أقامت "منصة تكوين" للكتابة الإبداعية، في مقرها بمجمع "لايف سنتر" بالشويخ، مناقشة مع الروائي عبدالله البصيص لروايته "قاف قاتل سين سعيد"، وأدار الحوار الشاعر محمد العتابي، وحضرها جمع كبير من المثقفين.

وتحدث البصيص عن سعيد جونكر، وكيف تمكّن من كتابته وقال "اعتمدت على عاملين أساسين؛ أولهما المخيلة، أما العامل الثاني فهو على مدى مواصلتنا الحياة نفسها، وعندما كنت صغيرا أعتبر نفسي رجل ميدان أنزل الشارع وأتعرّف إلى الصبية، وأختلط معهم، فلذلك يسهل عليّ أن أركّب شخصية سعيد على سبيل المثال، فقد قمت بتركيبها من أكثر من 3 شخصيات مع بعضهم البعض، باستخدام المخيلة، واستطعت أن أربط بين 3 شخصيات حقيقية".

Ad

وأضاف: "كل أفكارنا الإبداعية ناتجة عن عامل الازدواج والاختلاط أكثر من فكرة واحدة باستخدام المخيلة، وهذه هي شخصية سعيد".

التجربة الشخصية

وعند سؤاله من قبل العتابي عن شخصية عادل وماجد، وكيفية توصيف هذه العلاقة المختلفة أجاب البصيص: "الفكرة أن ماجد تأثر بعمّه، وكان يعتقد أن الكتابة توصل للحقيقة، لكن عمّه لم يكن يأخذ الكتابة على أنها توصل إلى الحقيقة، إذ كان يأخذها على أنها تغيّر الحقيقة نفسها، أو تلبيس شيء آخر عن الحقيقة".

وأوضح أن مسألة الكلمات وشكل الكلمة هي مسألة يفكر فيها كثيرا، وماذا تفعل الكلمة في المخيلة، وعلاقة الصورة بالكلمة، هذه المسألة فكّر فيها طويلا، وأفضل ما قرأ فيها المجال في كتاب العقاد، وسيد قطب، مشيرا الى أن الخلاف بينهم بني على أساس ذلك.

وتابع البصيص: "بشكل عام دائما المساحات غير المطروحة في الرواية هي مساحات مغرية وخصبة، ولما دخلت وكتبت عنهم، وجدت أن لديّ أشياء كثيرة أقدر أن أتكلم عنها، كأني داخل مغارة علي بابا، وأنا كتبت بيئتي التي نشأت وهي منطقة الفردوس، وثقافتي، فكان من السهل أن أشكّل ذلك الخليط، وأنا أكتب العمل استرجعت ذكرياتي السابقة.

الشعور بالنقص

ويتابع البصيص "من وجهة نظري المحرك الرئيسي للكمال هو الشعور بالنقص، قيمة الإنسان دائما أن يشعر بأن هناك شيئا ناقصا ويريد أن يكمله، فدائما الإنسان يشعر بنقص في قيمته، لذلك يحاول أن يكملها بإنجازاته وأعماله.

وتطرق للحديث عن الفرق بين الرواية والحكاية، قائلا: الحكاية هي قصة، أما الرواية فهي كيف تقول القصة في "قاف قاتل"، في قصة عادية تطرأ على السطح فهد وقصته، ولكن هناك مستوى ثانيا تحت القصة، ومن وجهة نظري الحكاية وحدها غير قابلة على أنها تميّز كل هذه التقاطعات وكل هذه الخصائص، لا بد من الرواية نفسها".

وعن أهمية اطلاع الروائي حتى يشكّل عمقا في روايته يقول البصيص: "القراءة لكتاب مطلوبة ولضرورة، كاتب لا يقرأ، مستحيل أن يخرج منه شيء عميق وذا قيمة، ذلك أن القراءة هي مادة الكتابة، والقارئ الممتاز هي كاتب جيد، والقارئ الممتاز هو كاتب ممتاز، لذلك القراءة هي حجر أساس في الكتابة".

وذكر البصيص رأيه في "البوكر" قائلا: "البوكر ليست مقياس نجاح أي رواية، والجوائز أيضا ليست مقياس نجاح، مقياس نجاح الرواية أنها على سبيل المثال تؤثر في القراء أو لا، أو أنها تثبت خلال الزمن، لكنّ الجائزة إن جاءت فأهلا وسهلا، وإذا لم تأت فتبقى جائزة في النهاية، ولا تكون هدفا ولا مقياسا".

ويبين أن يكتب رواياته من تجارب شخصية مرّ بها، لذلك ينطلق منها بكل سهولة، وأن حجم الرواية ليس به أي جانب فني، فعندما كتب تولستوي روايته الحرب والسلام كانت عبارة عن 4 مجلدات". وعن عوامل الجذب في الرواية يوضح البصيص أنها ليست مقتصرة على الزمن، فهناك الشخصيات.

المداخلات

قالت الأديبة ليلى العثمان "أنا سعيدة جدا أني أحضر ندوة يتكلم فيها عبدالله البصيص، الحقيقة البصيص من الأسماء التي لفتت نظري من الشباب الذين يملكون موهبة حقيقية، وعند قراءة رواياته أحسست بذهول، وشجعت أصدقائي في الخارج لقراءة أعماله".