لبنان: عون و«حزب الله» يكلّفان دياب رئاسة الحكومة

● تشكيك بـ «ميثاقية» الاستشارات بعد امتناع أقطاب السُّنة و«المستقبل» عن التسمية
● 69 صوتاً لخليفة الحريري و43 «لا تسمية» و13 لـسلام... والشارع يغلي

نشر في 20-12-2019
آخر تحديث 20-12-2019 | 00:05
تجاوز حزب الله والتيار الوطني الحُر الذي أسسه الرئيس ميشال عون، ويتزعمه جبران باسيل، «عُقدة» سعد الحريري، وأقدما على تسمية الوزير السابق حسان دياب تشكيل حكومة جديدة، في خطوة لاقت تشكيكاً بميثاقيتها، لأن دياب لم يحصل على غطاء سنّي، بينما تتجه الأنظار إلى تصعيد كبير قد يشهده الشارع.
خرج "الدخان الأبيض" من قصر بعبدا، مساء أمس الأول، ليعلن الاتفاق بين تكتل "لبنان القوي" و"حزب الله" وحركة "أمل" على الوزير السابق حسان دياب رئيسا مكلفا لتأليف الحكومة الجديدة، بعد إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عزوفه عن المهمة، في ظل حصار عليه، ورفض لشرطه الأساس بحكومة تكنوقراط تكون مؤهلة للقيام بعملية إنقاذ وترضي الشارع المنتفض.

وتداعى النواب، أمس، إلى القصر الجمهوري للمشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، في ظل انقسام سياسي حاد يشهده لبنان، إذ عادت الاصطفافات التي ذكّرت بـ 8 و14 "آذار"، وبالتالي بين مرشحين اثنين؛ الأول للممانعة وهو الوزير دياب، والثاني السفير نواف سلام، الذي يُعتبر محايداً.

ويأتي تكليف دياب ليزيد المشهد السياسي اللبناني تعقيدا مع رفع الغطاء السنّي، أمس، علنا، عن أي مرشح غير الرئيس الحريري رئيساً للحكومة الجديدة، فبعد خروج الحريري من قصر بعبدا من دون إدلاء بأي تصريح، مكتفياً بالقول: "الله يوفق الجميع، ومبروك صارت التسمية"، خرج رئيسا الحكومة السابقين نجيب ميقاتي (كتلة "الوسط") وتمام سلام من دون تسمية أحد أيضاً.

ولاقى طرح اسم دياب رفضا قاطعا من الشارع المنتفض، إذ اعتبر "الحراك" أن دياب سيكون على رأس حكومة مواجهة تتشكل من قبل فريق "8 آذار"، في وقت أن المطلب كان تشكيل حكومة من الاختصاصيين. وتتوجه الأنظار إلى ردّة فعل "الحراك" بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى قطع الطرقات والتظاهر رداً على تسمية دياب.

وبدأت الاستشارات عند الساعة العاشرة والنصف صباح أمس، وانتهت في الساعة الخامسة والربع من بعد الظهر. ووصل الرئيس الحريري إلى قصر بعبدا للمشاركة في الاستشارات، بعد اجتماع صباحي بكتلة "المستقبل"، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون. وبدا الحريري مبتسماً لحظة دخوله. وغادر قصر بعبدا مكتفيا بالقول "الله يوفق الجميع".

وأعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر، باسم الكتلة، أنّ "تيار المستقبل لم يسمّ أحداً، لأننا كنا نريد حكومة اختصاصيين". وكان لافتا غياب رئيسة الكتلة النائبة بهية الحريري عن الاستشارات.

وأعلن رئيس كتلة كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب محمد رعد، باسم الكتلة، أنّ "حزب الله سمّى دياب لترؤس الحكومة المقبلة، وقال: "نأمل في حال سمّته الأكثرية أن يوفّق في مهامه الوطنية".

كما أعلن رئيس "اللقاء الديمقراطي"، النائب تيمور جنبلاط، أن "اللقاء سمّى السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة". وقال: "كل من يكّلف نتمنى له التوفيق في مهامه". بدوره، قال النائب فريد هيكل الخازن، باسم كتلة "التكتل الوطني": "كان رأينا من الأساس أن يترأس الحكومة سعد الحريري، أو من يسميه للاعتبارات الوطنية، وبعد انسحاب الحريري لدينا كتكتّل وطني قناعة بأن البلد لا يمكن أن يستمر من دون حكومة في هذا الظرف العصيب، لذلك ارتأينا أن نختار شخصية نظيفة الكف وتكنوقراطية، وهو حسّان دياب".

وغاب عن الكتلة النائب طوني فرنجية بداعي السفر. ولفت النائب أسعد حردان، باسم كتلة "القومي الاجتماعي"، إلى أنّ "الكتلة سمّت دياب، متمنيا له التوفيق في تشكيل الحكومة".

وقال: "نحن من دعاة تحصين السّلم الأهلي وتعزيز الوحدة الوطنية، محاولين كل جهدنا ومطالبين القوى السياسية بتخفيف المواقف المتشنجة في البلد".

"الكتائب"

وأعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية"، النائب سامي الجميّل، أن "كتلة الكتائب سمّت السفير نواف سلام". وقال: "الشعب يطمح إلى حكومة حيادية ورئيس حكومة ينقلنا إلى مرحلة جديدة. التزمنا بهذا المطلب ونحذّر من العودة إلى منطق الاصطفاف السياسي". كما أعلن النائب فيصل كرامي باسم "اللقاء التشاوري"( الوليد سكرية، وجهاد الصمد، وعدنان طرابلسي وعبدالرحيم مراد) تسمية دياب.

"القوات"

من جهته، أعلن نائب رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان أنّ كتلة "الجمهورية القوية لم تسمّ أحداً"، وقال: "بعد 60 يوما ما زال البعض يبحث عن طرق لتقاسم الحصص، ونقول إن لم تتغير الذهنية وطريقة التعاطي مع الواقع لن نتمكّن من المضي قُدما وسيغرق البلد أكثر". وأعلن النائب فؤاد مخزومي أنّه لن يسميَ أحداً. كما سمّى النائب جميل السيّد دياب لرئاسة الحكومة. وسمت كتل "لبنان القوي" و"التنمية والتحرير" و"ضمانة الجبل" دياب.

وسمى تكتّل التحرير والتنمية الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب نبيه بري دياب، وكذلك فعل تكتل "لبنان القوي" بزعامة جبران باسيل، لتقفل الاستشارات على ٦٩ صوتا لدياب و٤٣ صوتا "لا تسمية" و١٣ لنواف سلام، وصوت واحد لحليمة قعقور .

«الحزب» يكسر قاعدته

سجّلت الاستشارات سابقة لافتة، تمثّلت بكسر «حزب الله» قاعدة تعاطيه مع استحقاق تكليف رئيس للحكومة بتسميته للمرّة الثانية شخصاً لتشكيل الحكومة هو حسان دياب، بعد الأولى في عام 2011، عندما سمّى الرئيس نجيب ميقاتي، بعدما كان يُحجم عن التسمية ويودع أصواته لدى رئيس الجمهورية خلال السنوات الماضية.

من هو رئيس الحكومة المكلف الجديد؟

وزير التربية وزير التعليم العالي اللبناني في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011. انضم إلى الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) سنة 1985، وهو أستاذ مادة الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات في كلية الهندسة والعمارة. لديه أكثر من 130 منشوراً في مجلات علمية دولية ومؤتمرات.

شغل منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة، والرئيس المؤسس خلال 2004-2006 في جامعة ظفار بمسقط عمان.

في أكتوبر من عام 2006، عيّن في منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية في الجامعة الأميركية. دياب من مواليد بيروت 1 يونيو 1959. متزوج من نوار رضوان المولوي، وله ثلاثة أولاد، بنت وولدان.

يحمل شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الاتصالات، وماجستير بامتياز في هندسة نظم الكمبيوتر، والدكتوراه في هندسة الكمبيوتر منذ عام 1985.

back to top