«الحشد» تهاجم سفارة واشنطن في بغداد وترامب يتهم إيران

• إجلاء السفير والموظفين وغياب شبه تام للقوات العراقية... والحرس الأميركي يستخدم قنابل صوتية
• العامري والخزعلي يتقدمان الاحتجاجات... وعبدالمهدي يسعى لإنهاء اعتصام بمحيط المقر الدبلوماسي

نشر في 01-01-2020
آخر تحديث 01-01-2020 | 00:05
نظمت فصائل «الحشد الشعبي» احتجاجات بمحيط مقر السفارة الأميركية في بغداد، وأحرقت برج مراقبة، ودخلت حرم المقر الدبلوماسي دون أن تقتحمه، ونصبت خياماً للاعتصام بمحيطه، تنديداً بقصف أميركي استهدف ميليشيات حزب الله المنضوية ضمنها، في حين اتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بتنسيق الاعتداء، ودعا السلطات العراقية لحمايته.
نقلت فصائل «الحشد الشعبي» العراقي التصعيد العسكري الذي أعقب مقتل متعاقد مدني أميركي بهجوم صاروخي على قاعدة عراقية، ردت عليه واشنطن بشنّ ضربات جوية على مواقع لميليشيات «حزب الله» المنضوية ضمنها أسفرت عن مقتل 28 من عناصره إلى استهداف للمقار الدبلوماسية، حيث حشدت أنصارها وعناصرها وحاصرت السفارة الأميركية في بغداد أمس.

وأفاد مصدر أمني عراقي بأن السفارة الأميركية أخلت السفير وموظفيها الأساسيين، خشية اقتحامها من المحتجين ردا على الغارات الجوية التي نفّذتها القوات الأميركية ضد «حزب الله» المدعوم إيرانياً.

ونظمت «فصائل الحشد» جنازات لضحايا الغارات الأميركية في أحد أحياء بغداد ثم اتجهت بمسيرات إلى السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين.

وحاول المحتجون اقتحام السفارة ورشقوها بالحجارة وزجاجات المياه، مرددين هتاف «تسقط أميركا»، ثم بدأوا بنصب الخيام أمام المبنى للاعتصام.

واقتحم محتجون السور الخارجي للمقر الدبلوماسي، لكن لم يصلوا إلى مبنى السفارة التي تعتبر حصينة للغاية ويحيط بها عدة حواجز.

وأحرق المحتجون برج حماية تابعا للسفارة وبوابة أمنية بحرمها، وسط غياب شبه كامل للقوات الأمنية العراقية.

وأطلقت القوات الأمنية النظامية غازات مسيلة للدموع، مع وصول المسيرات إلى المنطقة الخضراء التي حظرت السلطات التظاهر بها خلال «الحراك الشعبي» الدامي الذي انطلق منذ أكتوبر الماضي ضد الطبقة السياسية.

وأكد مصدر أمني أنه لا توجد قوات أمنية في محيط السفارة، بل فقط مقاتلين من الحشد غير مسلحين، إلا أن تقارير تحدثت عن إرسال تعزيزات أمنية من الفرق الخاصة إلى مبنى السفارة للتصدي للمحتجين.

ومع زيادة التوتر بمحيط السفارة، أطلق حراس الأمن داخل السفارة قنابل صوت على المحتجين خارج بوابة المجمع، ونشرت صور على مواقع التواصل تظهر تأهب قوات أميركية خاصة من داخل المقر.

وكانت السفارة قد أخلت موظفيها غير الأساسيين قبل أيام من شنّ الضربات ضد «حزب الله» غربي العراق وفي سورية.

اعتصام وقادة

وتقدم القياديان البارزان في «الحشد»، هادي العامري وقيس الخزعلي، الاحتجاجات أمام السفارة.

وأكد المتحدث باسم كتائب «حزب الله» العراقي جعفر الحسيني تنظيم اعتصام مفتوح أمام السفارة لحين إغلاق السفارة وطرد السفير من البلاد.

وقال في بيان مقتضب، إنه «لا نية أبدا لاقتحام السفارة الأميركية أو الاعتداء على كوادرها».

واتهم الخزعلي السفارة الأميركية في بغداد بتدبير التخريب والمؤامرات التي تشهدها البلاد مع تواصل حركة الاحتجاجات التي أجبرت رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي على الاستقالة.

ودعا زعيم «عصائب أهل الحق» إلى إغلاق السفارة. وخاطب الخزعلي الأميركيين بالقول «لن نسمح لكم بالرعونة مرة أخرى، وإن عدتم عدنا».

وقال الخزعلي إن «العراقي لا ينسى وعده، عشر سنوات مرت على اتفاقية جلاء القوات الأميركية من العراق، ولا تزال دماء أبناؤنا تراق بدم بارد من قبل صواريخ الحقد الأميركي».

وشارك في الاحتجاجات القيادي البارز في «الحشد»، الذي تم ضمه إلى القوات المسلحة العراقية، أبو مهدي المهندس.

إعلان حكومي

في غضون ذلك، أكدت السلطات العراقية أن قوات الجيش تتعهد بتأمين المقار الدبلوماسية، وحذرت من أن المساس بها يعد عملا غير قانوني ستتم مواجهته.

ودعا رئيس الحكومة المحتجين إلى فض الاحتجاج فوراً، محذّرا من عواقب عدم الامتثال لأوامر القوات الأمنية.

وقال عبدالمهدي في بيان: «على الجميع المغادرة فورا بعيدا عن هذه الأماكن، لأن أي اعتداء أو تحرّش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية، وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات».

وأكد أن الضربة الأميركية على القطعات العسكرية، أول من أمس، دانتها الحكومة بأعلى المستويات، واتخذت سلسلة إجراءات وتدابير لمعالجة الوضع بما يؤمّن سيادة العراق وأمن مواطنيه.

ودعا الجموع التي شيعت قتلى القصف عدم الاحتكاك بمباني السفارات التي تقع مسؤولية حمايتها وتأمينها على الحكومة العراقية. وأعلن الحداد العام على أرواح ضحايا القصف الأميركي لمدة 3 أيام.

وفي وقت سابق، ذكر عبدالمهدي أن «القوات الأميركية تصرفت بما يتفق مع أولوياتها السياسية، لا أولويات العراق»، واصفا الهجوم بأنه تعدّ على السيادة العراقية.

وأشار إلى أن الهجوم «يجبر العراق على مراجعة علاقاتها، وشؤونها الأمنية، والإطار السياسي والقانوني لحماية السيادة».

ووصل وزير الداخلية ياسين الياسري، إلى موقع السفارة، في مسعى منه للسيطرة على الفوضى ولإقناع قادة الفصائل بإنهاء الاعتصام.

وهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها المحتجون من الوصول إلى السفارة الأميركية المحمية إجمالا بشكل مشدد بسلسلة من حواجز التفتيش.

اتهام ترامب

في المقابل، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بتنسيق هجوم على سفارة بلاده في بغداد، وقال إنه يتوقع من العراق أن «يستخدم قواته» لحماية السفارة، وأبلغناه بذلك.

وقال عبر «تويتر»: «إيران دبّرت هجوما ضد السفارة في العراق، وسيُحمّلون مسؤولية ذلك بشكل كامل».

تعطل مفاوضات

من جانب آخر، توقفت المحادثات السياسية في العراق، المتعلقة باختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل، إثر الغارة الأميركية وسط انشغال تحالف «الفتح» الذي يضم فصائل الحشد بالرد على الهجوم الأميركي غير المسبوق.

وبعد استقالة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، مطلع الشهر الجاري، إثر الاحتجاجات الشعبية، احتدم السجال بين الكتل السياسية، بشأن ترشيح شخصية أخرى للمنصب، وسط خلافات حول الكتلة الكبرى التي يحق لها تقديم مرشحها، في حين يقول تحالف «سائرون» التابع لمقتدى الصدر، بأنه هو الكتلة الكبرى، يرى تحالف «البناء»، الذي يضم قوى موالية لإيران، وسنة، بأنه الأكبر ويحق له تقديم المرشح.

back to top