عام جديد وسنوات سعيدة
أيا كان تاريخ ميلادك فإن أول يوم في السنة هو ميلاد جديد لك، فهو بمثابة ميلاد جماعي، لأنه مولد للزمن الذي يعتبر أكبر منافس للإنسان. وأيا كان أصدقاؤك القدامى فإن العام الجديد هو الصديق الجديد، ومع أنك لا تختار صداقته إنما تختار خصاله بالحسن أو السوء، وأن يكون شقيا أو سعيدا، وذلك من خلال ما تفعله وتقدمه من أعمال طيبة خلال السنة. فلا تتساءل أين سأكون ليلة رأس السنة؟ إنما اسأل أين سأكون في نهايتها؟ ولا تبحث عن رفيق ليلة رأس السنة، ولكن ابحث عن أهلك وأصدقائك الذين لم تسأل عنهم طوالها، ولا تنقب عن طقوس جديدة لرأس السنة فلمة الأهل وجمعتهم هي أفضل الطقوس.
ورغم أنه تقويم سنة ميلادية فإن الأعياد بمجملها يجب أن تكون تذكرة بمناسباتنا المختلفة، وإن العطلة في هذه المناسبة هي ما تقتضيه ظروف احتكاكنا واتصالنا كمسلمين بالعالم، فنحن لا نعيش بمعزل عنه.وبما أن الأمنيات لابد من حضورها في بداية كل سنة، فلتكن أمنياتنا ودعواتنا بالغبطة والخير، ولتنتقل دقات الساعة من سنة إلى سنة ومن خير إلى خير أكثر ومن حسن إلى أحسن، فالسنة لا تعد بالأشهر والأسابيع والأيام، إنما بالرضا وطاعة الله، والجد والاجتهاد بعمل الخير، لتكون سعيدة بإذن الله ورضوانه.