غصن يفرّ من طوكيو بصندوق خشبي ويظهر في بيروت

رئيس «نيسان» المُقال يعلن «تحرير نفسه» وفرنسا تسانده... واليابان تطلب مساعدة لبنان

نشر في 31-12-2019 | 16:07
آخر تحديث 31-12-2019 | 16:07
عناصر أمنية أمام مدخل منزل غصن في منطقة الأشرفية ببيروت (رويترز)
عناصر أمنية أمام مدخل منزل غصن في منطقة الأشرفية ببيروت (رويترز)
على طريقة الأفلام البوليسية، هرب الرئيس السابق لتحالف رينو- نيسان، كارلوس غصن، من الإقامة الجبرية في طوكيو قبل محاكمته بمخالفات وجرائم مالية في صندوق خشبي، ووصل إلى بيروت، معلناً تحرير نفسه من الظلم والاضطهاد السياسي.
أثار اللبناني كارلوس غصن، الذي بنى أكبر تحالف في قطاع السيارات «رينوـــ نيسان» في العالم وأُوقف بشكل مفاجئ في اليابان قبل عام لارتكابه مخالفات مالية، صدمة من جديد بعدما تمكّن من مغادرة اليابان حيث كان يخضع للإقامة الجبرية، ليظهر في لبنان.

وقالت مصادر دبلوماسية متابعة إن «غصن هُرِّب من اليابان بعملية تشبه تلك التي تصورها الأفلام البوليسية»، مشيرة إلى أنه «تم وضعه في صندوق خشبي داخل طائرة، ثم أكمل طريقه من تركيا إلى لبنان، مستقلاً طائرة خاصة».

وتابعت: «دخلت مجموعة بارا العسكرية إلى منزل غصن في اليابان تحت غطاء فرقة موسيقية، ثم عادت وخرجت بعد انقضاء الوقت المنطقي للحفلة»، مردفة: «لم تعلم حينها السلطات اليابانية أن غصن اختبأ في أحد الصناديق المخصصة لنقل الآلات الموسيقية، ثم غادر البلاد عبر مطار محلي».

وقال غصن، في بيان أمس: «أنا الآن في لبنان... لم أعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيز، حيث يتم افتراض الذنب»، مضيفاً: «لم أهرب من العدالة، لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي. يمكنني أخيراً التواصل بحرية مع وسائل الإعلام وهو ما سأقوم به بدءاً من الأسبوع المقبل».

وفي لبنان تم تداول خبر حول لقاء حصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون وغصن بعد وصوله إلى بيروت، أمس الأول.

مساعدة فرنسا

وعرضت فرنسا المساعدة القنصلية على غصن في لبنان، وأكدت وزيرة الشؤون الاقتصادية الفرنسية أجنيس بانييه ـــ رونيشيه، أمس، أن «لا أحد فوق القانون، لكن غصن سيكون بوسعه الحصول على المساعدة القنصلية في لبنان كمواطن فرنسي».

وأعربت الوزيرة الفرنسية عن «دهشتها الشديدة» من خبر فرار غصن، لافتة إلى أنها سمعت بالأمر عبر وسائل الإعلام.

وأعرب محامي غصن، جونيشيرو هيروناكا، أمس، عن «ذهوله» لنبأ وجود موكله في لبنان، مؤكدا أنه «لم يجرِ أي اتصال معه منذ رحيله إلى لبنان».

وحسب هيروناكا، فإن هيئة الدفاع اليابانية عن غصن لديها جوازات سفره الفرنسي والبرازيلي واللبناني، بموجب بنود الإفراج عنه بكفالة.

قنوات دبلوماسية

وأكدت مصادر دبلوماسية يابانية أن «طوكيو يمكنها أن تتوجه عن طريق قنوات دبلوماسية بطلب إلى الحكومة اللبنانية لضمان مواصلة محاكمة غصن».

وأشارت المصادر إلى أن «غصن تمكن من مغادرة اليابان دون إذن بذلك»، موضحة أن «غصن تحت الإقامة الجبرية ولا يمكنه السفر خارج حدود اليابان إلا بإذن رسمي».

وعلّق وزير الدولة لشؤون الرئاسة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سليم جريصاتي، أمس، على عودة غصن إلى لبنان: «لا معلومات لدي عن ملابسات ترك السيد غصن في اليابان. وكل ما توافر لنا أنه دخل لبنان بطريقة شرعية عبر مطار رفيق الحريري بواسطة جواز سفره الفرنسي وهويته اللبنانية، وهو في صدد عقد مؤتمر صحافي بنقابة الصحافة».

وأضاف جريصاتي أنه في آخر اجتماع له مع نائب وزير الخارجية الياباني «قدمت ملفاً إلى السلطات اليابانية بأنه يجب أن يتم تسليم غصن إلى لبنان شرعاً لتجري محاكمته في لبنان عبر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي وقعها لبنان».

معاهدة تسليم

وليس لدى اليابان معاهدة لتسليم المجرمين مع لبنان، حسب وزارة العدل اليابانية، مما يجعل من غير المرجح أن يُجبر على العودة إلى طوكيو لمحاكمته. وكان ألقي القبض على غصن بعد فترة وجيزة من هبوط طائرته الخاصة في مطار بطوكيو في 19 نوفمبر 2018، ويواجه 4 تهم، ينفيها جميعاً، تشمل إخفاء الدخل والتكسب من مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط.

وأقالت «نيسان» غصن، قائلة إن تحقيقاتها الداخلية كشفت عن مخالفات من بينها إخفاء حقيقة راتبه عندما كان مديرها التنفيذي، وتحويل خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به.

وطلب محامو غصن من المحكمة إسقاط جميع التهم الموجهة إليه، واتهموا ممثلي الادعاء بالتواطؤ مع مسؤولين حكوميين ومع تنفيذيين في «نيسان» للإطاحة به من أجل منع أي استحواذ على الشركة من الشريك الفرنسي في التحالف رينو، التي كان غصن يرأس مجلس إدارتها أيضا. وعقب إلقاء القبض عليه، أمضى غصن فترة طويلة قيد الاحتجاز، غير أنه أُفرج عنه حديثاً، لكن تحت قيود مشددة تستلزم بقاءه في اليابان.

حكومة فعالة

من جهة أخرى، أكد الرئيس اللبناني العمل على لم الشمل السياسي لتأليف حكومة فعالة تخاطب المجتمع الدولي، معرباً «عن تفاؤله بإمكان الخروج من الأزمة الراهنة وتذليل الصعوبات».

وتمنى عون أن «تتشكل الحكومة الجديدة في الأيام القليلة المقبلة وتحسن الأوضاع بشكل تدريجي». وأضاف أن «ما نفعله اليوم، هو محاولة لجمع الشمل السياسي»، معتبراً أن «الفوضى التي حكمت في العقود الثلاثة الأخيرة انتجت الانفجار اليوم، بسبب عدم قدرة الناس على تحمل المزيد».

عون يعمل على تأليف حكومة فعالة تخاطب المجتمع الدولي
back to top