في عملية نوعية، استهدفت إسرائيل ليل الأحد- الاثنين قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني الجنرال علي حاجي زاده أثناء وجوده في ريف دمشق، لكنه نجا بأعجوبة وخسر 3 من مرافقيه، بحسب ما أفادت مصادر من الحرس الثوري لــ "الجريدة".

ونفت وكالة أنباء "فارس" مقتل حاجي زاده خلال الغارات الإسرائيلية، ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن الجنرال "بصحة تامة، والأنباء التي تحدثت عن مقتله محض أكاذيب وشائعة تناقلتها بعض وسائل الإعلام العربية المغرضة، وأعيد نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي عبر فضائيات معارضة".

Ad

وذكر المرصد السوري أن ضربات صاروخية إسرائيلية على الأرجح استهدفت مواقع حكومية وأخرى إيرانية جنوب العاصمة، موضحاً أن أحدها تسبب في مقتل ثلاثة مقاتلين على الأقل من جنسيات غير سورية يرجح أنهم إيرانيون في المنطقة الواقعة بين السيدة زينب وعقربا على طريق مطار دمشق، بينما تمكّنت الدفاعات الجوية من إسقاط صاروخ على الأقلّ قبل أن يصل إلى هدفه.

ووفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا) والتلفزيون الحكومي فإنّ "الصواريخ المعادية قادمة من اتّجاه الأراضي المحتلّة وسقط أحدها بمنطقة عقربا في ريف دمشق".

مساعدة «النصرة»

وفي مستهل زيارته لموسكو، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قيام إسرائيل بإطلاق مجموعة من الصواريخ على مواقع في دمشق، مؤكداً أنها تعمل مع واشنطن وتركيا على عرقلة الجهود للقضاء على جبهة النصرة سابقاً.

وإذ اتهم المعلم تركيا بالانتهاك المستمر لوحدة وسيادة الشمال السوري، اتهم واشنطن بسرقة موارد بلاده الطبيعية، مؤكداً أن قواتها استغلت وجودها في منطقة التنف وأرسلت طائرات مسيرة قصفت منشآت نفطية في فصل الشتاء، الذي تحتاج فيه سورية للغاز والنفط.

وأعلن المعلم عن مساع إلى رفع مستوى التعاون التجاري والاقتصادي مع روسيا إلى مستوى مشابه لمستوى التعاون السياسي والعسكري. وأبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بأن "الرئيس بشار الأسد اتخذ قراراً حازماً بإعطاء الأولوية للشركات الروسية عند العمل في سورية، وذلك بفضل قرار الرئيس فلاديمير بوتين، بوقوف روسيا إلى جانب سورية في الحرب ضد الإرهاب".

معركة إدلب

ورغم وصول وفد تركي لموسكو برئاسة نائب وزير الخارجية سدات أونال لبحث وقف الغارات على إدلب، شدد لافروف أمس على مواصلة مساعدة دمشق بالتصدي للجماعات الإرهابية واستعادة أراضيها كافة وفرض سيادتها عليها وتوفير الظروف لمعالجة جميع القضايا المتعلقة بضمان حقوق المجموعات العرقية والإثنية وإعادة اللاجئين والمهجرين.

وقال لافروف، خلال استقباله المعلم، إن "سورية بدأت مرحلة العودة للحياة الطبيعية وإعادة عمل كل مؤسسات الدولة بشكل كامل وتطوير البنية التحتية واستئناف المشاريع الاقتصادية".

ومع تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للاتحاد الأوروبي من أنه لن يواجه وحده تدفّق موجة جديدة من اللاجئين السوريين، أرسلت فصائل المعارضة الموالية له تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب، التي تشهد معارك عنيفة بينها وبين القوات الحكومية المدعومة بسلاح الجو الروسي.

وكشف مصدر في فصائل ريف حلب عن "توجه دفعة أولى من 1500 مقاتل مع عتادهم الكامل إلى جبهات ريف إدلب الجنوبي الشرقي على أن تتبعها عدة دفعات".

ونفى قيادي في هذه الفصائل التوصل إلى اتفاق لتسليم مدينة معرة النعمان"، في وقت أكدت قاعدة حميميم الروسية أنه" لا نية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وسط تقدم القوات الحكومية في إدلب بدعم جوي روسي".

موجة نزوح

مع اشتداد القتال، أكد إردوغان فرار أكثر من 80 ألفاً من أصل ثلاثة ملايين تكتظّ بهم إدلب باتّجاه الحدود، منبهاً إلى أنّه في حال زاد عدد هؤلاء المهجّرين فإنّ "تركيا لن تتحمّل هذا العبء وحدها، والآثار السلبية لهذا الضغط ستشعر بها جميع الدول الأوروبية، بدءاً من اليونان".

وأشار إردوغان إلى أنّ وفداً تركياً توجّه إلى موسكو أمس لإجراء محادثات في محاولة لوقف الغارات على إدلب، مؤكداً أنه يبذل قصارى جهده للتواصل مع روسيا لإنهاء الهجمات، وأنه سيتخذ خطواته بناء على نتيجة المباحثات.

ووسط أنباء عن مقتل 5 مدنيين في انفجار سيارة مفخخة في بلدة سلوك بالرقة، نفذت 3 مروحيات أميركية فجر أمس عملية إنزال جوي في بلدة ذيبان بدير الزور لدعم قوات أرضية، ضمنها عناصر من سورية الديمقراطية (قسد) داهمت منازل في مناطق اللطوة والسدة والحمد السيد في البلدة من محورين واعتقلت 13 شخصاً على الأقل بتهمة المتاجرة بالسلاح.

الصين وبومبيو

من جهتها، ردت الصين بغضب أمس على اتهام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لها ولروسيا بأن أيديهما "ملطخة بالدماء" لاستخدامهما الفيتو لتعطيل مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لإيصال المساعدات إلى سورية عبر الحدود، متهمة واشنطن بأنها "تسيس القضايا الإنسانية وتتبع ازدواجية معتادة للمعايير".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ: "إننا تصويتنا يتم على أساس الصواب والخطأ، ونرفض بشدة الاتهامات غير المبررة التي وجهها الجانب الأميركي بشأن موقف الصين".