لا يزال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية، حسّان دياب، يسعى الى تشكيل حكومة اختصاصيين مصغّرة، في وقت يريدها «التيار الوطني الحُر» والثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، من اختصاصيين – سياسيين في الوقت نفسه، ولا يحبّذون فكرة تضييقها، بل يفضّلون توسيعها لإشراك الأحزاب الحليفة كلها فيها.

أضف الى ذلك أن الأطراف هذه تعمل، على ما يبدو، لاستنساخ الحكومة الحالية مع بعض الرّتوش الطفيفة. فمَن يُمسك اليوم مثلا بالمالية والصحة والأشغال والطاقة يسعى الى إبقائها من حصّته في التركيبة الجديدة، ومع الوزراء أنفسهم إذا استطاع. وأمام هذه المعطيات، يبدو الرئيس المكلف أمام خيارين أحلاهُما مرّ: فإذا قدّم للقوى السياسية ما تريد، ثارت ثائرة الانتفاضة الشعبية من جديد، لأن مطلبها واضح «حكومة اختصاصيين مستقلّين حياديين». وإذا لم يقدّم لعرّابيه ما يطلبون، فإنّ نجاحه في تأليف الحكومة ودخوله السراي، بات أمراً مستحيلاً.

Ad

في موازاة ذلك، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، خلال احتفال تأبيني أقيم في النبطية أمس، أنّ «البعض يريد أن يزجّ المقاومة في ما لا تريده، لكن هو يريد أن يورّطها، وهي تريد أن تمارس دورا إيجابيا حتى لا يقع سقف البلد على الجميع، ومن يريد أن يخاف يجب أن يخاف من عدم تشكيل الحكومة، لأنّ هذا الأمر يؤدي إلى الفوضى، وعندما يذهب البلد إلى الفوضى سيتحكّم به الأقوياء». وشدد على أنّ «دورنا الآن كمقاومة هو عبارة عن جدار يسقط ونحن نسنده، ونحاول أن نرممه، لكنّ هناك أشخاصا ما زالوا يدفشون هذا الجدار لكي يسقط، فهذه قصتنا مع الحكومة التي تشكّل».

الى ذلك، أشار عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة الى أن «الضائع هو لبنان، وأن التسوية هي التي سلّمت حزب الله الحكم في البلد».

وقال في حديث إذاعي أمس إن «الحل هو في التغيير الجذري لهذه المنظومة السياسية الفاسدة. رئاسة الحكومة غير مستقلة، ورئاسة الجمهورية منحازة الى سياسة البلاط، والمطلوب تغيير العقلية».

ورأى حمادة أن «المطلوب حلّ جذري، ولا يكفي أن يعود الحريري الى بيت الوسط، إنما المطلوب أن يعود عون الى الرابية»، مشددا على أن «الحكومة المزمع تشكيلها أيضاً لا يمكن أن تستمر، لأنها حكومة اللون الواحد». واعتبر أن «المرحلة صعبة جداً، والوضع الاقتصادي على حافة الانهيار، والمطلوب إبعاد لبنان عن سياسة المحاور التي أغرق فيها نتيجة التسوية».

واستدعى تصريح حمادة ردّا من عضو كتلة «لبنان القوي»، النائب جورج عطا الله، حيث غرّد، أمس، قائلا: «إذا كان من حلّ جذري مطلوب كما يقول النائب حمادة، فالحل أن يكون في السجن مَن اعترف بأنه قبض لأنه كان «مزنوقاً»، وأنه يمسك دفترين للمحاسبة واحد له والآخر يقدمه للمالية، كي يتهرّب من الضرائب، وأنه ساير قاتل أبيه ولم يعتذر من المسيحيين لأنّه قتلهم وهجّرهم، وكذلك أيضاً أزلامه وأشباهه».