النفط يرتفع بفضل تفاؤل التجارة والأنظار على توترات الشرق الأوسط

مكاسب بلا صخب في 2019 رغم العقوبات وتخفيضات الإنتاج وهجوم السعودية

نشر في 31-12-2019
آخر تحديث 31-12-2019 | 00:00
أرامكو
أرامكو
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في 3 أشهر، أمس، مدعومة بتفاؤل إزاء اتفاق تجاري متوقع بين الولايات المتحدة والصين، بينما يراقب المتعاملون عن كثب الشرق الأوسط عقب هجمات جوية أميركية.

وأظهرت الأسواق رد فعل أوليا محدودا تجاه نبأ الهجمات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في العراق وسورية ضد جماعة مسلحة تدعمها إيران، حتى بعد أن حذر مسؤولون أميركيون من احتمال اتخاذ «إجراءات إضافية».

وبحلول الساعة 0529 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات إلى 61.77 دولارا للبرميل. والخام الأميركي مرتفع نحو 36 في المئة منذ بداية العام الحالي.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 68.36 دولارا للبرميل مرتفعة 20 سنتا أو 0.3 في المئة. وصعد الخام القياسي العالمي نحو 27 في المئة في 2019.

وقالت مارغريت يانغ محللة السوق لدى سي.إم.سي ماركتس «(التداولات) فاترة نوعا ما بسبب غياب أطراف السوق في موسم العطلة».

وأضافت «أسعار النفط بلغت أعلى مستوياتها منذ الهجوم... السعودي في منتصف سبتمبر، لذا فإن الحذر ينتاب المتعاملين بشأن احتمالات جني أرباح».

ويوم الأحد، قالت وزارة التجارة الصينية إنها على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة بشأن توقيع اتفاق تجاري طال أمد انتظاره.

وتتلقى أسعار النفط أيضاً الدعم من انخفاض مخزونات النفط الأميركية التي تراجعت 5.5 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر، مما يتجاوز بكثير التوقعات في استطلاع أجرته «رويترز» بلغت 1.7 مليون برميل.

وارتفعت أسعار النفط أكثر من 20 في المئة منذ بداية العام، ولكنها لم تشهد ارتفاعات حادة، وتجاوزت العقود الآجلة للخام مستوى 70 دولارا لفترة وجيزة، على الرغم من هجوم على أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، وعقوبات كبلت صادرات الخام لاثنين من أعضاء «أوبك» وتخفيضات إنتاج ضخمة لمنتجين كبار للخام.

وتحققت جميع مكاسب الأسعار للخامات القياسية للنفط في الربع الأول من 2019، بالرغم من أن صدمات الإمدادات في عدة أشهر تالية كان من المرجح في السابق أن تدفع أسعار الخام فوق مستوى 100 دولار.

ويقول سماسرة ومحللون إنه من المرجح أن تظل الأسعار في نطاق محدود في 2020، إذ تبدد زيادة الإمدادات، لاسيما من الولايات المتحدة، اثر تخفيضات تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وضعف الطلب في أنحاء العالم.

ويتجه الخام الأميركي لإنهاء العام على صعود بنحو 35 في المئة.

ومنذ نهاية مارس، ارتفع ثلاثة في المئة فحسب، بعدما سجل مكاسب في بداية العام عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات على فنزويلا. وارتفع خام برنت 26 في المئة، ولكنه نزل واحدا في المئة منذ الربع الأول.

ويقول مستثمرون ومحللون إن الإنتاج الأميركي وضعف الطلب أبقيا الأسعار قيد السيطرة. والولايات المتحدة في سبيلها لأن تصبح مصدرا صافيا للنفط على أساس سنوي لأول مرة في 2020.

ومن المتوقع أن يصل متوسط الإنتاج إلى 13.2 مليون برميل يوميا، بزيادة نحو مليون برميل يوميا عن عام 2019.

وقال بوب مكنيلي رئيس رابيدان انرجي غروب «نمو الطلب تراجع بينما استمر الإنتاج الأميركي عند معدلات مرتفعة في حين تراجعت المخاطر الجيوسياسية».

وتابع «الآن في نهاية العام ينظر المستثمرون المنهكون للعام المقبل، ويرون فيضا من النفط».

ومن المتوقع أن تتعرض الأسعار لضغط في العام القادم بسبب قلق المستثمرين بشأن ارتفاع الطلب على النفط، على الأخص مع زيادة الإلحاح بشأن التحرك حيال التغير المناخي. أيضا، فإن التوصل إلى تسوية طويلة الأمد للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يبدو صعب المنال، مما يُبقي مراقبي الأسواق في حالة من الحذر بشأن توقع نمو الطلب على الطاقة في أكبر اقتصادين في العالم.

وقال جريج شيرناو مدير المحفظة لدى «بيمكو»، التي تشترك في إدارة أصول سلع أولية بقيمة تزيد على 15 مليار دولار «هناك حالة من تنامي القلق بشأن الاستدامة طويلة الأمد لشركات النفط والغاز الأميركية بالنسبة للمستثمرين في عالم تقوده المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة».

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض متوسط أسعار النفط الخام في 2020 مقارنة بـ2019 بسبب ارتفاع المخزونات. وخارج الولايات المتحدة، من المتوقع أن يواصل الإنتاج النمو في البرازيل والنرويج وجيانا.

وقفزت الأسعار بقوة، لكن فترة وجيزة بعد هجمات على أكبر منشأتي نفط في السعودية، والعقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران. ودفعت الهجمات على منشأتين تابعتين لـ»أرامكو» في سبتمبر خام برنت إلى الارتفاع فترة وجيزة فوق 72 دولارا للبرميل، لكن في غضون عشرة أيام، عاودت أسعار النفط التراجع مع استعادة «أرامكو» للإنتاج مجددا.

الجدير بالملاحظة أن السوق لم يشهد عدم استقرار سوى بالكاد في النظرة بشأن إلى أين ستنتهي الأسعار. وكانت التقلبات الضمنية، وهي مؤشر على كيفية تسعير السوق للتقلبات المستقبلية في خام غرب تكساس الوسيط وبرنت والعقود الآجلة، ضعيفة إلى حد كبير في 2019 بعد تأرجح في 2018، في مؤشر على أن المستثمرين يركزون على اتجاهات المعروض الأوسع نطاقا.

وانحصر نطاق تحرك العقود الآجلة لخام برنت، وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بين 22-23 دولارا للبرميل خلال العام، دون المستويات المسجلة في العام الماضي.

وبينما من المتوقع أن يتباطأ معدل النمو السنوي للإنتاج الأميركي، فإن البلاد ما ستظل تشكل نحو 85 في المئة من الزيادة في إنتاج النفط العالمي حتى 2030 بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وقال شيرناو من «بيمكو» إن إمدادات الخام الأميركي بحاجة لأن تتباطأ لكي تتحسن آفاق الأسعار.

وقال شيرناو «إذا استطعنا النزول بنمو الإمدادات على نحو أكثر استدامة عند 500-600 ألف برميل يوميا تقريبا فإن العالم سيكون في وضع أفضل كثيرا في 12 شهرا فجأة».

back to top