الجيش السوري يتجه إلى أكبر مدن إدلب

وصل إلى تخوم طريق دمشق ــ حلب الدولي... وحاصر ثاني نقطة تركية

نشر في 25-12-2019
آخر تحديث 25-12-2019 | 00:04
نازحات من إدلب مع أطفالهن في العراء أمس الأول (أ ف ب)
نازحات من إدلب مع أطفالهن في العراء أمس الأول (أ ف ب)
حقق الجيش السوري المزيد من التقدم في المعقل الأخير لفصائل المعارضة بقيادة جبهة النصرة سابقاً في إدلب، وتمكّن من إطباق حصاره على ثاني نقطة للقوات التركية فيها، والوصول إلى طريق دمشق ـــ حلب الدولي.
بدعم جوي روسي تسبب في سقوط المزيد من القتلى، حاصر الجيش السوري نقطة المراقبة التركية في بلدة الصرمان جنوب شرق محافظة إدلب، بعدما حقق تقدماً ميدانياً خلال الأيام القليلة الماضية مكّنه من الاقتراب إلى مسافة 4 كيلومترات من معرة النعمان، ثاني أكبر مدن إدلب، وكيلومتر واحد من الطريق الاستراتيجي الدولي الرابط بين مدينة حلب شمالاً بدمشق.

وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن «القوات الحكومية تمكنت منذ الخميس من السيطرة على 46 منطقة، آخرها بلدتا جرجناز والصرمان يوم الاثنين»، مشيراً إلى أنها باتت بذلك تحاصر نقطة المراقبة التركية في الصرمان، التي تعد الثانية بعد مورك، التي طوقتها في أغسطس الماضي والتي لا تزال القوات التركية موجودة فيها بصفتها الأكبر بين 12 نقطة في المنطقة.

وأكدت وكالة «الأناضول» أن القوات السورية والمجموعات الداعمة لها سيطرت على 26 قرية في منطقة خفض التوتر، وأصبحت على مقربة من نقاط المراقبة التركية بما فيها الواقعة على بعد 15 كيلومتراً شرق معرة النعمان.

تطور الأحداث

وفي حين تحدث المرصد عن هجوم مضاد استعادت المعارضة قرية تل مناس وقرية أخرى مجاورة، أكد أن القصف المستمر منذ أغسطس تسبب مع الاشتباكات بمقتل نحو 300 مدني، بينهم 76 طفلاً، أكثر من 259 عنصراً من الجانبين، إضافة إلى 8 مدنيين على الأقل بينهم خمسة أطفال أمس في غارات روسية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين بقرية جوباس على أطراف سراقب.

ومع تطور الأحداث بإدلب، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأول، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مستجدات الأوضاع، كما أجرى وفد تركي مع المسؤولين الروس في موسكو مباحثات مماثلة لوقف القتال.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن «القلق إزاء المدى الذي ذهبت إليه العملية العسكرية، وما يرد من تقارير بشأن الهجمات على طرق الإجلاء بينما يحاول المدنيون الفرار شمالًا إلى بر الأمان»، مؤكداً أن «التصعيد العسكري أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، وتشريد ما لا يقل عن 80 ألفاً من المدنيين، بينهم 30 ألفاً في الأسبوع الماضي وحده».

وغداة سقوط 8 مدنيين بينهم امرأة وطفل في انفجار سيارة مفخّخة في بلدة سلوك الحدودية الخاضعة لسيطرة قواته، أرجع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تزايد الفوضى إلى استمرار بقاء «وحدات حماية الشعب» الكردية في مناطق غرب وشرق منطقة عملية «نبع السلام».

وفي حين أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى بدء اجتماعات بين مسؤولين روس وأتراك لبحث الوضع في سورية وخصوصاً في إدلب وشرق الفرات، لفت آكار إلى أن الجنود الأتراك يسعون لإعادة الحياة لطبيعتها على الأرض، واحترام وحدة تراب الدول الجارة كافة، متطرقاً إلى الجهود التركية الحثيثة لمنع وقوع كارثة إنسانية في إدلب.

طرطوس وحميميم

وبعيد إعلان قائد قواته في سورية الجنرال يوري بورنيكوف تعرض قاعدة حميميم لهجوم بطائرات مسيرة وإسقاط اثنتين منها دون وقوع ضحايا أو أضرار مادية، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوجود في هذه القاعدة الجوية وفي قاعدة طرطوس البحرية ضمان للسلام والاستقرار في المنطقة.

وفي وقت سابق، وقعت موسكو ودمشق اتفاقية تشمل توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس وتسمح بوجود 11 سفينة حربية، بما في ذلك النووية منها في آن واحد، لمدة 49 عاماً، مع إمكانية التجديد التلقائي لفترات لمدة 25 عاماً.

حشد إيراني

في هذه الأثناء، نشرت قوات الحرس الثوري الإيراني في الآونة الأخيرة طائرات مسيرة (درون) جديدة في مطار T4 العسكري في محافظة حمص، حسب موقع «زمان الوصل» السوري المعارض.

وأشار الموقع إلى أن المسيرات الجديدة ذات أحجام متوسطة أو كبيرة نسبياً يصل طولها وعرضها إلى عدة أمتار وتطلق من خلال عربات عبر قذفها ثم التحكم فيها وهي طائرات تستطيع حمل ذخائر جوية.

وفي ثاني أيام محادثاته في روسيا، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن اجتماعات عقدت في السابق بين الجانبين السوري والتركي، لكنها لم تكن مجدية، متهماً أنقرة باستغلال صمود اتفاقها مع موسكو في منطقة شرق الفرات لتنفيذ سياسة التطهير العرقي.

وإذ أكد المعلم أن زيارة إلى موسكو ليس لها أي علاقة بمعركة إدلب، اتهم أيضاً واشنطن بعرقلة عودة دمشق إلى الجامعة العربية.

المعلم: اجتماعات الأتراك ليست مجدية وواشنطن تعرقل عودتنا للجامعة
back to top