مع دخول صراعها مع طهران مرحلة معقدة من تهديد المصالح والقواعد العسكرية والمقرات الدبلوماسية، قررت واشنطن تعزيز قواتها في المنطقة بشكل فوري، كإجراء وقائي، بعد محاصرة سفارتها في بغداد واقتحامها من فصائل «الحشد الشعبي» وكتائب «حزب الله» المنضوية، المدعومة إيرانياً.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، في بيان أمس الأول، بعد الهجوم على السفارة، أنه «سيتم نشر 750 جندياً في المنطقة على الفور»، وبدا أنه يؤكد بذلك معلومات مسؤول أميركي كشف أن واشنطن أرسلت 500 جندي إلى الكويت.

Ad

وقال إسبر إن هناك «قوات إضافية» جاهزة ليتم نشرها «في الأيام المقبلة»، موضحاً أن «نشر القوات إجراء وقائي ومناسب رداً على مستويات التهديد المتزايدة ضد الأفراد والمنشآت الأميركية، كما شهدنا في بغداد».

وكان مسؤول أميركي، اشترط عدم كشف هويته، ذكر في وقت سابق أنه في نهاية المطاف «يمكن نشر ما يصل إلى 4000 جندي في المنطقة».

وجاء إعلان الخطوة بعد كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن 100 عنصر من مشاة البحرية الأميركية «المارينز» وصلوا إلى سفارة بلاده في العاصمة العراقية للمساهمة في تأمينها وردع مدبري الهجوم من «الإرهابيين قادة فصائل الحشد أبومهدي المهندس وقيس الخزعلي ووكيلي إيران هادي العامري وفالح الفياض».

ورغم تهديد الرئيس دونالد ترامب طهران بجعلها تدفع ثمناً باهظاً من جراء تدبيرها الاعتداء على السفارة، فإنه أكد رداً على سؤال حول إمكانية اندلاع حرب معها أنه يستبعد ذلك، مضيفاً: «أنا أحب السلام».

في المقابل، نفى المرشد الأعلى الإيراني أي صلة لبلاده بالهجوم على السفارة الأميركية، متهماً واشنطن بالمسؤولية عن العنف بالعراق، في وقت استدعت طهران القائم بأعمال السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في إيران؛ للاحتجاج على تصريحات المسؤولين الأميركيين «المثيرة للحروب» في العراق.