افتتح السفير المغربي جعفر حكيم معرض الفنان التشكيلي خالد البكاي "vertical in"، في غاليري بوشهري بالسالمية، بحضور جمع كبير من الفنانين والمهتمين.ويعد البكاي من الفنانين التشكيليين الذين يبحثون في الحياة عن مواضيع تتعلق بالإنسان، ليس فقط من خلال شكله بل من خلال ما تتميز به روحه من شفافية وتناغم مع محيطه الخارجي، وهذه الرؤية دائماً ما تتكشف في أعماله، من خلال لغة تشكيلية رمزية، يحتفي فيها بالألوان بكل تدرجاتها، مع الاعتناء بالألوان الساخنة كالحمراء مثلاً، إلى جانب اختيار أساليب مغايرة، أسهمت في صناعة خصوصيته الفنية التي تميز بها.
تجربة تشكيلية
بهذه المناسبة، قال مدير قاعة بوشهري يحيى سويلم: "للمغرب رصيد جمالي ليس فقط من تلك الحضارات القديمة التي توافدت عليه بل أيضا من ذلك الوعي الاجتماعي الشعبي من صناعات وفنون يدوية، ومع التقدم الحضاري للمغرب خلال السنين والأيام أفرزت الحركة التشكيلية في العصر الحديث أشكالا جديدة وعطاءات لا حدود لها".وأضاف سويلم: "من البلد الذي قدم لنا الرواد المليحي وشعبة وبلكاهية، وحميدي، وقبلهم الشرقاوي والجيلالي الغرباوي الذين قدموا تجليات للتجريدية في مجموعة أعمالهم، يأتينا اليوم الفنان الشاب خالد البكاي من أبناء الجيل الجديد، ليشترك معهم في هدف تحرير الوعي بالمحيط البصري المتمايز في اللون والشكل، وتحمل مسؤولية إغناء الثقافة الفنية المغربية". وتابع: "خالد صاحب تجربة تشكيلية يمارسها بحرية إبداعية وجرأة كاملة، وبوعي تام يدل على خبرة فنية غنية ومقدرة تكنيكية، وتحقيق العلاقات اللونية والزخرفية بخيال تصوري وتلقائي لخدمة أسلوبه المتميز". وأردف: "ربما يكون معرضه الذي حرصت غاليري بوشهري على تنظيمه بمنزلة دعوة للتعرف على فنون المملكة المغربية الشقيقة، وربما سيدفعنا هذا للبحث عن تطوره الحضاري بأشكاله الحديثة والمتوارثة".أشكال طولية
وتضمن المعرض مجموعة من اللوحات التجريبية للفنان، والتي يصمم فيها أشكالا طولية عمودية، بعضها مستوحى من غابات البامبو اليابانية، والآخر تجريدي، وتبدو كما لو أنها ألواح أخشاب متراكمة ومتراكبة، وألوان البكاي مليئة بالتفاصيل والطبقات والحرارة اللونية، وهي مستمدة من الطبيعة التي يعيش فيها، حيث يتنقل بين برشلونة والدار البيضاء، وهي مدن حيوية ومفتوحة وحارة. وتتراوح أعمال البكاي بين الكبيرة، التي قد تصل إلى جدارية، وبين المتوسطة، وبعض الأعمال تدخل فيها الكتابة أيضاً، فتبدو كأنها كولاج لقصاصات من يوميات أو دفاتر شخصية.وتتميز لوحاته بالخاصية العمودية والأخرى شذرات من ذاكرة تتخذ طابعا فوضويا، تحاكي ذاكرة تنفلت من أي قراءة خطية تقليدية، ومن هنا تنبع قوة عمل هذا الفنان الذي يصور في لوحاته الذاكرة كفضاء للقاء عوالم عدة، ويجعل من الهوية فضاء متجددا باستمرار.شعبة النقش
وما يجب ذكره أن الفنان خالد البكاي ولد في الدار البيضاء سنة 1966، وبعد حصوله عام 1990 على دبلوم المعهد العالي للفنون الجميلة في تطوان، انتقل إلى برشلونة، حيث حصل سنة 1995 على شهادة في الفنون الجميلة، شعبة النقش. واشتغل في مركز الفن المعاصر "بيراميدون"، وطور تجربته في فنون الرسم والطباعة، وفرض وجوده كفنان من الضفة الجنوبية للمتوسط كأحد الفنانين الأكثر موهبة في جيله، وتتابع مجلات الفن الإسبانية أعماله.