبرتها الحركة الاحتجاجية مسرحية تستهدف الإبقاء على الحرس القديم في السلطة. وبعد أداء اليمين، قال تبون في كلمة إن المشاورات بخصوص دستور جديد، والتي وعد الأسبوع الماضي بإجرائها، ستبدأ على وجه السرعة وإنها ستقصر فترة ولاية أي رئيس على مدتين فقط. وتعهد بمكافحة الفساد وتنويع موارد الاقتصاد.وبعد كلمته، عانق تبون قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الذي طالب المحتجون بإزاحته، وكرّمه بمنحه وسام الاستحقاق الوطني.ورأى الجيش انتخابات يوم الخميس الماضي أفضل سبيل لإنهاء عشرة أشهر من الاحتجاجات الأسبوعية الحاشدة، التي ساهمت في إطاحة الرئيس المخضرم عبدالعزيز بوتفليقة، سلف تبون، في أبريل نيسان واستعادة الأمن والنظام بالبلاد.ويحشد الحراك مظاهرات ضخمة في الشوارع منذ فبراير شباط للمطالبة بإزاحة النخبة الحاكمة الغامضة والمهيمنة منذ زمن طويل، والتي يعتبرها المحتجون فاسدة وغير ديمقراطية، إضافة إلى ابتعاد الجيش عن السياسة.والاحتجاجات الأسبوعية التي تُنظم يومي الجمعة والثلاثاء مستمرة كالمعتاد منذ إجراء الانتخابات، على الرغم من ورود تقارير على نطاق واسع بشأن إلقاء الشرطة القبض على كثير من المتظاهرين في مدينة وهران في غرب البلاد.وتباينت ردود الفعل في أوساط الحركة الاحتجاجية على عرض تبون، الأسبوع الماضي، إجراء حوار ووضع دستور جديد للبلاد. وهذه الحركة بلا قيادة، ويجري بحث أهدافها واستراتيجيتها على وسائل التواصل الاجتماعي أو خلال الاحتجاجات.