بدلا من اهتمامات التسوق التي عرفت عن «ساحة الصفاة»، كسر الفنانان التشكيليان فاضل العبار وكامل الفرس، الروتين المعتاد للساحة، وعرضا لوحاتهما الفنية من خلال فكرة جالت في ذهنيهما، وتحققت من خلال إقامتهما معرضا فنيا جميلا شدّ الأنظار، ونال استحسان الجمهور الذي اعتاد أجواء التسوق في «ساحة الصفاة».

لوحات فنية أبهرت رواد الساحة أبدعت في التعبير، لتداعب ذائقة الجمهور فيما تقدمه من فن، وبعيدا عن أجواء الغاليريهات التي تنظّم المعارض التشكيلية، ورغم صعوبة إجراءات الحصول على رخصة الموافقة من الجهات المختصة، فإن الفنانين نجحا وتمكنا من تحقيق فكرتهما.

Ad

وبهذه المناسبة، تحدث العبار عن الرحلة التي قام بها من أجل أخذ الموافقة على إقامة المعرض فقال: «حينما فكرنا في إقامة معرضنا في أحد الأسواق المشهورة في الكويت، كي نكون على احتكاك مباشر مع الجمهور، ذهبنا إلى البلدية للحصول على رخصة بالموافقة على إقامة المعرض، وشرحنا لهم الفكرة في أن كل فنان منّا يحصل على زاوية يعرض فيها أعماله الفنية، وبعد بحث طويل قالوا لنا إن المسؤول عن ذلك إدارة المرافق العامة، وبعد إجراءات كثيرة، تمت الموافقة على أن نعرض أعمالنا في ساحة الصفاة، نظرا إلى أن هناك من يعرض منتجاته المختلفة، وبالفعل حظينا بمساحة لعرض أعمالنا التشكيلية من مساء الأربعاء حتى مساء الجمعة، وقد يمتد إلى السبت من كل أسبوع».

إعجاب

وبيّن العبار أن الجمهور استقبل الفكرة وأشاد بها، ونالت الأعمال على الإعجاب والحفاوة والترحيب، واقتنى الجمهور الأعمال، مما شكلت لنا حافزا على الاستمرار، وأيضا دعوة الزملاء لمشاركة في هذا المشروع، والذي يبيّن أهمية الفن التشكيلي.

ورش عمل

ومن وجهة نظره، يرى العبار أن إقامة ورش عمل مصاحبة للمعرض بحاجة إلى استعدادات، مثل توفير الطاولات والكراسي والأدوات، إضافة إلى المساحة المخصصة للمعرض لا تستوعب ذلك، ومن ثم فإن التفكير في ذلك يحتاج إلى دراسة. وتابع العبار حديثه بأن كثيرا من الهواة أتوا إلى المعرض للاستفادة من الأفكار المطروحة، لافتا إلى أنه وزميله فرس يقدّمان النصيحة بكل رحابة صدر ويحددان لهم الطرق الناجحة لأي لوحة يرغبون برسمها. وعن نوعية اللوحات التي قدّمها في المعرض ذكر أنه قدّم لوحات تأثيرية عن سوق المباركية، وعن الكويت القديمة ولوحات أخرى ذات أسلوب تجريدي.

البيئة الكويتية

من ناحيته، قال كامل الفرس إنه يركز في رسمه على البيئة الكويتية من منظور واقعي يغلب عليه الأسلوب التأثيري، مع اختياره مواضيع تتعلق بالأغاني الكويتية القديمة، ورصد حركات المؤدين لها من مطربين وعازفين على الآلات الموسيقية المتنوعة، وأيضا رصد بعض المظاهر التي تتميز بها الكويت قديما، لافتا إلى أنه يسعى من وراء ذلك إلى تأصيل المفاهيم القديمة في ذهن ووجدان الأجيال، وكذلك إعادة ذكريات الزمن الجميل، بكل ما يشتمله من معان. وتابع فرس حديثه «نحن مجموعة من الفنانين المتجولين، أول من أخرجنا الفن التشكيلي من مفهوم الغرف المغلقة حتى يراها الجمهور، وتسعد الألوان نظرهم في ظاهرة ثقافية نادرة على أرض الوطن».

كويت جميلة

وبيّن الفرس أن الساحات العامة غالبا ما تكون خاوية وتفتقر إلى الجماليات، لذا كانت رؤيتنا الفنية بأن نضيف إليها إبداعاتنا اللونية المختلفة، لكي تتزين بالجمال الحسي والفني، وهذا جزء من فلسفتنا في مجاراة شعار «كويت جميلة» والمساهمة في تأكيد مفاهيم فنية في الواجدان العام، حيث إن الفنون التشكيلية لها دور مهم وملموس في رقي وتحضّر أي مجتمع».