لبنان: تصدع جديد في «الحلف» الداعم لدياب
يواصل الرئيس المكلف تشكيل حكومة جديدة في لبنان حسان دياب مساعيه لتشكيل الحكومة رغم إعلان تيار «المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» وحزب «القوات اللبنانية» مقاطعة الحكومة التي ستحمل شكلاً مخالفاً لمطالب الناس، في ظل إصرار «حزب الله» على أن تكون «تكنوــ سياسية». ويزداد التصدع داخل «حلف» قوى الممانعة الداعم لدياب، إذ غرد رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية عبر «تويتر»، أمس: «حتى الآن طبخة الحكومة تُظهر أنها حكومة ظاهرها مستقلّ وباطنها مرتبط بباسيل (وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال)، حكومة تضمّ مستقلّين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلّب... إلا إذا ألهم الله الرئيس المكلّف».وكانت مصادر سياسية أشارت، لـ«الجريدة»، إلى خلاف في صفوف الأكثرية النيابية أو الترويكا الحاكمة التي يقودها الثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» رعم نجاحها في إيصال مرشّحها إلى رئاسة الحكومة.
وقالت المصادر إن «التصريحات المتناقضة حول شكل الحكومة التي صدرت منذ تكليف دياب، تدلّ على أن أهل الخندق السياسي الواحد غير متفقين فيما بينهم، على تصوّر واضح وموحّد، للحكومة المنتظرة». وتابعت: «الرئيس المكلف لا ينفك يؤكد منذ تسميته، أنه سيشكل حكومة اختصاصيين مستقلين، لكن مكوّنات فريق 8 آذار لا تزال تتحدث عن خيار الحكومة التكنوـــ سياسية».إلى ذلك، نقلت صحيفة «الجمهورية»، في عددها الصادر أمس، عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ الحريري نادم بعد التطورات الأخيرة، مضيفاً أنه نصحه في آخر لقاء قبل اعتذاره «بألا يلعب بالنار». في موازاة ذلك، أثار الترحيب الإيراني بتكليف دياب، الذي سمّاه «حزب الله» وحلفاؤه، استياءً لبنانياً من التدخلات الإيرانية في البلاد. وغرّد النائب نهاد المشنوق عبر «تويتر»، أمس: «نشكر السيد علي ولايتي على تبنّيه الرئيس المكلّف. لقد أزال عن ظهرنا حمل اتّهامه بأنّه مرشّح إيران. ودفاع مستشار المرشد الإيراني عن حسان دياب إعلان واضح وصريح بأنّه يمثّل من كلّفوه، ولا يمثّل اللبنانيين ولا أبناء بيروت ولا أهل السنّة». وكان ولايتي رحّب، خلال حديث مع «روسيا اليوم»، أمس الأول، بتكليف دياب بتشكيل الحكومة، معتبراً أن «تظاهرات لبنان تتم بتحريض من قوى خارجية».في سياق منفصل، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر أنّ «واشنطن تدعم المتظاهرين ومطالبتهم بإجراء إصلاحات ومكافحة الفساد في لبنان»، مضيفاً: «نعتقد أنّ الوقت حان ليضع قادة لبنان مصالحهم الحزبية جانباً، والتصرف خدمةً للمصلحة الوطنية، والدفع باتجاه إجراء إصلاحات وتشكيل حكومة تلتزم بتنفيذها وبمحاربة الفساد».