موسكو ترفض «الحظر الجوي» على ليبيا و«تفويض إردوغان» يصطدم بالمعارضة

اجتماع عربي ومباحثات ألمانية - روسية - تركية... ورفض مصري - فرنسي للتدخل

نشر في 31-12-2019
آخر تحديث 31-12-2019 | 00:11
دورية أمنية بحي تاجورا شرق طرابلس أمس (رويترز)
دورية أمنية بحي تاجورا شرق طرابلس أمس (رويترز)
دفع تقاطع اهتمامات ومصالح أغلب دول المنطقة واللاعبين الكبار في ليبياــــ البلد الشاسع الغنية أرضه بالنفط ومياهه بالموارد الطبيعية ــــ روسيا، أمس، إلى رفض اقتراح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إقامة منطقة حظر طيران فوق طرابلس، رغم فائدتها النادرة والمشتركة في وضع حد للتدخل التركي المحتمل وإنهاء الصراع المحتدم على مشارف العاصمة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر.

ومع تسلم البرلمان التركي طلب الرئيس رجب طيب إردوغان التفويض لإرسال قوات إلى ليبيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ختام مباحثات مع نظيره الإيراني محمد ظريف، إن الاقتراح الذي اعتبره كونتي أداة لتحقيق وقف القتال، «يذكّرنا باستغلال حلف شمال الأطلسي (ناتو) لقرار مجلس الأمن في 2011 للقيام بقصف ليبيا»، معرباً عن اقتناعه بأن وقف العمليات العسكرية بدون شروط يشكل مقدمة لبدء الحوار السياسي.

وغداة تشديد لافروف، خلال اتصال مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، على أهمية تنسيق الجهود لتسوية الأزمة في ليبيا وضمان وجود مرافقة دولية للعملية السلمية، قدم حزب إردوغان الحاكم، أمس، مقترحه للبرلمان للحصول على تفويض لإرسال قوات إلى ليبيا، في خطوة مستعجلة كانت مقررة يومي 8 و9 يناير.

واستبق رئيس حزب «الشعب الجمهوري» وزعيم المعارضة الرئيسي كمال قليجدار أوغلو، مناقشة الطلب، وأعلن رفضه لإرسال قوات إلى ليبيا، ووقوف نوابه ضد تمريره، محذراً من أن سياسات إردوغان الخارجية ستجلب لتركيا الضرر لا النفع.

وخلافاً لدعمه للعمليات العسكرية الثلاث في سورية، قال أوغلو: «لا نريد أن تسيل دماء جنودنا على الصحاري العربية»، مشدداً على أن تركيا ملزمة بأن تكون قوية في المنطقة، ولكن عليها أن تعقد لقاءات بين الطرفين وتكون الطرف الذي يحقق السلام.

وبعد محادثات مع وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، حذر نائب حزب المعارضة الرئيسي شفيق أوز من أن السماح بنشر قوات في ليبيا سيؤجج الصراع ويؤدي لانتشاره في المنطقة، قبل أن يلتقي جاويش بعد ذلك زعيمة الحزب «الصالح» المعارض لبحث مشروع قانون نشر القوات.

وفي ظل سعيها لإجراء مشاورات تحضيرية ضمن «مسار برلين»، اتفقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيسَي روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب إردوغان على إجراء محادثات إضافية لوضع حد للقتال بين قوات حفتر والسراج.

وفي حين دعت الجامعة العربية لاجتماع موسع لبحث الأزمة، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون التوافق على تكثيف الجهود الثنائية وكذلك مع الشركاء الدوليين للعمل على حلحلة الوضع الحالي المتأزم في ليبيا.

وبعد تأكيد السيسي، خلال اتصالات مع زعماء أوروبا وأميركا، ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية «غير المشروعة» في ليبيا واستعادة الأمن ومكافحة الإرهاب وتقويض نشاط الميليشيات، بدأ حفتر زيارة لمصر بصحبة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح لمناقشة تطورات الوضع الميداني.

back to top