لبنان: حكومة دياب شبه جاهزة رغم منح نفسه 6 أسابيع لتشكيلها
انطلق قطار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، أمس، على وقع تجدّد دعوات مجموعات الحراك الشعبي في بيروت والمناطق للنزول إلى الساحات، رفضاً لتكليف الرئيس حسان دياب تأليف الحكومة، واحتجاجا على اختيار شخص آخر من السلطة نفسها، بينما يتظاهر البعض احتجاجاً على تكليف شخصية لم تنل قبولا سنيّا. واعتبر دياب، أمس، أن "لبنان في العناية الفائقة ويحتاج الى كل جهد ممكن من القوى السياسية والحراك الشعبي". وأضاف: "بدأنا الحوار مع الحراك ومهلة تشكيل الحكومة ستتراوح بين 4 و6 أسابيع". وتابع: "بحثت مع السيد رئيس مجلس النواب نبيه بري ماهية الحكومة والعدد وتوزيع الحقائب، وأكدت برنامجها لمحاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي، على أن يكون تشكيلها مناسبة للمّ الشمل، وبالتالي تمثيل جميع الشرائح البرلمانية من الحراك والمستقبل والقوات والاشتراكي".وختم: "نحن بحاجة إلى حكومة مستقلين واختصاصيين، وهدفي أن نشكل حكومة مصغرة من نحو 20 وزيرا". وقالت مصادر سياسية متابعة إن "عملية تأليف الحكومة ستكون أسرع ممّا يروج له الرئيس دياب، الذي يوحي أنّ التأليف يحتاج إلى أربعة أو ستة أسابيع". وأشارت المصادر إلى أنّ "التشكيلة جاهزة منذ ما قبل التكليف، وهي ستبصر النور بعد جولة مشاورات شكلية يجريها دياب، وكل ما أراده من التسويق لمهلة الشهر هو إحداث صدمة إيجابية بأنّه استطاع تأليف الحكومة أسرع من المتوقع، ليوحي أنه أتمّ أوّل إنجاز".
وتم توقيف الباصات التي تقل عددا من الطرابلسيين المتوجهين الى ساحة الشهداء للمشاركة في التظاهرة عند حاجز المدفون لوقت طويل، لأن الجيش اللبناني عمل على تفتيش الباصات، وطلب هويات الركاب والتدقيق بها، وبفعل عددهم الكبير حصل نوع من التدافع والتلاسن الكلامي. وتعليقا غرد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل عبر "تويتر"، أمس، قائلا: "بعد جدران الفصل في بيروت حاجز المنع في المدفون وين بعدكن عايشين؟ اتركوا الحرية للناس بالتعبير!"إلى ذلك، ناشد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جميع القوى السِّياسيَّة التعاون مع رئيس الحكومة المكلّف وتسهيل التَّأليف. وقال خلال عظة الأحد أمس: "هذه الحكومة هي حكومة طوارئ إنقاذيَّة، على مستوى الاقتصاد والاجتماع والاصلاحات في الهيكليَّات والقطاعات، وإيقاف تفاقم الدَّين العامّ وتنامي العجز".في موازاة ذلك، لفت عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله في تصريح، أمس، إلى أنه "جرت العادة أن نسمع تعليقات وتساؤلات وتهجمات على زيارة أي مسؤول دولي وخاصة أميركي، من قبل العديد من القوى السياسية وبعض السياسيين والإعلاميين، لكن يبدو أن زيارة الموفد الأميركي دايفد هيل، ستكون استثناء، لأسباب ستنكشف عاجلا أم آجلا".كما شدد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي، أمس، على "أننا سعينا كل الفترة الماضية أن يكون ممثلي لكل الطوائف في الحكومة التي ستشكل والتي نعول عليها خيرا، لما لتشكيل الحكومة من إيجابيات على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، ولنخرج لبنان من فراغ وقع فيه بحكومة استقالت، وأصبح لبنان مكشوف الغطاء السياسي في ظل حصار اقتصادي ومؤامرات خارجية تفرض علينا"، مشيرا الى "أننا أصبحنا أمام خيارين؛ إما أن نشكل حكومة أو الفراغ وتبقي البلد في حالة من الفوضى، وهذا ليس لمصلحة أحد، ولا يمكن مواجهة المؤامرة بفوضى أو بتخلّ عن سلطة وترك مؤسسات الدولة خارج السياق العام وخارج المنظومة السليمة التي يجب أن تسير فيها لمواجهة هذا الحصار".إلى ذلك، أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أمس، أنه "لا يمكن للبلد أن يبقى من دون حكومة، وحصل فرصة حقيقيّة لإنقاذ لبنان من الأسوأ، وتم تكليف دياب، وهذا التكليف يعني فرصة حقيقية للبنانيين جميعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في لبنان، وهذه الفرصة الحقيقية أوجدت مناخات أمل واستعادت الثقة، وهذه الفرصة يجب أن نتمسك بها، ونعمل على إنجاحها، لأن لبنان قادم على فرصة حقيقية بالإنقاذ في حكومة إصلاحية إنقاذية ليست كالحكومات السابقة".