تميز الحفل الموسيقي للفنان والموسيقار الفريد جميل ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 25 لدار الآثار، بعزف مجموعة من المقطوعات الشرقية، التي تخللتها وصلات غنائية لعدد من المطربين أصحاب الأصوات البديعة في ليلة فنية ساحرة حملت عنوان "شرق السويس"، والتي عبرت بالفلكلور المصري خارج الحدود لتحصد مزيداً من المحبين والمعجبين.واستمتع الحضور بالحفل وتفاعل معه من القلب بترديد الأغنيات، وسيطرت الأجواء الحماسية على أعضاء الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الفريد جميل، والجمهور على حد سواء، نتيجة تقديم مجموعة من الأغنيات التراثية الشرقية التي تنتمي إلى منطقة شرق السويس المصرية.
واستطاع الجمهور النوعي، الذي يتميز به مركز اليرموك الثقافي، أن يفك طلاسم لغة "شرق السويس" التي ربما تكون غائبة عن سكان بعض الأقطار المصرية نفسها، ولكن لغة الفن التي لا تعرف ولا تعترف بالحدود، تستطيع من خلال الأداء المتقن والجملة الموسيقية النقية والصوت الحساس أن تصل إلى الجمهور رغم اختلاف لغاتهم وجنسياتهم، وهو ما تميز به حفل "شرق السويس" من أعمال تم انتقاؤها بذوق فني شديد.
برنامج الحفل
وتغنّى المطرب المصري حسن على أنغام الفرقة الموسيقية بعدد من الأغنيات التراثية الشرقية منها "إحنا البمبوطية" و"سرى الليل"، و"عم يا جمّال"، و"عالسمسمية اسمع يا سيدي"، و"النبي يا غزال"، و"آه يا للي".واستطاع حسن من خلال صوته المفعم بالحيوية والحماس اقتناص مشاعر وإعجاب الجمهور رغم احتواء الأغنيات الفلكلورية على بعض المصطلحات التراثية التي تنتمي إلى منطقة شرق السويس والتي تعتبر غير رائجة أو مفهومة لدى جميع الحضور، ولكن الأداء السهل والمبدع الذي تميز به المطرب ساهم في نجاح ما قدمه من أعمال من القلب لتصل إلى القلب فأحبها الجمهور وتفاعل معها بسعادة شديدة.وشاركت في الغناء بصوتها الشجي المطربة الأردنية ليندا حجازي، التي قدمت بصوتها ونبرتها القوية والمميزة، أغنية منفردة بعنوان "هذا هو إنصاف منك"، وشاركت المطرب الكويتي أداء دويتو غنائي بعنوان "يابو الحبايب"، الذي قدم منفرداً بإتقان شديد الأغنية الرومانسية "والله الحبيب لما هجرني".حفلات مستمرة
من جانبه، عبّر الموسيقار الفريد جميل، لـ "الجريدة"، عن سعادته بحفلاته المستمرة ولقاءاته المتواصلة مع جمهور مركز اليرموك الثقافي ودار الآثار الإسلامية، مؤكدا أن الحفل لم يقل نجاحا أو حضورا عن حفلاته السابقة بالمركز الذي يعتز به كثيرا.وأضاف جميل أن الحفل هو الأول له ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 25 بدار الآثار الإسلامية، مقدما الشكر للتنظيم وجميع من شاركوه في الحفل من عازفين مبدعين وأصوات رائعة ألهبت حماسة الجماهير.وعن سر اختياره لعنوان وموضوعات الحفل "شرق السويس"، كشف أنه أراد أن يقدم نوعا جديدا من الأعمال التراثية المصرية التي تستحق الانتشار وامتاع محبي الموسيقى والجمهور صاحب الذوق الفني الرفيع، وبالفعل استوعب الجمهور المتذوق الحفل وحقق نجاحا كبيرا.تجربة الغناء
وعن مشاركته بالغناء لأول مرة في مشواره الفني، قال إنه أرد أن يقدم صورة مختلفة وعرضاً فنياً مميزاً بالتعاون مع المطربة الأردنية ليندا حجازي، إذ شاركها الغناء في مقطوعة من ألحانه بعنوان "أكابيلا"، وهي خالية من الكلمات، إذ قدما معاً أصواتاً موسيقية كالتي تعزفها الآلات، ولكن بصوت بشري يتحدث لغة تتكون فقط من 7 حروف، على حد تعبيره.وأشار إلى أن اعتماده على صنع توليفة صوتية مختلفة ومتناغمة في الوقت ذاته بأن جمع بين صوت مصري وآخر كويتي وثالث نسائي أردني، جميعهم اتفقوا على الإحساس العالي بما قدموه من أغنيات وحماس شديد لتقديم ليلة فنية مميزة ومختلفة لأول مرة بمركز اليرموك الثقافي، مؤكدا أن مصر بها من الألوان الفنية والموسيقية الكثير الذي يستحق تسليط الضوء والانتشار حول العالم.وشارك بالعزف مجموعة من العازفين المحترفين بقيادة المايسترو الفريد جميل على آلة الكمان ود. أيمن الأبيض على الناي، ومهاب عطالله على البيانو، وحمص الأرتيست على الإيقاع، وغيرهم من العازفين.