عقد مجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) اجتماعه الثالث بعد المئة في الكويت، أمس، برئاسة وزير النفط في مملكة البحرين الشيخ محمد آل خليفة، ووافق أعضاء المنظمة على تعيين علي بن سبت، أميناً عاماً للمنظمة مدة 3 سنوات اعتباراً من أول مارس 2020.

وتوقّع وزير النفط وزير الكهرباء والماء، د. خالد الفاضل، أن تعود الأمور إلى طبيعتها فيما يخص المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية بنهاية 2019، حيث إن الأمور تتم دراستها بين الدولتين، وهناك شبه اتفاق بين البلدين، وهو محور اهتمام السعودية والكويت، وسيتم الإفصاح عنه في القريب العاجل فور الاتفاق عليه.

Ad

وبيّن الفاضل، في تصريحات، أن أسعار النفط مستقرة حاليا، والدراسات تفيد استمرار استقرارها في النصف الأول من 2020، مشيرا الى أن قرار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بتعميق خفض الإنتاج، اعتبارا من يناير المقبل بنحو 500 ألف برميل يوميا، ستكون له انعكاسات جيدة على الأسعار، وهناك بوادر جيدة للتعاون الأميركي - الصيني فيما يخص العلاقات التجارية بين البلدين ستنعكس على الأسعار.

وذكر أن أسعار النفط عادة ما تشهد انخفاضا في الريع الأول من العام، لكن الدراسات تفيد بأن هناك استقرارا في أسعار النفط وتطلعات جيدة بالاستقرار حتى الربع الثاني من العام.

تقرير تحليلي

وفي سؤال حول التقرير الذي نشرته الـ "فايننشال تايمز" بأن هناك دولا خليجية ستخفض أسعار النفط أثناء الانتخابات الأميركية، ذكر الفاضل أن هذا التقرير تحليلي قائلا: "لا أرى أن يكون هناك دور لأي دولة في تخفيض أو رفع أسعار النفط، لاسيما أن الأسعار مرتبطة بسياسة العرض والطلب على السوق النفطية".

وحول استيراد الغاز من العراق، قال الفاضل إن الاتفاق في مرحلته الأولى من خلال توقيع العقد مع الاستشاري ، ويتم حاليا عقد دراسات سيتم تسليمها الى الكويت والعراق لدراستها وتنفيذها على أرض الواقع.

وقد أكد الفاضل، في كلمته خلال الاجتماع، أن الطاقة الأحفورية ستبقى محور الاهتمام العالمي، إذ ستشكل نحو 75 بالمئة من مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2035، وفقا لتوقعات منظمة "أوبك".

وشدد الوزير، خلال كلمته اليوم في الاجتماع الـ 103 لـ "أوابك"، على أهمية استمرار الجهود المشتركة لضمان استقرار أسواق النفط خلال الفترة القادمة.

وأشاد بالدور الذي تؤديه "أوابك" في تعزيز التعاون العربي في مختلف مجالات الطاقة وضمان التقدم والازدهار لدول وشعوب المنظمة.

وأفاد بأن الاجتماع الـ 103 للمنظمة يأتي في ظل العديد من التطورات العالمية التي تشهدها صناعة النفط والغاز، والتي كان آخرها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ المنعقد في مدريد أخيرا.

لقاءات دولية مهمة

وذكر الفاضل أن الاجتماع يعقد في أعقاب لقاءات دولية مهمة مثل الاجتماع الوزاري لـ "أوبك" الذي عقد أخيرا في مدينة فيينا، وتم فيه الاتفاق على زيادة مستوى الخفض لإنتاج النفط بنحو 500 ألف برميل يوميا بداية من يناير المقبل.

وشدد الشيخ محمد آل خليفة على أهمية التعاون بين الدول الأعضاء بما يحقق أهداف المنظمة في مختلف أوجه النشاطات المتعلقة بالصناعة البترولية، لما في ذلك مصلحتها وتطلعات شعوبها.

وأكد أنه تم مناقشة وإقرار المواضيع المدرجة، حيث تمت المصادقة على محضر الاجتماع الثاني بعد المئة لمجلس وزراء المنظمة الذي عُقد على مستوى المندوبين في الكويت بتاريخ 27 أبريل 2019 واطلع على نتيجة تحكيم الجائزة العلمية لـ "أوابك" لعام 2018 وموضوعها "البحوث الاقتصادية ذات العلاقة بالجوانب المختلفة للبترول والطاقة، ومن ضمنها الامدادات والاستهلاك والأسعار".

وأوضح أن الاجتماع قرر حجب الجائزة الأولى، في حين تم منح الجائزة الثانية وقدرها 5 آلاف دينار للبحث المعنون "أثر أسعار النفط على العلاقة بين التنويع الاقتصادي والنمو الاقتصادي: دراسة تطبيقية في الدول الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول"، والتي أعدتها أمينة محمد علي، من مملكة البحرين.

10 دراسات فنية

وأشار الى أنه تم اعتماد مشروع الميزانية التقديرية للمنظمة (الأمانة العامة والهيئة القضائية) لعام 2020، وتعيين مكتب البسام وشركاه مدققا لحسابات المنظمة (الأمانة العامة والهيئة القضائية) لعام 2020، وقرر تكليف المكتب التنفيذي بتقديم خطة لتفعيل وتطوير دور المنظمة تعرض على اجتماع مجلس الوزراء، وتقديم الأمانة العامة الدعم المطلوب للمكتب التنفيذي للقيام بمهامه خلال عام 2020، في حين تم تمديد الفترة التي عهد خلالها للعراق بالإشراف على معهد النفط العربي للتدريب لمدة سنتين اعتبارا من 1 يناير 2020.

وذكر آل خليفة أن الاجتماع اطلع على تقارير نشاط الأمانة العامة للمنظمة في الدراسات التي أنجزتها الأمانة العامة خلال عام 2019، حيث تم إنجاز 10 دراسات فنية واقتصادية حول النفط والطاقة، واطلع على تقرير الأمانة العامة للمنظمة حول "الأوضاع البترولية العالمية" ومتابعة شؤون البيئة وتغيّر المناخ، والتي من أهمها مخرجات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ (COP-25)، الذي عُقد في مدينة مدريد بإسبانيا، خلال الفترة من 2 إلى 13 الجاري، إضافة إلى سير العمل في بنك المعلومات وتطوير نشاطاته والفعاليات التي نظمتها والتي شاركت فيها الأمانة العامة خلال النصف الثاني من عام 2019، وقد بلغت 23 فعالية.

كما اطلع الاجتماع على التقرير السنوي الذي استعرض نشاط الشركات العربية المنبثقة عن المنظمة خلال عام 2018 والنصف الأول من عام 2019، وأحيط علما بنتائج الاجتماع التنسيقي السنوي الثامن والأربعين لتلك الشركات الذي عُقد بالقاهرة بتاريخ 28 أكتوبر 2018 وجاء فيها "الاستمرار في التنسيق والتعاون بين هذه الشركات في المجالات المتعلقة بنشاطاتها".

وستتولى الجزائر رئاسة الدورة القادمة لمجلس الوزراء والمكتب التنفيذي للمنظمة، وذلك مدة عام اعتبارا من أول يناير المقبل.