2019 ارحل!!! **
مع العد التنازلي لـ2020 لا يمكن لنا إلا أن نبحث عن مساحة للفرح، نفتح شبابيك الأمل، نغازل الحمامة الجالسة عند شرفتنا، ونسقي العصافير قطرة ماء لتغرد مع اليوم الأول من العام القادم علها تسكت نعيقهم وأصواتهم المقززة.
![خولة مطر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/982_1671286347.jpg)
تسأل تلك المذيعة ذاك الوجه الحسن والثقافة الضحلة ما الهدية التي ستسعدكم في العام القادم، يرد عليها المارة: نحن لا نتهادى في أعياد الميلاد، ولا حتى في السنة الهجرية، فهذه "بدعة وكل بدعة ضلالة"! ولكن ومع العد التنازلي لـ2020 لا يمكن لنا إلا أن نبحث عن مساحة للفرح، نفتح شبابيك الأمل، نغازل الحمامة الجالسة عند شرفتنا، ونسقي العصافير قطرة ماء لتغرد مع اليوم الأول من العام القادم علها تسكت نعيقهم وأصواتهم المقززة، البعض توقف منذ مدة عن تقديم الكتب كهدايا فهي بضاعة غير استهلاكية، ونحن شعوب لا تقرأ بل تكتفي بتصفح مواقع الشبكات الاجتماعية، تتابع بشغف ما يبثه الجميع من أخبارهم الشخصية جدا على الإنستغرام، من السخرية أن بعض دولنا ما زالت تمنع وتصادر الكتب في حين تترك المواقع الإباحية والتافهة مفتوحة على مصراعيها، ربما لتكريس الجهل حتى بين المتعلمين منا؟ أم هي مجرد مصادفة، يقف ذاك المسمى المسؤول عن مواقع التواصل الاجتماعي يراقب النيات لا الكلمات، يصدر أوامره فيحضر ذاك المسكين الذي يحاول أن يكرس ثقافة أن وسائل التواصل هي لنشر المعرفة، وربما بعض الأخبار التي تهم كل مواطن، يستدعى كما تجار المخدرات، ربما حتى أولئك لا يستدعون إلى مراكز المخابرات والأجهزة الأمنية بل هم يسكنون الفلل الفاخرة ويرفعون رؤوسهم بين الناس وكأنهم قد اخترعوا الذرّة. إذاً أصبحت الكتب أخطر من الترامادول، ويعد من يدخل كتابا في سفرياته إلى عواصم الثقافة، خارجاً عن القانون ومجرماً، هو عام جديد، لا أحلام إلا تلك التي تبدأ صغيرة وتنتهي أصغر وأصغر، لا طموح إلا أن تضحك مكتباتنا فتواجه ذاك الجهل المكرس ببعض من المعرفة والنور، لا تحبسوهم في ظلمات كلماتكم النابية وتسفيراتكم وأخباركم المنتشرة من قبل جيوشكم الإلكترونية، افتحوا لهم مساحة، اتركوا الكتب لتنقلهم إلى عوالم لم يعرفوها ومدن من نور.** تم ذكر العام بالتذكير بدلا من التأنيث ليس من باب الخطأ بل مع سبق الإصرار والترصد فلم أستخدم سنة 2019 لأنهم أدمنوا إسقاطات التأنيث على العواصف والظواهر الطبيعية الكارثية!** ينشر بالتزامن مع «الشروق» المصرية
الكتب أصبحت أخطر من الترامادول ويعد من يدخل كتابا في سفرياته إلى عواصم الثقافة خارجاً عن القانون ومجرماً
لا طموح إلا أن تضحك مكتباتنا فتواجه ذاك الجهل المكرس ببعض من المعرفة والنور
لا طموح إلا أن تضحك مكتباتنا فتواجه ذاك الجهل المكرس ببعض من المعرفة والنور