في تطور جديد، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، أمس الأول، إن بلاده تعارض الاتفاق بين حكومة «الوفاق» الليبية وتركيا الموقّع الشهر الماضي بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما في شرق البحر المتوسط.

ولم يسبق أن علّقت الحكومة الإسرائيلية علناً على هذا الاتفاق، رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيتوجه إلى اليونان الأسبوع المقبل لتوطيد خطط مع اليونان وقبرص لبناء خط أنابيب «إيست ميد»، الذي يمتد تحت سطح البحر لتصدير الغاز من إسرائيل إلى أوروبا.

Ad

وأعلنت قبرص أن نتنياهو وصف الاتفاق، الذي وقّعه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، بأنه «غير قانوني» خلال مكالمة مع الرئيس القبرصي.

وعندما طُلب منه تأكيد الرواية القبرصية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي «هذا هو موقف إسرائيل الرسمي، لكنه لا يعني أننا سنرسل سفنا حربية لمواجهة تركيا». ووصفت اليونان، وهي حليف مقرّب لإسرائيل، وعلى خلاف مع تركيا حول عدد من القضايا، الاتفاق بأنه غير شرعي وسخيف، لأنه يتجاهل وجود جزيرة كريت اليونانية بين ساحلي تركيا وليبيا. والى جانب قبرص واليونان تعارض مصر الاتفاق.

وفي ظل توتر العلاقات بين البلدين، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، اتصالا هاتفيا، بنظيره اليوناني نيكوس دندياس.

وأفادت مصادر بأن حفتر يستعد لزيارة اثينا عقب جولة لدندياس شملت مقره في بنغازي الى جانب القاهرة ونيقوسيا.

وشهدت الأوضاع في ليبيا تطورات متصاعدة في الآونة الأخيرة، بعد إعلان حكومة السراج توقيع اتفاقية للتعاون الأمني مع تركيا بالتزامن مع توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

وأمس الأول، قال السراج، إن حكومته مهتمة حاليا بإحضار دبابات وطائرات مسيّرة تركية، مهدئاً على ما يبدو المخاوف من مشاركة تركية عسكرية أوسع وأكثر مباشرة في النزاع الليبي.

وكان «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أعلن أخيرا تصعيد هجومه المستمر منذ أشهر على العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها قوات موالية لـ «الوفاق»، كما كثف غاراته على مدينتي سرت ومصراتة.

جاء ذلك، بينما اتهمت واشنطن مقاتلين ينتمون الى «مجموعة فاغنر» العسكرية الخاصة، التي يعتقد أنها موسكو توجهها بإسقاط طائرة مسيرة أميركية فوق ليبيا وسط تقارير عن دعم روسي غير مباشر لقوات حفتر.

وبعد تصريحات نقلت عن مسؤول أميركي اعتبرت متساهلة مع السراج، قالت السفارة الأميركية في ليبيا على «تويتر» إنه «حان الوقت للقيادة الليبية الشجاعة حماية الاستقلال، بدلا من فتح الأبواب للاستغلال الأجنبي»، في إشارة على ما يبدو إلى الاتفاق العسكري بين السراج وإردوغان.

روما

في الأثناء، رأى وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، أمس، أنه «في ليبيا يتم تكرار نمط مشابه للنمط السائد بسورية، حيث نشهد حربا أخرى بالوكالة تقلقنا».

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، بدء تحضيرات لـ «مهمة أوروبية إلى ليبيا» بقيادة مسؤول للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل.

ونبّه تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة لـ«الإيفاد»، إلى أن «ليبيا أصبحت ساحة لحرب دولية بالوكالة، والأزمة التي تعيشها قد تتحول إلى الأزمة الدولية الكبرى لعام 2020».

وبينما أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، بحثا خلاله المسائل الإقليمية، وفي طليعتها ليبيا وسورية، أعلنت روسيا، أمس، أنها اتفقت مع تركيا على العمل من أجل تسوية الأزمة في ليبيا، ومواصلة الاتصالات لتحقيق هذا الهدف، وذلك في ختام مشاورات أجراها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره التركي سيدات اونيل بموسكو، في حين لا يزال الغموض يلف موعد وبرنامج عمل مؤتمر حول الأزمة الليبية مقرر عقده في العاصمة الألمانية برلين.

وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي، الوضع في ليبيا، وأكدا التزام بلديهما بمواصلة التعاون الوثيق من أجل ضمان السلام في المنطقة.