استيقظت العاصمة الصومالية مقديشو أمس على مجزرة مروعة، قتل فيها نحو 100 بانفجار سيارة مفخخة عند تقاطع مكتظ يشهد ازدحاما مروريا عادة، من جراء وجود نقطة تفتيش ومكتب لتحصيل الضرائب والرسوم.

وأكدت الشرطة أن "الانفجار المدمر" تسبب في مقتل العديد من الطلبة الجامعيين أثناء وجود حافلتهم بنقطة التفتيش، إضافة إلى مهندسين تركيين يعملان في مجال تشييد الطرق، وغيرهم من المدنيين، وإصابة العشرات ونقلهم من الموقع المتفحم.

Ad

وأفاد الضابط بالشرطة الصومالية أحمد حسين، وكالة "بلومبرغ"، بأن مهندسين أتراكا كانوا هدف انفجار السيارة المفخخة على تقاطع طرق مزدحم في الجانب الجنوبي الغربي من مقديشو، وأكد شرطي آخر أن الأتراك كانوا في مركبة قريبة من التقاطع، دون الكشف عن كيفية حصوله على هذه المعلومات.

وإذ أعلن السفير التركي لدى الصومال محمد يلماز تأكده من وجود تركيين بين الضحايا، أعرب وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن تعازيه بضحايا الهجوم "الإرهابي الغادر"، مؤكدا وقوف تركيا وتضامنها مع حكومة الصومال، التي تحاربها حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة لأكثر من عقد للإطاحة بها.

وانبثقت حركة الشباب عن اتحاد المحاكم الإسلامية، الذي كان يسيطر في الماضي على وسط وجنوب الصومال، وتشير تقديرات إلى أن عدد عناصره بلغ ما بين 5000 و9000.

وفي 2011، أُجبر عناصر الحركة على الفرار من العاصمة الصومالية، لكنهم خسروا مذاك العديد من معاقلهم. إلا أنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية في محيطها، ويشنون هجمات ضد السلطات.

وقبل أسبوعين، قتل 5 أشخاص عندما هاجم عناصر حركة الشباب فندقا في مقديشو، يتردد إليه سياسيون وشخصيات في الجيش ودبلوماسيون، بعد محاصرته لساعات.

ومنذ 2015، شهد الصومال 13 هجوما أسفرت عن مقتل 20 شخصا أو أكثر، وقع 11 منها في مقديشو، بحسب حصيلة أعدتها "فرانس برس"، وتمت جميعها باستخدام سيارات مفخخة. ووقع الهجوم الأكثر دموية في تاريخ الصومال بأكتوبر 2017 في مقديشو، حيث قتل 512 شخصا، وأصيب نحو 295 بجروح.

وفي حين لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن المجزرة، التي لاقت تنديداً دولياً واسعاً، أعلنت حركة "الشباب" مسؤوليتها عن اغتيال ضابط في الجيش الصومالي أمس، إثر إطلاق النار عليه في منطقة "سوق المواشي" بمديرية هلوا في مقديشو.