أكد السفير الصيني لدى الكويت لي مينغ قانغ، أن الكويت من أوائل الدول العربية التي وقعت مع بلاده مبادرة الحزام والطريق، مبيناً أنها ابرمت خلال زيارة سمو الأمير 7 اتفاقيات تعاون من ضمنها مشروع المنطقة الاقتصادية الشمالية «إقليم الحرير»، وهي أحد أعمدة رؤية الكويت الجديدة لعام 2035، مؤكدا أن الجانب الصيني حريص على أن يشارك الكويت مشاريعها التنموية.وقال السفير الصيني خلال الحلقة النقاشية التي أقامها ظهر امس، بحضور وسائل الإعلام والصحف المحلية وممثليهم بفندق الشيراتون، إن «مرور عام على إبرام اتفاقية المنطقة الشمالية شهد عدة توافقات، أبرزها تحصيل إنجازات مبكرة بالمشروع»، مشيراً إلى أن الشركات الصينية خلال الأشهر الماضية حريصة على متابعة تطورات المشروع وابرزها التشريعية.
وأضاف ان «الصين سترشح أفضل الشركات لاهتماماتها بمشاركة الكويت ضمن أولى دول العالم لإنجاح الحزام والطريق الصيني»، معبراً عن سعادته بتشكيل الحكومة الكويتية الجديدة للتطلع إلى المزيد من التعاون.وأضاف «لاحظنا بعض الأصوات السلبية المتعلقة بالصين في وسائل إعلام كويتية، خصوصا ما تم تداوله من أخبار عارية تماماً عن الصحة حول شينجيانغ، وصادرة من وسائل إعلام غربية، مؤكدة أن شؤون هذه المنطقة داخلية صينية بحتة، وما قامت به الولايات المتحدة والغرب من الترويج والافتراء والتشويه لصورة الصين لا يمثل إلا حججا مختلقة عمدا للتدخل في شؤون الصين، وما يسمى بـمشروع قانون حقوق الإنسان للايغور عام 2019 الصادر عن الولايات المتحدة لا يهتم بوضع حقوق الإنسان هناك في الحقيقة».
شبكة 5G
ولفت السفير الصيني إلى أن نسبة تغطية شبكة 5G في الكويت تعتبر الأعلى عالميا، مبيناً أن التعاون الصيني- الكويتي في هذا المجال يتقدم في دول المنطقة، وتعميم هذه التقنية في الكويت سيغير حياة الشعب الكويتي بشكل كبير ويرتقي بمستوى جودتها، مضيفاً أن ما قامت به الولايات المتحدة من احتواء للشركات الصينية بلا مبرر بسوء استغلال السبل الوطنية دون أي دليل، والمزايدة على إنشاء شبكة 5G في الدول الأخرى، يعد بمنزلة تصرفات هيمنة دون أدنى مستوى من الأخلاق، مردفا: «بينما الكويت وغيرها من الدول تلتزم بالحكم المستقل من زاوية المصالح الذاتية البعيدة المدى، وتقدم للشركات الصينية معاملة منصفة وعادلة».وأفاد بأن العلاقات الصينية- الكويتية تمر في الوقت الراهن بأفضل مراحلها و»إنني وعلى يقين بأنه مازالت هناك إمكانات كبيرة تكمن في العديد من مجالات التعاون بين البلدين، حيث توجد أمام العلاقات الصينية- الكويتية فرص تنموية جديدة».وقال «إنني على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الأصدقاء في الكويت للدفع بعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لإحراز المزيد من التطور خلال فترة عملي في الكويت كسفير الصين لديها».حل صعاب «المطلاع»
ذكر السفير الصيني أنه زار مدينة المطلاع السكنية عدة مرات، ولمس اهتماما كبيرا من الشعب الكويتي، خصوصا الشباب، مبينا أن الشركة الصينية للمشروع تنفذه وفق تقنيات عالية، وهو يثق بها لإنجاز المشروع على أكمل وجه، رغم المصاعب غير المتوقعة التي واجهها، معبراً عن سعادته بحل الصعوبات التي كانت بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية والشركة المنفذة، والتي ساهمت في زيادة مواد البناء والعمالة لاستعجال نسب الإنجاز».
العلاقات التجارية
وتابع: «بلغت القيمة الإجمالية للتجارة الثنائية الصينية- الكويتية من يناير إلى سبتمبر خلال العام الماضي 12.7 مليار دولار، ما جعل الكويت خامس أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية»، مبينا أن الصين استوردت من الكويت 16.35 مليون طن من النفط الخام، ما جعل الكويت رابع أكبر مصدر نفط خام للصين بين الدول العربية، مردفا: «تخطط مؤسسة البترول الكويتية لزيادة كمية النفط الخام المصدَّر إلى الصين إلى 600 ألف برميل يوميا في عام 2020». وأشار السفير إلى أن هيئة الاستثمار الكويتية أول جهة أجنبية استثمرت في خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين، مفيداً بأن الشركات الصينية شاركت بنشاط في مشاريع الطاقة والإسكان والبنية التحتية وغيرها من المجالات بالكويت، وتم إنجاز مشروع مقر البنك المركزي الكويتي، ومشروع جامعة الكويت في منطقة الشدادية بسلاسة.التعاون العسكري وأمن الخليج
أفاد السفير بأن منطقة الخليج نقطة مهمة لأمن المنطقة لكل الأطراف، ومنها الجانب الصيني الذي يدعم تحقيق الأمن والتنمية في المنطقة، إضافة إلى أن الصين تبحث مع دول المنطقة عن الحل الأفضل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.وحول التعاون العسكري بين البلدين، قال قانغ ان التعاون العسكري جزء مهم بين البلدين، خصوصا انه خلال العام الماضي العمل استمر بكل سلاسة.
نموذج يحتذى
وأشار في الوقت نفسه إلى إنجاز بناء 15 مجموعة من المنشآت الجوهرية لتصفية النفط في مصفاة الزور الكويتية، معتبرا أن ذلك يمثل أيضاً نموذجا يحتذى به للتعاون الصيني الكويتي، مضيفاً أن مشاركة الشركات الصينية في التعاون ستساهم في تطوير مصفاة الزور لتصبح أكبر مصفاة حجما في الشرق الأوسط.العلي: حضور إعلامي عربي خجول
قال نائب المدير العام لقطاع التحرير، رئيس تحرير «كونا» سعد العلي، إن العلاقات الكويتية - الصينية تطورت خلال السنوات الماضية إعلاميا واقتصاديا وثقافيا، مبيناً أنها تحتل اعلى ثاني اقتصاد في العالم، ولديها مبادرة الحزام والطريق، التي لاقت قبولا دولياً.وذكر العلي أن الحضور الإعلامي العربي بالصين خجول، ولم يصل إلى مستوى الطموح، فالصين دولة مهمة، ولابد ان يكون هناك وجود إعلامي أكثر وأكبر.