الجليب تتنفس هواء التغيير بعد عقود من التجاوزات والإهمال

البلدية قادت قطار الإصلاح بحملات مكثفة ضربت المخالفات العشوائية بيد من حديد

نشر في 30-12-2019
آخر تحديث 30-12-2019 | 00:05
تنفست منطقة جليب الشيوخ بعد مرور شهر من الحملات المكثفة التي دشّنتها لجنة معالجة أوضاع المنطقة، هواء التغيير نحو مستقبل إعادة تنظيمها، حيث بات واضحا مشهد التغيير في معالم المنطقة التي كانت تؤرقها الأسواق العشوائية والأنشطة المخالفة داخل المساكن، فضلا عن العمالة السائبة.

فبعد وصفها بالمنطقة المنكوبة بتجاوزات تكاد لا تنتهي، إلى جانب تراكمات الإهمال الذي عشّش في أركانها على مدى سنوات طويلة، بدأت جليب الشيوخ تستعيد معالمها في مشهد يوحي ببدايات تغيير محتمل، وفق المسؤولين عن الحملات، بعد مرور شهر على بداية المعالجات.

وتقود بلدية الكويت والجهات المشاركة في الفرق المشتركة من الجهات الحكومية ومسؤوليها قطار التغيير بشكل حازم عازمين على إيجاد حلّ لهذه المنطقة من خلال إعادة تنظيم أوضاعها وتنظيفها من المخالفات والفوضى العارمة والعشوائية والنفايات الملقاة في الشوارع والممرات التي شلّت حركة المنطقة خلال أكثر من عقدين.

ويعتبر المدير العام لبلدية الكويت، م. أحمد المنفوحي، في سياق مقاربة أزمة الجليب أنه «لا خير فينا إن لم نطبّق القانون»، وهو الموقف الذي فعّل التحركات نحو الإصلاح.

وكثفت البلدية، التي ترأس أعمال لجنة معالجة أوضاع جليب الشيوخ، حملاتها لرسم طريق نحو منطقة آمنة خالية من الشوائب جنبا الى جنب مع وزارة الداخلية والهيئة العامة للقوى العاملة والإدارة العامة للإطفاء ووزارتي الأشغال والكهرباء والهيئة العامة للبيئة.

ملامح التغيير

وكشفت جولة «الجريدة» في الجليب أوضاع المنطقة قبل البدء بحملات اللجنة المختصة في معالجتها، وما حصل من تغيير جراء العمل الميداني المكثف لمختلف الإدارات الرقابية ببلدية الكويت على مدى شهر كامل، حيث بدأت تتضح معالم الجليب مع انخفاض نسبة كبيرة من الفوضى والعشوائية التي كانت تسيطر على المنطقة نتيجة عمليات التنظيف المستمرة، وإزالة العديد من المخالفات وفرض عقوبات مشددة وفقا للقانون.

وتبيّن أن تلك المنطقة التي كانت تعج بالعمالة السائبة والتوزيع غير المنظم داخل البيوت، عادت إليها حياة التنظيم بعد حملات الجهات المعنية، وعلى رأسها بلدية الكويت لتنظيف أماكن الخلل، وأبرزها الأسواق والبسطات التي تعجّ بالمواد والأغذية الفاسدة والأنشطة التي لا تصلح للممارسة داخل منطقة سكنية، مما كان له عظيم الأثر في نفوس أهالي المنطقة، وخاصة الأطفال، بعد أن كانت تعاني الظلام وأوكار التجاوزات وعدم الاستقرار الأمني، لتتحول الى منطقة مراقبة طوال اليوم، مما عكس شعور الاطمئنان والراحة.

«فرض هيبة القانون»

وفي تعليقه على مستجدات الجليب، شدد المدير العام للبلدية لـ «الجريدة»، على أن البلدية تحارب في منطقة الجليب بشعار «فرض هيبة القانون» وتطبيقه لإزالة مخالفاتها، مما يدفع في اتجاه تأكيد جدية اللجنة المشكلة في معالجة أوضاع منطقة جليب الشيوخ، معبّرا عن سعادته لحجم التغيير والوجه الإيجابي التي بدأت تظهر ملامحه في المنطقة خلال شهر واحد، نظرا إلى تكاتف الجهات المعنية تحت مظلة واحدة، وهي إنهاء معاناة الجليب.

وأكد المنفوحي أن العمل الميداني للفرق الرقابية سيستمر من أجل إيجاد كافة السبل والحلول لمنطقة عانت سنوات، مبينا أن الهدف خلال الحملة الحالية الوصول بنسبة إصلاح لا تقل عن 70 من مشاكلها.

بيوت خالية بسبب قطع التيار

باتت هناك بيوت ومساكن خالية بسبب حملات قطع التيار عن العقارات المتجاوزة، حيث ذكر العديد من أهالي المنطقة أنها كانت سكنا للعزاب وتجمّعا للعمالة المخالفة، مشيدين بإخلاء المنطقة من الازدحامات نتيجة العمالة السائبة والهاربة من مناطق أخرى.

وقال إنه بعد الزيارات الميدانية للاطلاع عن قرب على الأعمال الرقابية التي نفذّتها فرق بلدية محافظة الفروانية، هناك مسؤوليات مضاعفة على عاتقها لمواصلة العمل بشكل يومي حتى الوصول إلى تنفيذ توصيات اللجنة والنظر في المقترحات والحلول ذات الصلة.

وأشار الى «أن نتائج هذه الحملة المكثفة انعكست على واقع المنطقة لتبعث الاطمئنان من جديد لدى الأهالي والمقيمين، ليمارسوا حياتهم الطبيعية، وهذا ما نصبو إليه»، مطالبا بتضافر الجهود في تحقيق الهدف من أجل القضاء على المخالفات والمشاكل التي تعانيها منطقة جليب الشيوخ، وتحويلها إلى منطقة اكثر ارتقاء مما كانت عليه.

مدن العزاب

وبشأن مدن العزاب، أعلن المنفوحي أن المواقع الستة المقترحة لإنشائها يجري تنفيذ موقع منها حاليا، وهو في مرحلة الطرح، وستنفّذه هيئة الشراكة في جنوب الجهراء، كاشفا عن دراسة إشراك شركة البترول وشركة المرافق العمومية لسرعة تنفيذ موقعين من المواقع الـ5 المتبقية، بهدف التغلب على البطء في تنفيذ مدن العزاب.

وبيّن أن البلدية بصدد تجميع البيانات والأرقام المتعلقة بالتركيبة السكانية لمنطقة جليب الشيوخ بالتعاون مع الهيئة العامة للمعلومات المدنية وهيئة القوى العاملة وإشراك مستشار المخطط الهيكلي لوضع الحلول الجذرية.

وأكد أن اللجنة المكلفة دراسة أوضاع منطقة جليب الشيوخ ستحلّل البيانات والأرقام الخاصة بالتركيبة السكانية من ناحية العمالة الموجودة وجنسيتها وعقود مشاريعها، حكومية كانت أم قطاعا خاصا، وكذلك كم نسبة الخدم بينها، حتى يتسنى للجنة إعداد تقريرها في نهاية عملها، متضمنا حلولا جذرية إلى مجلس الوزراء.

شوارع نظيفة

من جهتهم، عبّر أهالي المنطقة عن امتنانهم على الاهتمام بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالنظافة، حيث قال المواطن سلطان الظفيري، إن الجهود المبذولة ملحوظة في المنطقة، حيث كانت تعاني عدم النظافة في الشوارع، والآن الوضع اختلف لتصبح خالية من تراكم النفايات.

بدوره، أكد المواطن إبراهيم الأحمد أن الوضع في المنطقة تغيّر بشكل كبير، وتحسّن عما سبق، مثنيا على جميع القائمين على هذا التغيير.

وقال المواطن عدنان محمد «لمسنا تغييرا واضحا عن الوضع السابق، فالكل يلاحظ ما حصل من إجراءات من قبل فرق البلدية المختلفة وأعمال النظافة وانتشار الآليات التي ساهمت في فتح مساحات بالطرق الداخلية».

«طابوق»... للمحال المخالفة

حرصت بلدية الكويت على إغلاق المحال المخالفة، التي وضعت داخل السكن في منطقة الجليب ليس بالشمع الأحمر، إنما هذه المرة بـ «الطابوق الأسمنتي»، وتحويل بواباتها إلى ما كانت عليه.

ممرات واضحة... وطرقات سالكة

ظهرت أوجه الممرات بين البيوت والمساكن، بعد أن كانت عبارة عن «كيربيات» مخالفة ومرصد لتجمع القمامة، وذلك بعد أن تم تكسير كل عمليات البناء المخالف لأصحاب العقارات بما فيها المظلات المتجاوزة.

وقد أدت كثرة الحملات الأمنية على الباعة المتجولين والمخالفين للإقامة، وخاصة العمالة الوهمية الى تسهيل الحركة داخل شارع محمد بن القاسم الذي يمرّ بقلب الجليب.

ساحات الشاحنات... تحولت «رياضية»

لم تكن ساحات جليب الشيوخ في السابق إلا مواقف للمركبات الثقيلة والشاحنات المتوقفة منها والعاطلة وتجمّع للإطارات، إضافة الى أنها مرتع للمخالفات الأمنية، لكن بعد إخلائها بالكامل تحولت الى أماكن لممارسة الرياضة بأنواعها، وعلى رأسها اللعبة المفضلة للجاليات الآسيوية (الكريكت)، فضلا عن ممارسة اللعبة الأكثر شعبية، كرة القدم.

تحرير 285 مخالفة ونقل 16560 طناً من النفايات

كشفت إحصائية للبلدية عن أعمال فرق بلدية الفروانية الميدانية المختلفة منذ انطلاقتها قبل شهر أن الفرق الرقابية بإدارة النظافة العامة وإشغالات الطرق حررت 285 مخالفة، تضمنت نظافة عامة وباعة جائلين وإشغالات طرق، مشيرة إلى رفع 130 سيارة مهملة وإرسالها إلى موقع الحجز عقب انتهاء المدة القانونية للملصقات.

وأوضحت الإحصائية أنه تم نقل 16560 طنا من النفايات، فضلا عن 150 دربا من الإطارات المستعملة وإرسالها لموقع الإطارات بالسالمي و15 درب سكراب وحديد.

وأشارت إلى وضع 750 ملصقا على سيارات مهملة، تمهيدا لرفعها بمجرد انتهاء المدة القانونية، إلى جانب أنه تم تنظيف 12 ساحة من المهملات والسيارات المهملة ووضع حواجز لها.

نحارب في المنطقة بشعار «فرض هيبة القانون» وتطبيقه لإزالة المخالفات

إشراك «البترول» و«المرافق العمومية» في تنفيذ موقعَين لمدن العزّاب.... المنفوحي

جهود «البلدية» جعلت شوارعنا نظيفة وخالية من تراكم النفايات ... مواطنون
back to top