ضمن الموسم الثقافي لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وفي قاعته المستديرة استضافت فعالية "حديث الاثنين"، أمس الأول، الروائي أحمد مراد، الذي قدَّم محاضرة بعنوان "بين الرواية والسينما"، بحضور جمع من الأدباء والمهتمين، وأدارت المحاضرة الروائية بثينة العيسى.استهلت العيسى حديثها بأن مراد "منذ بداية مشواره الأدبي في 2007، كتب عملين في مجال الجريمة السياسية: فيرتيجو، وتراب الماس، حيث تحولت الأولى إلى مسلسل تلفزيوني عام 2012، وتحولت الثانية إلى فيلم سينمائي عام 2018، وفي عام 2012 نشر روايته الأشهر الفيل الأزرق".
وأضافت أن مراد قدم في عام 2014 روايته التاريخية 1919، وتناول فيها حقبة العشرينيات بمصر وقت الاحتلال الإنكليزي، ثم كتب "أرض الإله" ليجرب الكتابة في إطار التشويق في زمن الحضارة المصرية القديمة، وفي عام 2017 أصدر روايته السادسة من أدب الخيال العلمي "موسم صيد الغزلان".
إحساس خاص
بدوره، شكر مراد مركز الشيخ جابر الثقافي على الاستضافة وعبر عن سعادته بزيارة دولة الكويت، مبيناً أن هناك نوعين من الكتابة من وجهة نظره، الأول أن تكون اختياراً لطيفاً للاستمتاع ووضع بعض العبارات على مواقع التواصل الاجتماعي، أما النوع الثاني ففيه تكون الكتابة من فصيلة "أكون أو لا أكون".وأوضح أن زوجته كان لها فضل عليه، فهي التي دفعته للكتابة، حتى بدأ يكتب واستمرت كتابته مدة ست أشهر متواصلة، ولم يكن يعلم أبدا أنه يكتب رواية، لكنه كان يكتبها بإحساس خاص، فجاءت روايته "تراب الماس"، التي نشرها بدار الشروق.وبين أنه بعد تجربة "تراب الماس" كتب في منطقة أخرى، "ذلك أن الناس قاموا بتصنيفي كاتبا يكتب في الجريمة السياسية"، وبعد أن مضى على كتابته في هذا المجال أربع سنوات، بدأ في كتابة "الفيل الأزرق" وأخذت منه سنتين من الأبحاث.وبحس فكاهي، قال مراد إنه بعد تصنيفه كاتبا في الجريمة السياسية،وبعد إطلاق رواية "الفيل الأزرق"، أصبحت "صاحب الفيل"، مبيناً أن هذه الرواية كانت مليئة بالفنتازيا، وعلاقات الحب والرومانسية.موقفه من محفوظ
وعن الهجوم الذي تعرض له مؤخرا، وكان "تريند" على مدى 48 ساعة، بسبب تصريح نسب إليه عن نجيب محفوظ، قال إنه كان في إحدى الندوات يتحدث عن المعالجة الدرامية والتحول من الراوية إلى السينما، وأن التحول حتى يتم يحتاج إلى معالج درامية، وأي رواية في العالم صعب جدا أن تكون سينمائية من دون أن تتعالج دراميا.ولفت إلى أنه إذا كانت الرواية قديمة فإنها تحتاج إلى تحول أكثر لأن الأجيال الجديدة لا تعرف الألفاظ القديمة، "وبعد ذلك وضعت تصريحات صحافية مغلوطة على لساني تقول إن روايات نجيب محفوظ لا تصلح للسينما"، مؤكداً أنه لم يتعرض أبدًا لشخص الأديب الراحل.الخيال العلمي
وعند سؤاله من العيسى عن تجربته الروائية، وأنه كتب في الفنتازيا والخيال العلمي والجريمة السياسية والتاريخ، وأي الأجناس أقرب إليه؟ أجاب بأنه رجع في روايتي "فيرتيجو" و"تراب الماس" إلى الخمسينيات، مشيرا إلى أن التاريخ موجود في رواياته، "والقارئ يحتاج أن يرى شيئا لا يعرفه، فعند التعرض للماضي، وحتى الحاضر، هناك أشياء من الممكن ألا يعرفها القارئ كثيرا، فالمستقبل والتاريخ يحققان نوعاً من التشويق"."I read"
وبعد ذلك، تم عرض فيلم تسجيلـــي قصيــــــر عـــــن مبـــادرة "I read" التي تهدف إلى إعادة إحياء القراءة، عن طريق التواصل مع الأجيال الجديدة وترسيخ أهمية الكتاب، واكتشاف مواهب جديدة في مجال الكتابة الأدبية.وبين مراد أن صاحبة المبادرة هي زوجته شيرين راشد، والتي قالت له إنها ستطلق "هاشتاق" نطلق عليه اسم "iRead " فطالما سمعنا الشباب يردد كلمات مثل (iPad- iPhone)، فلماذا لا يرددون أيضاً (iRead)؟ وتصبح القراءة بمثابة عادة وسلوك، لافتا إلى أن تلك المبادرة تعطي وعيا، وأنه لا يريد لبناته أن يَكنَّ في عالم بدون قراءة. وأكد أن المبادرة أخذت نطاقاً واسعاً ونظمت فعاليات، ومنها فقد تم تنظيم مسابقة للقصة القصيرة لـ 20 كاتبا مصريا، وقمنا بطباعة أعمالهم.المجال السينمائي
وعن دخوله المجال السينمائي، لفت إلى أن ذلك لم يأت بقرار منه، ولكن بقناعة من فريق عمل فيلم "الفيل الأزرق"، مبيناً أن المخرج مروان حامد طلب منه أن يكتب السيناريو.وعن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، أوضح أن الفيلم ليس تلخيصا للرواية، وأن الرواية مبنية على السرد فقط، لكن الفيلم من عقل المخرج وعقل الكاتب وعقل الموسيقار معا، لتنتقل القصة إلى الشاشة في نطاق زمني محدد.وهل تغيرت سينما اليوم، أجاب بأنها تغيرت، وهناك تغيرات وتحولات كبيرة منذ الستينيات والسبعينيات، وتغيرت الرؤى لتواكب السرعة والتكنولوجيا حاليا، كما أن المعايير تغيرت، وهناك بعض الكلمات التي كانت متداولة في الزمن الماضي لا يعرفها الجيل الحالي، "ولابد للكاتب أن يواكب العصر ويخاطب الجيل الحالي بما يفهمه".وأشار إلى ان "فن السينما هو صناعة ايضا، وله حيثيات معينة، كما أن السينما ممكن أن تكون حافزاً لتجديد الرواية".وعن جديده، قال إنه حالياً يوجد فيلم "1919" وسيقوم ببطولته أحمد عز وكريم عبد العزيز، وسوف يعلن عن تفاصيله خلال شهر، بالإضافة إلى الجزء الثالث من "الفيل الأزرق".جوائز أوروبية
أحمد مراد، كاتب ومصور ومصمم غرافيك، من مواليد القاهرة عام 1978، تخرج في مدرسة "ليسيه الحرية"، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للسينما بقسم التصوير السينمائي، تخرج عام 2001، ونال فيلما تَخرُّجه "الهائمون - الثلاث ورقات" جوائز للأفلام القصيرة، في مهرجانات أوروبية في إنكلترا وفرنسا وأوكرانيا، وصدرت له رواية "فيرتيجو" (2007)، وتُرجمت الى الإنكليزية والفرنسية والإيطالية، وتم تحويلها إلى مسلسل عام 2012.صدرت له رواية "تراب الماس" (2010) التي تُرجمت إلى الإيطالية، بالإضافة إلى رواية "الفيل الأزرق" (2012)، التي ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2013، و1919 (2014)، وأرض (2015)، وموسم صيد الغزلان (2017)، ونال جائزة الدولة في التفوق عام 2018.