أخلاقيات الطبيب
الطب رسالة إنسانية سامية، يرعى من خلالها الطبيب المرضى، فالإنسان حين المرض ضعيف، ويمكن في لحظة أن يرحل عن هذه الحياة مهما حاول النجاة، وكما قال أبوذؤيب الهذلي في مرثيته لأبنائه:وإذا المنية أنشبت أظفارهاألفيت كل تميمة لا تنفع
فالحياة مؤقتة لنا جميعا، والبقاء لله وحده عز وجل، حقا إنني أعاني رهاب الطبيب، أو ما يسمى "الهلع من المستشفيات وزيارتها"، وإن حصل فأكون مضطرة لا راغبة في الذهاب لأستطيع ممارسة الحياة وتلقي العلاج، وقد صادفت العديد من الأطباء الأكفاء الذين ساعدوني في أوقاتي العصيبة، وكانوا عونا لي بعد الله. أحيانا تضيق الحياة بنا، بل يصبح العالم صغيرا مظلما عند المرض، فلا نرجو إلا شفاء من الله، فنرنو إلى عيون الطبيب عند الفحص أو المعاينة أو حتى عند قراءة التحاليل وتصفر وجوهنا خوفا من أن نسمع أي خطب سيئ أو مصاب، ولا نرتاح إلا حين نبشر بالأخبار السعيدة عن صحتنا.فالجلوس مع الطبيب ورؤية تعابير وجهه وطريقة كلامه هي من تحسن حالة المريض وتشعره بالراحة أو الضيق، حقا نعلم أن هذه المهنة من المهن الإنسانية الصعبة في دراستها وعملها، ومخاطر هذا العمل، وكم يحتاج الطبيب إلى صبر وقوة وطول بال لتحمل أمراض الناس الجسدية ومراعاة حالاتهم النفسية أيضا، وكيفية شرح هذه الحالة بصورة لا تعرضهم إلى الإحباط أو اليأس أو التجريح.فالطبيب الجيد في عمله يجب أن يكون جيداً بأخلاقه، وكما يعامل المريض بحرفية عليه أن يعامله بحسن خلقه، وكم أشعر بالاستياء عندما أسمع عن سوء أخلاق بعض الأطباء الذين لا يقدرون الأمانة في عملهم. والحمدالله نحن في الكويت نمتلك الكثير من الطواقم الطبية والكوادر الأكفاء والمحترمين المجتهدين والذين نفتخر بهم وبمهاراتهم في علاج المرضى في جميع التخصصات، ودليل ذلك ما شهدته البلاد من زراعة أول عملية قلب في مستشفى العدان لمريض في العقد الثاني من عمره. فالطب المهنة الإنسانية الأولى التي ترعي صحة الإنسان وحياته، فأتمنى للجميع دوام الصحة والعافية.