هيل يفاجئ اللبنانيين ويتجاهل «حزب الله» والعقوبات
خلال الساعات الماضية في لبنان، اقتحم أكثر من عنصر المشهد السياسي، من أبرزها الموقف الأميركي النوعي إزاء تشكيل الحكومة، الذي تخطى بأهميته تكليف حسان دياب تأليفها وجولته البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين، واستقباله الكتل النيابية، وكلامه عن حكومة اختصاصيين مستقلين، إلى جانب الانتفاضة السنّية في الشارع ضد خطف قراره بتسمية ممثله الأول في السلطة. وخلافاً للتوقعات بشأن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل، وما استبقها من تكهنات وتسريبات عن كلام حاد سيبلغه للمسؤولين اللبنانيين، فإن الضيف الأميركي قال كلاماً هادئاً مكرراً في أكثر من مقرٍّ زاره، بأنه «لا دور للولايات المتحدة في تحديد مهام رئيس الوزراء أو توزيع الحقائب في الحكومة»، غير أن الأهم، على الأرجح، ما قاله بأن بلاده «تريد للبنان وشعبه، كل شعبه، النجاح، وسوف نستمر شريكًا ملتزماً في هذا الجهد».
وتكمن أهمية الموقف الأميركي في مجموعة الرسائل «التهدوية» التي حملها، لاسيما لـ«حزب الله»، فواشنطن صوبت بوصلتها لبنانياً في هذه المرحلة على التزام الحكومة بإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن، مع دعوتها إلى ترك المصالح الحزبية جانباً، إذ لم يأت هيل إلى أي ذكر للحزب أو العقوبات المتصاعدة عليه. وكان لافتاً أمس لقاء هيل بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في منزله، حيث أولم على شرفه، وقالت مصادر متابعة لـ«الجريدة»، أمس، إن «اللقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات وسادته أجواء إيجابية جداً». كما التقى هيل رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي قال بعد اللقاء: «قبل أن تتشكل الحكومة ونعرف أشخاصها ومدى قدرتهم على إنقاذ الوضع، لن نبحث في منح الثقة».