حجب الجائزة الكبرى
"أينما كان هناك مُجتمعٌ إنساني فإن روح المسرح التي لا يمكن كبتها تتجلى". (بريت بيلي كاتب ومخرج مسرحي)
المسرح يلقب بأبي الفنون، ويعد أحد أنواع التعبير عن الأحاسيس والمشاعر، وهو أحد أشكال الفن في الأداء التمثيلي، والكويت رائدة في هذا المجال الفني الجميل منذ سنة 1936 وإلى يومنا هذا، فكانت رحلة المسرح عبر هذا الأزمنة لا تخلو من الفرح مرة والحزن في أخرى.لقد أصبح موضوع حجب الجائزة الكبرى في مهرجان الكويت المسرحي حديث الساعة هذه الأيام، وظهرت ردود أفعال متباينة بشأنها، فالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يشرف على الفعاليات والأنشطة الثقافية والفكرية في البلد ومنها المسرح، ولو رجعنا لبدايات هذا المهرجان في سنة 1989 قامت أول فعالية احتفالية للفرق المسرحية في يوم المسرح العالمي، وهذه الخطوة هي البداية لمسمى "مهرجان الكويت المسرحي" لتشجيع الفرق واكتشاف القدرات والمواهب وتطويرها باستمرار للنهوض بالمسرح المحلي، والمجلس الوطني كذلك يشرف على المهرجانات الأخرى كالقرين الثقافي والصيف الثقافي، ومن هنا تشارك أيضاً الفرق المسرحية بعروضها. ولو رجعنا إلى مهرجان المسرح الكويتي لتم منح جوائز للفرق المشاركة منها كأفضل مخرج وممثل ونص... إلخ، والأهم من ذلك جائزة (العرض المتكامل)، ولكن خابت توقعات المشاركين بأن هذه الجائزة ألغيت، فظهرت ردود الفعل عنيفة ما بين رافض ومؤيد، واعتبرها البعض أول مرة يحدث هذا وكأنهم في صدمة، فهذا الحجب لم يكن وليد اللحظة. فلو رجعنا إلى سنة 2001 لوجدنا أن الجائزة تم حجبها آنذاك، وتم حجب الجائزه الكبرى العرض المتكامل للمرة الثانية في 2006 بمهرجان الخليج الذي تم في البحرين، وكان المسرح الكويتي يمثل الكويت بمسرحيته (الهشيم) وكان رئيس لجنة التحكيم الأستاذ فؤاد الشطي، رحمه الله. وفي عام 2008 حجبت لأن العروض المشاركة ضمن المسابقة "لم ترتق بالمشهد المسرحي"، وفق معايير اللجنة وهي اختيار النص والرؤية الإخراجية... إلخ، ولكن لم تتوافر هذه العناصر، لهذا المسرح ليس إعجاباً إنما يعطي عمقا لفكرة النص والحكمة. وأخيراً في هذا العام 2019 حُجبت مرة أخرى، وكانت الأسباب وفق كلام رئيس لجنة التحكيم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية: "رأت اللجنة أن اللائحة المنظمة لعمل المهرجان توضح أن هدف المهرجان هو رفع مستوى الحركة المسرحية الكويتية، والوقوف على خشبة المسرح يجب أن يكون استحقاقا لهذا السبب، لذا وحرصا من اللجنة على ضرورة الالتزام بمعايير الارتقاء إلى العمق المسرحي، تقرر بإجماع الأعضاء وفق ما تتيحه اللائحة المنظمة لعمل المهرجان حجب جائزة أفضل عرض متكامل". فهذا الإلغاء ليس انتقاصاً بالفرق إنما يراد به بذل جهد وتقديم العطاء وتصحيح وتطوير أمرهم للارتقاء بمستوى المسرح الكويتي، فاللجنة تقوم بتوصيات دائماً بعد الانتهاء من المهرجان، ولكن من حق المشاركين أن يتعرفوا على الأسباب وفق التقرير كما فعلوا في عام 2008 وإعطاء تفصيل في هذا الأمر.رسالة:أتمنى من أعضاء اللجان القائمة على المهرجانات أن يكونوا شفافين مع الفرق وبيان الأسباب لتطور هذه الفرق من نفسها، فمن دون المعرفة لا يمكن أن تصحح الفرق ما أوصت به اللجنة، وكذلك على الفرق ومن يهمه الأمر عدم الاستباق بالنقد والتأويلات وتقبل الأمر بصدر رحب.